Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أمة إقرأ متى تقرأ؟!
السبت, آب 2, 2014
د. صادق السامرائي

كلما تساءلت لماذا " إقرأ" هي أول كلمة هبطت من السماء على نبي الرحمة , أقول : متى نقرأ ؟ وأجد بأننا لا نقرأ !!

 

قد تكون هناك أسباب كثيرة يمكن للمفكر والباحث أن يأتي بها لتبرير أول خطاب ما بين السماء والأرض وبلسان عربي هو " إقرأ ...إقرأ...إقرأ"!

 

فأمة العرب لم تكن أمة قراءة وكتابة بقدر ما كانت أمة رواية وقول , كمعظم الأمم آنذاك ,  وكثر فيها الرواة والحفظة ,  ولم يكثر فيها الكتّاب والقراء أو تزدهر صناعة وتجارة الكتاب.

 

وجاء القرآن يصدع بآياته ويهز كيان الوجود العربي بأفكاره ورؤاه ,  فكانت كلمة إقرأ مدوية وعنيفة الصدى في أرجاء الأرض العربية , لأنها مفتاح الوجود وبوابة ولوج عوالم المعرفة والإدراك , والغوص في أعماق النفس والعقل والروح . 

ومن غير إقرأ لا يكون هناك عقل حكيم وفعل مؤثر في الصميم. 

فالقراءة توسّع المدارك وتستجلب الأفكار , وتنقل الوعي البشري إلى حالة متقدمة عن حالته قبلها.

 

إقرأ... بمعنى أنك تكون وتتجدد وتعاصر وتتحقق في الحياة , وتبقى قويا مبدعا متمكنا من الدنيا برغم تغير أحوالها وسلوكها. 

وهي القوة التي ما بعدها قوة, والوجود الذي يتفوق على كل الوجود , والأسلوب الذي يصنع الحياة ويبني أسس الإرتقاء للأجيال عبر الزمان.

 

إقرأ...منهل الفكر والعلم ومنبع الثقافة والدراية والتحصيل المعرفي والخبرة , التي تساهم في صناعة ما لم يسبق صنعه فوق التراب من إبداعات متنوعة ذات قيمة حضارية وإنسانية. 

 

إقرأ...صرخة السماء التي إهتزت لها الأركان وإرتعش البدن النبوي على أثرها لأيام , وقد إنطلق الإنسان الأكبر من أعماق الإنسان المتأمل الحيران  في كنه الوجود ومنطلق الأيام والأحوال. 

إرتعش رسول الرحمة لنداء إقرأ , وأدرك أن الأسرار السفلية والعلوية يمكن ولوجها بإقرأ , وتعلم كيف يقرأ تلك القراءة التي لا يجيدها إلا الأنبياء , وأصحاب المقامات العلوية في عالم الخلق والأكوان.

 

لقد أوجد النبي الكريم (ص) أمةً تقرأ القرآن وتتدبر آياته وتتفكر في خلق السماوات والأرض , وتتعلم ما جاء فيه من الحِكم والأفكار الثمينة , فانطلقت طاقات العقول وأسست معالم حضارية سبّاقة في أسسها ومنطلقاتها ومنابع صيرورتها واستمرارها. 

وحقق ثورة عقلية وروحية ونفسية تمخضت عنها تفاعلات فكرية وإبداعات مرتبطة بالقراءة , فازدهرت الكتابة وكثر النساخون تعاظمت تجارة الكتاب , وانتشرت الكتاتيب وصارت الجوامع مدارس حية للقراءة والكتابة وحفظ القرآن.

 

ومن ثورة القراءة وقوتها وصرختها إنطلقت  العلوم وتطورت وأصبح للفكر مقامات وصولات , فأنجبت الأمة أعلاما رسخوا في قلب الزمن وغيّروا مسيرة الأجيال , وانتقلوا بالإنسانية إلى عوالم فكرية وآفاق حضارية لم تعهدها من قبل. 

ومنذ ذلك الوقت والأمة تهتم بالقراءة والكتابة وتتأكد في مسيرتها , فدونت نشاطاتها الإنسانية بلغتها وخصوصا بالشعر الذي صار ديوانها. 

وبرز فيها المؤرخون والنابغون في صنوف العلوم والمعارف والدراسات , والأبحاث والنشاطات العلمية والفكرية المتنوعة. 

وتركت للأجيال تراثا عظيما متفوقا على تراث أمم الأرض.

هكذا فعلت كلمة إقرأ في أمةٍ ما كانت تقرأ !

وبعد أن قرأت الأمة ما قرأت وألفت ما ألفت وصنفت ما صنفت , تراها اليوم تخاصم القراءة وتجهل فنونها وأصولها , والكتاب فيها خاسر ولا قيمة له  أو دور في حياتها. 

وتأتيك الإحصاءات والبيانات لتشير إلى أن أمة إقرأ لا تقرأ !

 

بينما عندما ننظر إلى أمم الأرض نجد أنها أمم قارئة , وطباعة الكتاب فيها مزدهرة ومتطورة ورقيا وإليكترونيا , ومطابعها لا تتوقف عن الإنتاج ولو لوقت قصير. 

ففي البلدان المتقدمة لا تخلو حقيبة الأشخاص من كتاب أو كتب للقراءة عندما يتوفر الوقت. 

فترى الناس تقرأ في أماكن الإنتظار , وفي السيارة والقطار والباخرة والطيارة وعلى السواحل , وأي مكان يخلو الإنسان فيه مع نفسه. 

ولا توجد دائرة أو مكان تنتظر فيه إلا ووفر لك فرصة لكي تقرأ شيئا وتتعلم جديدا. 

وأصبحت معظم وسائل الإتصال والتفاعل البشري مبنية على "إقرأ". 

والشخص في العالم المتقدم يقرأ العديد من الكتب سنويا , وفي العالم المتأخر لا يقرأ كتابا طول العمر. 

فما أن يغادر  المدرسة حتى يتحول إلى عدو لدود للكتاب , فيعلن الخصام عليه ولا يقترب منه في أي وقت من الأوقات , وكأن القراءة في عرفه عيب أو نقيصة.

 وهكذا فأن القراءة ومنهجها قد غاب عن حياتنا. 

 

وليتأمل أي منا كم من الجالسين في مقهى أو نادي يقرؤون , فأنه لن يجد أحدا , بينما لا يكون كذلك في الدول المتقدمة, فالناس تقرأ في كل مكان , لأن القراءة عادة فردية وإجتماعية وقيمة حضارية عالية , والكتاب مبذول في الأسواق , فعندما يذهب الشخص لشراء طعامه وحاجاته الأخرى , تراه قد إشترى مجلة أو كتابا لكي يقرأه , فهو يطعم بدنه وعقله في آن واحد , ويدرك أن المعرفة قوة وهي تتحقق بالقراءة. 

والمكتبات العامة يزدحم أمامها الناس عند الصباح قبل إفتتاحها , فتتعجب من هذا السلوك الذي لا نعرفه , فزاد العقول والنفوس نظير زاد البطون , أما نحن فلا نطعم أبداننا ولا عقولنا بصورة صحيحة.

 

إن عادة عدم القراءة هي التي تسببت في الكثير من الويلات والتفاعلات السلبية في مجتمعنا , ولأننا لا نقرأ ولا نتفحص ونبحث ونتابع تجدنا نصغي لهذا وذاك, ولا نمتلك رأيا مفيدا , ولا نعرف كيف نتحاور , ولا نتقن مهارات إختلاف الآراء والتصورات.

 

ولكي نكون لا بد من العودة إلى نداء السماء , والإذعان لإرادة الوحي وصرخته في غار حراء لكي نحقق وجودنا اللائق بأمة إقرأ. 

 

"....وخير جليسٍ في الأنامِ كتابُ"!!

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45703
Total : 101