ذكرنا في مقال سابق , والذي بعنوان: مافيا العراق : من دولة فاشلة الى دولة هشة, بتاريخ 03-06-2015, أن من خصائص المافيا , هي الاغتيال. وبالنص:
والخاصية الأهم: هي الاغتيال , حيث يتم تصفية الخصم السياسي في العراق عن طريق الاغتيال.
وتاريخ الاغتيال معروف في الاسلام , وقد كتب الراحل الكبير هادي العلو كتاباً بعنوان :الاغتيال السياسي في الإسلام.
ومفردة اغتيال , Assassination , Hashshashin, حشاشون, اطلقها الرحالة الايطالي ماركو بولو... Marco Polo(1254-1324), على جماعة حسن الصباح.
يقول آمين معلوف عن حسن الصباح:
حسن الصبّاح , مؤسس فرقة الحشّاشين العبقري الذي أستولى على قلعة , الموت, (بفتح اللام وضم الميم ), قلعة تقع شمال أيران, عام 1090م والتي سوف تكون خلال مئة وستة وستين عاما مقرآ لأخطر طائفة عرفها التاريخ. .

من المعروف تماما في ادبيات الاستشراق ان فرقة , حسن الصبّاح , وهي فرقة اسماعيليه, يطلق عليها اسم الحشاشين( assassin ) , والتي اصبحت في عدة لغات اوربية تعني "القاتل"" والذي اشاع هذه الفكرة هو الرحالة الايطالي "" ماركو بولو"" Marco Polo في القرن الثالث عشر ميلادي, وأكد هذه الفكرة الخاطئة المستشرق الفرنسي سيلفستر دي ساسي, Silvestre de Sacy,(1758-1838) في دراسته المشهورة عن هذه الفرقة, على اعتبار ان حسن الصبّاح, كان يقدم لمريديه عقارآ مخدرآ /الحشيش/ .
لكن واقع الحال ليس هذا اطلاقآ.

يقول امين معلوف : واما الحقيقة فكانت غير ذلك. فتبعا للنصوص التي وردت الينا من الموت (..(بفتح اللام وضم الميم ), فأن حسن الصبّاح كان يحلو له ان يدعو مريديه الاساسيين Fundamentals , اي المتمسّكين ب (الاساس) , اساس العقيدة) , واللذين عانا منهم كثيرا السلاجقة والصليبيين, ملوكهم, وأمرائهم ,وقواد جيوشهم.

... ولم يكن للحشّاشّين من مخدّر سوى أيمان لا يتلوّن, ايمان يعزّزه على الدوام احكم التعاليم وانجع التنظيمات .

وقد عرّف الراحل الكبير هادي العلوي, كلمة ( الاغتيال), على النحو التالي:
الاغتيال , اشتقاق من الجذر الثلاثي , غ.و.ل. والذي يفيد الهلاك, وبهذا المعنى يفيد القتل و العمد. 

وينفرد الاغتيال بالدلالة على القتل العمد المشتمل على أحد ركنين:
1. استغفال المقتول 
2. استدراج المقتول
وقصة الاغتيال في عراق ما بعد 2003, بدأت مع الراحل هادي المهدي في 08-09-2011 والراحل كامل شياع في 22-08-2008 والصحفي الكردي الشاب سردشت عثمان في 04-05-2010 والراحل الزميل عماد الأخرس 26-01-2012 .

وفي رسالة دموية من مافيا العراق الى المتظاهرين, فقد :
تم اغتيال أربعة من منظمي الاحتجاجات في العراق الاسبوع الماضي, وهم:
خالد العكيلي قتل برصاص مسلحين أمام منزله في بغداد.
و مسلّم هيثم الركابي ووليد سعيد الطائي، في الناصرية مركز محافظة ذي قار بنيران مسلحين مجهولين.
وتوفي الشيخ صباح الكرموشي، وهو من أبرز منظمي الاعتصامات في محافظة البصرة، متأثرا بجراحه جراء تفجير عبوة وضعت داخل سيارته.

واذا كانت الحكومة العراقية و المليشيات المتحالفة معها , قد سمحت بخروج المظاهرات, على مضض, فأن حبل صبرها قصير , وقد نفذ هذا الصبر في الاسبوع الماضي, بعد ان وصفت ايران المظاهرات بأن يد غير مسلمة تحركها .

اعتقد ان حملة الاغتيالات من قبل المافيا العراقية سوف تستمر.
وأن المليشيات التي تسيطر على الشارع العراقي لن تسمح بشريك لها.