Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الشيعة ..... عراقيون دائما
الثلاثاء, كانون الأول 1, 2015
جواد كاظم الدايني




لم يكن لكربلاء وقضية الحسين, ان تكون بهذا العنفوان لو لم يتلقفها العراقيون وليس غيرهم, انها ابداع عراقي محض ,اعاد العراقيون انتاجه بما يتلائم ومخزونهم الاسطوري. فهم اصحاب اقدم الحضارات البشرية ومنهم الاديان والاساطير والسحر والمعرفة, ومنهم كل هذا التشبث بالموت والحياة على حد سواء.
ولو ان مقتل الحسين بن علي قد حدث في غير كربلاء او خارج منطقة النفوذ الاسطوري للذهنية العراقية, لربما كانت القضية في خبر كان. لم يكن مقدرا لنصوص كربلاء ان تندثر او تعاني الجمود لو لم يعاد تلحينها وفق المقامات والموسيقية وتفعيلات الشعر التي يغلب عليها طابع الحزن والاسى العراقي.
لقد وقع الحسين بن علي ضحية لمكيدة الطبيعة العراقية التي شكلتها اساطير النشأة الاولى, فكانت عشتار حاضرة في الكوفة عندما استصرخت الحسين " ان اقبل علينا " وعندما اقبل شهرت سيوفها بوجه, عشتار كانت آلهة الحب والحرب لدى العراقيين البابليين, وعلى خلاف الكثير من اساطير الشعوب, التي تفرق بين آلهة الخير وآلهة الشر او بين الحب والحرب, يجمع العراقيون بينهما, وهم المشهورين اكثر من غيرهم بجمع المتناقضات. شأنهم شأن آلهتم عشتار, تغدر بعشاقها ثم تندم ( كما فعل التوابون), وتنوح عليهم ( كما هو ديدنهم في النوح على الحسين), حتى ان قضية الحسين لم تخرج عن الحب والندم على التقصير والنواح عليه الى يومنا هذا.
لقد طوعوا واقعة كربلاء لتصبح امتدادا طبيعيا لتراثهم القديم وحافظوا عليها كما هي, دون الاستفادة منها على المستوى الرمزي, لذا مارسوا شعائرهم في اطار موسمي دون ان تنال من اخلاقياتهم, فالعراقيون في شعائرهم الحسينية على استعداد للتضحية في سبيل المبادئ التي نادى بها الحسين بن علي, وهم غير العراقيين بعدها, وهم المتمسكين بذنوبهم في الحياة . يرجع البعض هذا السلوك المزدوج للعراقيين الى ان تاريخهم الذي كان متخما بالحضارات, قد كان متخما ايضا بعدم الاستقرار السياسي فلا الصديق يبقى صديق ولا العدو يبقى عدو, فكانت ويلات السقوط تعصف بهم, كما كانت البيئة المتطرفة التي تسببها الفيضانات الموسمية وما تجلبه من اوبئة وهلاك لمحاصيلهم الزراعية سببا بتهديد حياتهم, وعندها يكون الحزن والنوح سلاحهم الوحيد, وضل حزنهم موسميا حتى مع الحسين. 
المتفحص للتراث الشيعي يجد ان لقضية كربلاء شقين الاول شعبي تمارس بداخله الطقوس والشعائر, واخر رسمي تبنته المؤسسة الدينية الرسمية او المرجعية والتي تناولت تلك القضية من وجهة نظر سياسية وأخلاقية, فهي رأت في خروج الحسين واجبا شرعيا للوقوف بوجه الحاكم الظالم, اضافة لايمانهم بان ارادة الاهية وراء اختيار آل بيت الرسول لخلافة المسلمين دون غيرهم. كما انها وفرت غطائا دينيا للشق الشعبي, لممارسة الطقوس والشعائر من خلال احاديث دينية استلت من تاريخ مشكوك بصحته, وتراث شعبي مكون من مجموعة من الخرافات والاباطيل والاكاذيت تغاضت المؤسسة الدينية عن النظر في تخلفه. كذلك يكتنز تراث الشيعة الكثير من الاحاديث التي تتحدث فيه عن دور الحسين بن علي في الشفاعة عند الحساب لمجرد دمعة حزن يجريها زائره عليه في عاشوراء, او يكون شيئ من الغبار على بدنه في طريق مسيرته الاربعينية.
استطاعت الدولة الصفوية من دفع المذهب الشيعي الى المسرح السياسي في الحياة ( كما يقول الدكتورعلي شريعتي في كتابه " التتشيع العلوي والتشيع الصفوي " ), غير ان شيعة العراق لم تستثمر ذلك للمطالبة بحق سياسي خاصة وأنهم شكلوا اغلبية عبر تاريخ العراق وبالرغم من نجاحهم في الحفاظ على مركزية التشيع والتبعية المستمرة لمرجعية النجف, الا انهم ترفعوا عن تطوير نظرية سياسية دنوية للحكم, وظل الخط المرجعي ملتزما فقهيا بعدم شرعية اي دولة قبل ظهور الامام المهدي المنتظر, الذي سيقيم دولة الحق الالهي. لذلك ظل المجتمع الشيعي العراقي مشتت سياسيا, اضافة لكونه يعاني الفقر والجهل والاضطهاد, وضل يدفع ثمنا باهظا بسبب اتهامه بالتبعية للصفوية وايران. كان للقيام الصفوي تأثيرا سيئا على الشيعة في العراق فبسبب التواشج الطائفي بينهما تعرضوا لاكثر من ابادة جماعية واصبحت هذه الطائفة منبوذة من المجال القومي للعرب بسبب العداء التاريخي بينهم وبين الدولة الفارسية والايرانية . الخطر الاكبر الذي مارسته الصفوية هي تشوييها للخط العلوي النقي في التشيع وهذا ما يمكنك استنتاجه من قراءتك لكتاب شريعتي. فهي قبل ادخالها شعائر دخيلة على الشعائر الاسلامية, لفقت صراعا مزيفا قائما على الكراهية على الخلافة بين علي والخلفاء الاوائل, نكاية بالفتوحات الاسلامية التي اسقطت الدولة الفارسية.
استوردت الدولة الصفوية لذكرى عاشوراء طقوسا مذهبية وشعائر مسيحية من اوربا ارتبطت بأحياء ذكرى شهداء المسيحية, ومشاهد تمثيلية لصلب المسيح واستخدام الزناجيل والتطبير, وتراتيل تصف الظلم والجور الذي تعرض له اصفياء المسيح من قبل الاباطرة وقياصرة الروم. سيئة ثانية تركتها لنا الصفوية وهي خلق طبقة الدعاة والخطباء من رجال الدين التي استخدمتهم لنشر المذهب الشيعي وحث الناس على ممارسة تلك الشعائر وبث الخرافات والتلاعب بجهل الناس, خاصة انها كانت تستهدف الشريحة المعدمة من المجتمع المعروفة بفقرها التعليمي والثقافي والاقتصادي,حيث يسهل خداعهم بعد ما غلفوا ما يقومون به بقدسية زائفة مدعين انهم مؤيدين من الله والائمة. الكاتب العراقي سليم مطر يذهب في كتابه " الذات الجريحة " الى القول بما اورده شريعتي, لكنه لا يقول بأستيرادها, بل انها كانت تمارس من قبل العراقيين عندما كانت المسيحية الدين الغالب في بلاد الرافدين حيث تنتشر الكنائس والاديرة من شمال العراق الى جنوبه والحواضر التي كانت مراكز جغرافية حضارية وثقافية في العهد البابلي اصبحت جميعها حواضر لشيعة العراق, فالنجف قدسها الشيعة وهي تقع ضمن حاضرة الكوفة التي كانت ضمن منطقة بابل الكبرى. ويقول الكاتب " ان طقوس عاشوراء تذكرنا بطقوس اهل الرافدين بالاحتفال بغياب تموز في ظلمات الارض, ثم بطقوس النساطرة بالاحتفال بذكرى صلب المسيح, وطقوس المانوية بالاحتفال بصلب ماني البابلي. اليس عاشوراء مقتبس من اسم عشتار امراة تموز. في عاشوراء كانت النساء يمشين بشعور منثورة وأوجه مسودة وملابس ممزقة يلطمن الخدود ويولولن حزنا غلى الحسين الشهيد, كما كانت نساء بابل تفعل نفس الشيء حزنا على هبوط تموز الى العالم السفلي ". وعلى كلا القوليين فأن هناك المسيحية, هي العامل المشترك بينهما, وما من شك ان جزء من الطقوس البابلية والمسيحية قد نقلت لعاشوراء.
اكثر الناس تمسكا باساطيرهم وبطقوسهم اكثرهم تمسكا بحياتهم, ففي كل مرة تمارس الطقوس وتستحضر الاساطير يكون هناك انبعاث جديد للحياة وولادة نقية جديدة, وهذا ما يفعله الشيعة في المسيرة الاربعينية لقبر الحسين بن علي, انهم يقصدون هدفا ساميا يعيدهم الى تلك الولادة, وفي كل مرة يكررون مسيرهم يعيدون بث الحياة في المعاني التي تعطي الحياة قيمتها. انهم يجسدون غاية الحياة بالسعي المستمر نحو السمو والكمال والرفعة. لقد اعاد فلاسفة القرن التاسع عشر للاسطورة دورها في حياة المجتمعات بعد ان رمتها الفلسفة العقلية في المهمل من التاريخ, فأعتبرت الاسطورة اصلا للفن والجمال والتاريخ والدين, واتجهت لها الانثربولوجيا بقوة لغور الكامن في الاسطورة من رموز ومعاني تخفف وطأة الحياة وتساعد البشرية على فهم سلوكها وروحانيتها والكيفية التي تتحكم بها الاسطورة باليات التفكير البشري, عواطفه ودوافعه. الشيعة لم تطور فهما رمزيا لاساطيرها الاخلاقية والتاريخية والدينية, وظلت متمسكة بفعل الاسطورة دون من محاولة الوقوف على مجازاتها, كي تصبح اكثر تأثيرا في سلوكيات المجتمع والافراد وتغني قيمهم الجمالية والفنية .
الكتابة عن الشيعة بالنسبة لي كتابة عن تجربة شخصية ما زلت متعلقا بها رغم انقلابي الفكري الى احضان الليبرالية والعقلانية والفلسفات الانسانية, احمل تعاطفا كبيرا مع الشيعة في العراق بسبب ما عانته من جور التاريخ وظلم الحكام, ولون الحزن والالم الذي يطبع حياتهم, فقد حزنوا على سوء حالهم وكثرة مصابئهم وقسوة حياتهم قبل ان يحزنوا على الحسين, اذا وجدوا في مأساته صورة من صورهم الطبيعية التي خبروها في الحياة. يبقى النظر الى الشيعة محكوم بالنظرة التقليدية التي روج لها " اهل الجماعة " عندما تعاونوا مع السلطة على نبذ هذه الطائفة الاسلامية, كونها اخذت على عاتقها مقارعة حكم السلاطين كما فعلت رموزها المقدسة من علي الى الحسين الى زيد الى يحيى وكل الحركات الاحتجاجية التي تبنتها هذه الطائفة, بالاضافة الى شعائرهم التي يقدح بها الفكر السلفي لابن تيمية, وذلك بسبب حجهم المستمر الى قبور ائمتهم, والتي لا اعتقد انها تختلف عن حج باقي المسلمين الى الكعبة, فالجميع يحجون الى الحجارة والجميع يقصدون الروح التي تسكنها. ما زلت انتمي لشيعة العراق بذكريات النشأة الاولى, فالعراقي يولد على فطرته السومرية والبابلية حتي يشيعه أو يسننه أهله ومجتمعه, فمنذ الطفولة تعلمنا حب آل بيت النبي, فعلي كان رمزا للعدالة والشجاعة والحسين نادى معسكر ابن زياد في يوم عاشوراء " ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد, فكونوا احرارا في دنياكم", يزداد تمسكي الانساني بهذه الطائفة كلما تعلمت شيأ جديدا عنهم, خاصة وان هناك الكثير ممن احبهم فيه ومن اجلهم ورغم عقلانيتي الفكرية امارس شعائرهم واندمج بعقائدهم, فعندما يكون الامر متعلقا بالحب فعلى العقل يحجم بقواعه عنا, فالخل على دين خليله كما يقال. واتنمى لهذ الطائفة ان تدرك مكامن القوة والتأثير التي تمتلكها في محيطها, ومنطلقين من قدرتهم على ايجاد عوامل مشتركة تجمع شتاتهم, وتبني جسور وطنية مع شركائهم في الوطن, فعلى عاتقهم يقع مستقبل العراق.
.................................................................................................Monday, 30 November 2015
المصادر:
• العقل في المجتمع العراقي/ شاكر شاهين.
• الذات الجريحة/ سليم مطر.
• طبيعة المجتمع العراقي/ عل.ي الوردي.
• التشيع العلوي والتشيع الصفوي/ علي شريعتي.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44886
Total : 101