Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مؤسس كتابة تواريخ المؤسسات في العراق, الخبير كابتن كاظم فنجان
الاثنين, أيلول 1, 2014
ك. محمد الصافي

مضت بي دورةُ الأيام , قبل عقدٍ من السنيين , الى أن أكون في مدينةِ صناعةِ السيارات , الأعرق و الأشهر في العالم : ديترويت ! في وقتٍ كانت تحتفل فية شركة صناعة السيارات العملاقة : فورد , بالذكرى المئوية لتأسيسها . و في أجواء ربيعية تلقي فيها الشمس الباردة نورها بعذوبة , فتزيد من تألق بهجة المحتفلين . و بهذه المناسبة أصدرت هذه الشركة كتابا وثائقياً تاريخياً ضخما , أثرت صفحاتة مائة عام من الإبداع . إباع يكمن سره في قوة خيال المؤسس الراحل هنري فورد . و قدرتة على نمذجته في الواقع . الثروة و الخيال و الامل و الدراية و المثابرة معا أثمرت هذه
الشركة الرئدة , وجعلت منها مفخرة لجميع البشر و منفعة قل مثيلها , فاستحقت كتاباً يؤرخ لهذه المفاخر و يوثق أطوار استحالتها . كان مكان و موعد توقيع هذا الكتاب الضخم في صالة مكتبة بوردر الشهيرة, مساء عطلة السبت . تكدست هناك مئات النسخ من هذا الكتاب . معروضة للزبائن الراغبين بتزيين صفحتها الأولى بتوقيع المؤلف , الغلاف يزهو بلونه الأزرق اللامع , والازرق هو اللون الرسمي لعلامات سياراتها. تزين الغلاف صورة سيارة فورد قديمة فاخرة تقودها سيدة امريكية يشع وجهها بابتسامة عريضة
عنوان الكتاب المختصر هو :- Hnery Ford .. Weels for the world هنري فورد : عجلات للعالم ومؤلفه Professor Douglas Brenkley( و ترجمتي الشخصية للعنوان هي : هنري فورد عجلات سرعة لهذا العالم ! بقلم البروفسور دكلص برينكلي )
و ساعتها كانت فترة انتظار البدء بحفل التوقيع , و للتسلية إستمرأت عادتي القديمة المحرجة التي لم استطع خلاصا منها و هي تصفح وجوه المارة أو المنتظرين و اطالة النظر في ما اراه طريفا و غريبا و ملهما لخيالي في ان اخترع تعريفات مخترعة للشخص الذي يلفت وجهه نظري و وأبدا في نسج سيرة شخصية له , حتى اذا وقعت في حرجِ إنتباه الشخص و مبادلتي إياي النظر باستفهام أو إستغراب ! فانني و على الفور ارتجل سببا للحديث معه و التعليق على شئ ما يبرر تركيزي هذا .و هناك حكايات و مفارقات ولدتها عادتي المستعصية هذه.
و بالفعل رايت في الصالة شاباً بوجهٍ لحيمٍ مكتنز . طافح بالبشر و التبسم , تتوجه خصلات شعر كستنائية لا تستقر على حال . فتزيد حركة رأسه الدائبة لتعديلها , من خفته و طرافته . له هيئة مندوبي الاعلان دائمي التبسم , يلبس بدلة غامقة عريضة , تزيد من منظر قصر قامته . هذا القصر الذي يتلافاه بلبس حذاءٍ مرتفعٍ معقود بإحكام يبدو معه كأحذية السلامة . إستطرفته و بدأ خيالي يخترع له سيرة حياة و مهنه , كان يحمل بيده نسخةً من الكتابِ الثقيل , يضمها الى صدره , تصورت بائع كتب كما يبدو , وانه يريد ان يغلي من ثمنها ,اذ يعرضها بتوقيع المؤلف . او أن يجعل من هذا
الاهداء والتوقيع مدعاة للتباهي الشخصي , بعدها جاء نداء منسق الحفل بمكبر الصوت الخفيض يعلن بدء حفل التوقيع . فتقدمنا و أنا لم أزل مستغرقاً في تأمل هذا الشخص و إختراع التفاصيل الحياتية له , إنتبه هو الى لجاجتي و لكنه بادلها بابتسامةِ ترحيبٍ حييه , فخجلتُ و هرعتُ لحظتئذ الى مهارتي و دُربتي في إرتجال دواعي الاهتمام ,ركزت نظري على كلمة عجلات في عنوان الكتاب الذي يحملة و قلت له ملاطفاً : ما دامت للعالم عجلات الآن , فلنسرع بها ولنصل الى طاولة التوقيع قبل وصول المؤلف , فاتسعت إبتسامته , مد ذراعه خلف ظهري بلطف ليقدمني أمامه وقال : إذاً
تقدم
خطوتين الى الامام لتصل قبل المؤلف . و ما إن تقدمته و وصلت الطاولة حتى تجاوزني و استدار يجلس خلف الطاولة متحدثا عن الكتاب و موقعاً للزبائين نسخهم المقتناة من الكتاب . اذا هذا الفتى الثلاثيني هو البروفسور دكلص برينكلي , مؤلف الكتاب , تولد عام 1966 وكانت مصادفة اللقاء به قبل ما يربو على عقد من السنوات. كما هو مؤلف العديد من الكتب التي توثق لتواريخ اشخاص مهمين ومدن و مؤسسات ( واذا شئت مزيدا من التفاصيل و الصور عنه لاتعدم ان تجدها في موسوعة الويكيبيديا و محرك البحث كوكل ) . يا لهذا النجاح السريع و المبكر , بمقاييسنا العراقية .. بالطبع.
كادت هذه الذكرى أن تذهب أدراج رياح النسيان , و لكنها عادت تلتمع , بعد أن قرأت كتابا جديدا للخبير المينائي العراقي الكابتن كاظم فنجان الحمامي ,و أنا لم أكد انتهي بعد من قراءة كتاب مينائي ممتاز سابق له . بسم الله ما شاء الله .
مدعاة تذكر ذاك البروفسور مقرونا بالكابتن , لها ثلاثة بواعث , أولها ما يتعلق بتقاليد العمل , فالبرفيسور عندما شرع بتوثيق تاريخ شركة فورد للسيارات , كان طريق الكتابة سالكا أمامه ,إذ أن جميع الوثائق المتعلقة بتأريخ الشركة منذ اليوم الاول لتأسيسها أو ما قبله محفوظة منسقة لا يعلوها الغبار و لم تطالها يد العبث و النهب و الإتلاف . كما وجد كتابا سابقين له في بلده سبقو بتأسيس مبادئ الكتابة في هذا الحقل , حقل كتابة تأريخ المؤسسات , فخففوا عن الكتاب اللاحقين مشقة معرفة ما ينغي و ما لا ينغبي التطرق اليه في الكتابة . أين تُستحسن اللمسة
الادبية الإنشائية الزخرفية الجمالية و أين تستوجب الصرامة الرقمية و المعلواتية , والإرتكان الى المنهج البحثي التاريخي العلمي فحسب . أم أستمراء السرد الروائي المشوق ؟
الكابتن فنجان يؤسس بحس وذوق أدبي فردي لكتابة توثيقية للمؤسسات العراقية , فما سبقه أحد من الكاتبين على هذا النحو الذي يسرد حقائق و حقوق الموانئ و يستعرض سيرة الآباء المؤسسين و الأبناء اللاحقين .
الباعث الثاني للتأمل بين سيرة الرجلين المعنيين بالتوثيق للمؤسسات الوطنية الكبرى . يحيلنا الى البدايات التعليمية الاولى و الحاضنة التربوية لتطوير مشاريعهم الفردية . نجد ان البروفيسور سار بكل ثقة في طريقه التعليمي محميا برعاية الدولة , ليعبر محطاته التعليمية واحدة بعد الاخرى و ينال شهادتها بلا عوائق , بينما كاتبنا الصديق كاظم فنجان كان كمن يشق طريقه بين الصخور, إشتهر في بداياته الدراسية بتفوقه الدراسي الباهر , اذ انه الأول نجاحاً في صفوفه صاعدا بسرعة و رشاقة السلم المدرسي الى أعلى ما يكون و لابد . ألا أن البحرية الواعدة بتعديل
الوضع المالي و الوظيفي و الاجتماعي لمنتسبيها اجتذبته , كما اجتذبت سواه من شبان الطبقة الشعبية , التي تتعجل حيازة رفاه معيشي كانت المهن البحرية تعد به . و هذه هي أول عرقلة للنمو الطبيعي لموهبة دراسية متوقدة . ولكنه ظل شعلة ذكاء متوقدة يحلق عاليا في كل فضاء علمي ينفتح أمامه .كان من المتوقع ان يمضى قُدُما ليزاحم بأكتافه الواثقة علماء الفيزياء و الرياضيات العمالقة , و إن يسير في مسلكة البحري ليكون عالما عالميا في علوم البحار أو تصميم السفن الخارقة أو مبتكرا لمشاريع رائدة أو واضعا لقوانين ذكية لتنظيم الحقوق البحرية . و ما من مبالغة
في
هذا لمن كان يعايشه من مجايليه كما كنت أنا . و لكن ... كانت بانتظاره و انتظارنا جميعا مطبات مكر حكومة البعث التي كانت تدفع بنا نحن أبناء الجنوب الشيعة الى أن نرجع القهقرى . أو إن يلتوي حديد من يريد ان يتكيف معها , فتزيده رهقاً إذ يسير وفق ايقاعها الوحشي . و ما كانت تلحقه ضرورات التكيف مع أهداف الثورة ! من تشويهات محبطة و معرقلة للنمو الطبيعي للموهبة المتميزة . ناهيك عن زلازل الحروب و رعب تهمة درجة القرابة من معدومين بتهمة معرضة حزب البعث الهمجي . وانها لبطولة ذهنية ان يستجمع الانسان شتات فكره بعد كل ما جرى, و يعيد قدرته على الابداع بعد
مسيرة تيه طويلة في نفق معتم فاسد الهواء . فأي بروفسور كان يمكن ان يكون مبكرا كاتبنا الكابتن كاظم فنجان لو انه عاش حياة قرينه ؟. ومع كل الموانع التي قفزها ذهنه برشاقة فهد . فهو البرفسور الآن حقا , بقياس مجموع بحوثه في حقوق العراق المائية و توثيق تواريخها ومنهجة المطالبة بها . الى جنب ابتكاراته الإدارية البحرية . و سافشي سرا في انه بصدد الانتهاء من تأليف كتاب دراسي رفيع المستوى في علم الدلالة و إرشاد السفن في المياه الاقليمية العراقية . لا سابق لمثله في الدراسة الاكاديمية البحرية في العراق .
آخر البواعث التي ألحت على ذهني للمقارنة بين الرجلين . ان ذاك البرفسور المعني بتواريخ المؤسسات , يعمل و لابد مع فريق عمل متكامل , وهذا هو السياق الاعتيادي لصناعة الكتب . ترافقه مجموعة فيها مختص بعلوم الوثائق يتعقب المادة المطلوبة ويقدمها جاهزة للكاتب . و عمال طباعة يكتبون بسرعة البرق مادة مسودات الكتاب و النصوص المقتبسة المراد تضمينها و التي ترهق الكاتب أيما إرهاق في اعادة كتابتها نقلا . و المصحح اللغوي و البلاغي . و ناقد المادة . خبير التسويق الذي يشذب الفصول و يقترح تعديلاتها قبل دفعها للطبع ناهيك عن الوكيل الاداري و المالي
الذي يوفر للكاتب وقت التفاوض على حقوق تسويق كتابه . ماذا لوكانت للكابتن الكاتب كاظم فنجان الحمامي مثل هذه الخدمات ؟ و التي يجب حتما أن تكون له و الموانئ العراقية مقبلة على مئويتها قريبا .
ثمة إطراء لجهد الكاتب البروفيسور دكلص برينكلي , في كتابة الرحلة السحرية – العجائبية , يقول: اذا لم تستطع ان تتعرف على الولايات المتحدة في سياحة شخصية , فاقرأ كتابه الرحلية لتعوضك عن هذا .
و أقول أنا , اذا كنت ممن يريد يتمنى انه لو عايش الموانئ في أطوار مسيرتها , و لم يستطع . إقرا ما كتبه الكابتن كاظم فنجان عنها لتعيش ما تمنيت .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4443
Total : 101