Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مهزلة العقل العربي!!
الثلاثاء, أيلول 2, 2014
د. صادق السامرائي

تتوارد عشرات المقالات التي يَحسب كتابها بأنهم محللون ومفكرون , وأصحاب رأي فصل عمّا يدور في عالمنا العربي المتفاقم الأحداث والتطورات , وجميعها تشترك بأنها تنكر مواجهة الواقع وأسبابه الجوهرية المباشرة وتغور بعيدا في الأزمان الغابرة , لتبرر ما يجري وتحسبه تحصيل حاصل , ولا جديد في الأمر.

هذه المقالات تختصر الوجود العربي في فترة زمنية منقرضة , وكأن الحياة تجمدت فيها , وأصبحت الأجيال كالمومياءات المحنطة في توابيت أحداثها وحسب.

فاليوم وردتني مقالة من ذات السياق وتدّعي البحث في الجذور والمُسببات وتريد إقتلاعها , أي أن تلغي تأريخ العرب لأنه حسب رؤية كاتبها , عبارة عن حمامات دم , وكأنه لم يقرأ تأريخ الأمم والشعوب , ولم يتعرف على التأريخ الأوربي وتأريخ شعوب شرق آسيا وأفريقيا وغيرها من القارات.

وأنا أقرأ هذه المقالة تساءلت : هل أن فرنسا أسلمت أمرها للماضي عندما حصلت فيها أحداث الشغب العنيفة , وقالت: هذا مفهوم لأننا إستعمرنا بلدانهم وقهرنا شعوبهم , أم أنها تصدت للمشكلة بعلمية ودراسة وتحليل وبحث للوصول إلى المعالجات والحلول؟!!

كما تساءلت : هل أن الحكومة الأمريكية تهاونت وبررت أحداث ميزوري بأنها ناجمة عن التأريخ وما حصل في الماضي , وهذا أمر لابد منه , أم أنها تفاعلت بطاقاتها الدستورية والتشريعية والأمنية , وأعلنت أن التصدي للمظاهرات والإعتصامات مهارة وعلم , وقد تم تغييب هذه الآليات؟!!

إنّ العلة في التفكير العربي لأنه يرزخ في أتون الماضوية ولا يمكنه التفاعل مع عصره , ففي مسألة العنف والإرهاب , يتناسى الأسباب المعاصرة , كعجز النظام العربي على مدى قرن في إقامة الحياة الدستورية وسيادة القانون , وفشل جميع الأحزاب في تحقيق مشاريع وطنية ذات قيمة إقتصادية وعلمية معاصرة , وإهمال الثقافة والبحث العلمي , وزيادة عدد الفقراء والمحتاجين , وإنعدام فرص العمل , وهيمنة البطالة , وتنامي اليأس في نفوس الشباب , والجور والظلم والمحسوبية والفساد , وغيرها مما لايحصى من الخطايا والآثام المتراكمة المتعاظمة , لكننا ننكرها ونتجاهلها , ونعلن أن سبب مشاكلنا هي الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والعثمانية , وما قبلها بكثير جدا وما بعدها وما بينها , بل أن البعض يرى أن قابيل هو سبب مشاكلنا!!

ومن عجائب هذا التفكير أن أصحابه لايريدون العيش في الحاضر المعاصر , وإنما يدسون رؤوسهم في سرابات الرؤى والتصورات وفنتازيا الخاليات , ويحسبون ذلك هو مجدهم وعزتهم وكرامتهم , ويتكئون على أوهام المعرفة بالدين والحياة وما يدور في أروقة الدنيا , ويحسبون أنهم يفقهون اللغة العربية , ولو سألتهم عن معنى مفردة واحد في القرآن لتسمّروا بوجهك وحسبوا ذلك إهانة لهم!!

بربك الأعلى أ ليست هذه مهزلة , وتعبيرات عن عقليات مُسخرة لألف غاية وغاية في نفس يعقوب وآله!!

تصوروا لو أن الدول العربية تعلمت الإستثمار في واردات النفط , وإقامة المشاريع الصناعية والزراعية والعمرانية والترفيهية والتعليمية والبحثية , وأحسنت نظام بناء المدن وجمالها وعمرانها , هل سيحصل لمجتمعاتها مثلما يحصل لها اليوم؟!

معظم المدن العربية تخلو من الجمال العمراني المعاصر , وتعج بالأوساخ وتتراكم فيها الأزبال وتكثر البرك والمستنقعات , وتبدو المدارس التي يتعلم فيها الأطفال بائسة حزينة وكأنها الخرائب , وحول جوامعها ومساجدها يتنامى الفقر المدقع والحاجات المتفاقمة , وكل المظاهر السلبية فيها تقرن خمسة مرات أو أكثر بذكر رب العباد!!

فالمدن العربية تفتقر لأبسط متطلبات البنى التحتية , من خدمات تصريف مياه وماء صالح للشرب وكهرباء وطرق وشوارع حديثة , ومتنزهات ومستشفيات ومدارس وملاعب رياضية ونوادي ومكتبات وغيرها مما يتوفر في المدن المعاصرة , فماذا نتوقع سيتخرج من هذه المدن المزدحمة بالسلبيات , والتي يغيب فيها لون الشجر؟!!

والعربي تجده يهاجر إلى بلاد الغرب , ويعيش على معوناتها لكنه يتنعم بسعادة وأمان , ويتفاعل مع الحياة بمعاصرة وإيجابية , وتراه ينكر ما يحصل في مجتمعه الذي جاء منه قبل بضعة أشهرٍ أو أعوام.

إن الذي يريد أن يبحث ويحلل ويفكر , عليه أن يكون موضوعيا وأمينا وصادقا , لا مُخادعا ومُضللا ومُسخَرا , فالعيب ليس في المذاهب والطوائف والإختلافات , العيب في النظام السياسي وغياب العدل في توزيع الثروات , ولا بد من قانون وطني يضبط التصرف بعوائد النفط , ومن رؤية تخطيطية لإستثمارها في المشاريع الصالحة للإنسان , أما أن تكون هذه الثروات وسائل للعدوان على العرب وتدميرهم , فذلك هو الداء السرطاني الذي يسري في المجتمع العربي.

فالعرب لن يتقدموا ويكونوا إن لم يتحرروا من أصفاد "مضى وما انقضى" , ويتعلموا أن الإقتصاد أساس الأمن والسلام والديمقراطية والنظام!!

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44987
Total : 101