Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
سفن الموت .. الحراك الشعبي والأمل في النجاة
الأربعاء, أيلول 2, 2015
قصي فاخر الموسوي



كنت قد أقترحت في موضوعٍ سابق على المؤيدين للحراك الشعبي السلمي المطالب بمكافحة الفساد بأن يبادر كلَّ واحدٍ منهم بزراعة شجرة في مكانٍ قريب من سكنه في عملية ترمز إلى أنَّ هذا الحراك يحتاج إلى أملٍ طويل في نجاحة إذا ما توافر للقائمين عليه الصبر والأناة وطول النفس والرغبة الحقيقية في التغيير وتوجيه دفة السفينة نحو برِّ الأمان.
غير أنَّ الأمور كانت وما زالت تسير على غير هدى ودون أيِّ تقييم أو دراسة للأوضاع الدوليّة العامة وللخصوم الداخليين وداعميهم الإقليميين والدوليين.. والذين يريد الحراك الشعبي أن يزلزل عروشهم.. هذا السير على غير هدى أفضى - كما هو واضح للعيان - إلى نوعٍ من التوقف والإختناق الذي يحتاج إلى تأمل من أجل فهمه. 
بدوري كنت أحاول منذ مدة التأمل في كلِّ ما يجري سيَّما بعد الإصرار الغريب من المئات من المهاجرين العراقيين والسوريين والأفغان والأفارقة على ركوب البحر في سُفنٍ يبدو من وضعها وهي على الشاطئ بأنَّها سفن موت يقوم عليها مجموعة من المجرمين الساديين الذين يسوقون الموت في أبشع صوره عبر إستغلال شعور الناس باليأس وبيعهم تذاكر الموت بما لا يقل عن الف دولار للشخص الواحد وشحن المئات منهم في سفينة واحدة لا تحتمل أكثر من مائة شخص على أقصى تقدير .. 
وكشفت الاخبار المتداولة عن حركة المهاجرين أنَّ البعض بالغ في إظهار اليأس عند قبوله في وضع عائلته في شاحنة مغلقة مخصصة للتبريد والقبول بهذا الوضع لساعات طويلة دون التفكير في كيفية التنفس .. بل ودون إختبار الامر قبل اتخاذ القرار النهائي .. والقصص كثيرة ولكنَّ العبرة منها واحدة ..
لقد تمكن المخطط الذي أشرفت عليه المخابرات المركزية الأمريكية والذي بدأ الاعداد له منذ التسعينات وبمساعدة مرضى جنون السلطة من حكومات المشرق بدءا بمملكة الموت السعودية ومرورا بمحطة ضخِّ السمِّ القطرية وليس إنتهاءا بمرضى النفوس في تركيا الذين ينزعون إلى بعث الروح في عفن الإمبراطورية العثمانية .. تمكن المخطط من تهشيم النفسية المسلمة في الشرق الأوسط وزرع اليأس فيها إلى الحدِّ الذي يجعلها تقبل بالموت المضمون عبر سفن الموت على الموت في طريق محاولة التخلص من نير الطغاة ومكافحة الفساد بإسلوبٍ حضاري معقول. 
واليوم لو تاملنا فيما يحصل في الواقع السياسي العراقي لوجدنا أن الأمر لا يعدو خدعةً يقوم بها من تمكن المال الحرام من تغيير عقولهم ونفوسهم إلى المستوى الذي يدفعهم الى ركوب المخاطرة إلى أقصاها والقبول بتحدي الشعب بمجمله. 
ما هي الأهداف المتوخاة من قبل الإدارة الأمريكية؟ وما هو الأساس النظري الذي أقيمت عليه هذه المؤامرة التي نزعم وجودها؟ 
علينا أولاً أن نوضح بأنَّ الأمر ليس مجرد مؤامرة معدَّة سلفا ! وإنَّما الدول الغربية بالمجمل دول مبنية على مؤسسات تقوم كل واحدة منها بدورها على افضل الممكن لذا فهي تستعد لمواجهة مختلف الإحتمالات وتتدخل فيما يحصل لتحقيق مصالح عبر الاجهاض احيانا والتهدئة احيانا أخرى او النفخ في النار مرات اخرى .. فما نحاول تقديمه من فهم ها هنا هو ليس مجرد القبول بنظرية المؤامرة. 
في تصوري فإنَّ المخطط االأمريكي قام على عملية الجمع بين نظرية (المتابعة الفعالة) و(دعم الفاسدين) ونظرية (الفوضى الخلاقة) وخطة (عُش الدبابير) من أجل تحقيق الأهداف التالية:
• محاولة الإبقاء ما أمكن على الفاسدين واللصوص في مواقع المسؤولية بإعتبار أنَّهم الأنسب في تحقيق أغراض ومطامع الدول الغربية، فهذا الصنف هو الوحيد الذي سيرضى برفع الأوزار عن كاهل الدول الغربية وتحمل عبأ الفشل والنذالة. 
• إمتصاص زخم التحركات الشعبية المطالبة بتعديل الأوضاع بمختلف الأساليب وإشعار الإنسان المسلم باليأس الكامل من إمكانيّة تغيير الوضع او اصلاحه. 
• تهشيم النفسية الإسلامية وقتل فكرة كون الإسلام دين رحمة وسلام، لزرع اليأس بقوة في نفوس المسلمين وفتح ثغرة في أذهانهم تتسع لتبتلع كل ما موجود وتستبدله بالإنفتاح على القبول بأيَّةِ فكرة لاحقاً مهما كانت لمجرد الخلاص. 
• إحداث شروخ حقيقية في المجتمعات الشرق أوسطية وتحويلها إلى مجموعة من الكانتونات المتناحرة، مسيحيين،ايزيديين، يهود، شيعة، سنة، خليجيين، غير خليجيين، أغنياء، فقراء، ايرانيين، عرب، معتدلين، متطرفين، وهكذا... لكسر كل الروابط التي يمكن لها أن تقيم مجتمعات سليمة وتدجعم الإستقرار في المنطقة. 
• السعي لإستهلاك كميات السلاح والعتاد المخزونة في الشرق الأوسط منذ سنين والبدء بتوقيع مجموعات جديدة من العقود التسليحية لتسويق الفساد والسلاح معاً وهي المحركات الأساسية للإقتصاد العالمي حاليا بعد دخوله في دورة انكماش قوية قد تؤدي إلى إنهيار العالم بأسره. 
• قتل أكبر عدد ممكن من الناس وتشريد الملايين لبناء علاقات هشة يسودها الفساد النفسي والروحي والقضاء نهائيا على منظومة القيم التي يفاخر بها المسلمون منذ قرون وتحويل المسلم إلى مجرد حشرة لا تعرف الفرق بين الطهر والطهارة ...
• تنشيط منظومة الفساد في العالم الإسلامي إلى أقصى درجات النشاط من أعلى مستويات الحكم في البلدان الإسلامية إلى أوطأ المستويات لزرع مفاهيم الربح المجرد من ايَّة منظومة قيمية أخلاقية، لنشر ثقافة جديدة تتناسب والشروق الأوسط الجديد. 
• دفع مجاميع اليائسين بإتجاه الدول الأوربية التي تعاني من معدلات مواليد منخفضة لتوفير أيدي عاملة رخيصة خلال العقود المقبلة والمساهمة في تنشيط الإقتصاد وإخراجه من دورة الإنكماش. 
• قتل فكرة الإسلام السياسي بالكامل وتحويل المسلمين إلى مجرد قطع غيار صغيرة في ماكنة مجنونة تتفوق على ما هو موجود في دول أوربا من تحويل الناس إلى مجرد عبيد لدى الشركات والعائلات الرأسمالية الكبرى لبناء المرحلة الجديدة من عالم الوهم والغاء الطبقة الوسطى بالكامل لإيجاد مجتمع الثالوث: الحاكم/ الآلة والعبيد. 
• إنتاج منظومة جديدة تقوم فيها الشركات على إنتاج الوهم للناس الذين سيساعد في تحويلهم خلال المائة سنة المقبلة الى مجرد قطعان من المخلوقات المخبرية التي ستشتعل بالحروب البدائية فيما بينهالأتفه الأسباب سعيا في تقليص أعداد البشر وحصرها في الأنواع الجيدة من وجهة نظرهم. 
وقد ساعد الدول الغربية وجود خمسة من كبار مصدري السلاح في العالم في مجلس الأمن الدولي كأعضاء دائميين يسيطرون على القرارات الكبرى ولهم حق النقض (الفيتو) على أيِّ قرار لا يصبُّ في صالحهم، وهذه من مضحكات الواقع الذي نعيشه اليوم. 
والظاهرُ من (جبل الجليد) الذي نراه أمامنا يشير إلى أنَّ المخططات تعطي ثمارها بشكل جيد .. فمن ملاحظتي الشخصية - مثلا - فإنَّ مستوى التفاعل بين الشريحة المثقفة وعالم الفكر والثقافة والعلم بدأ يتناقص بشكل حاد. 
ولا بأس هنا من جردة سريعة للظواهر الخطيرة التي يبدو أنَّها ستؤدي إلى كوارث بكل المقاييس إن لم نتمكن - كنخبة من المثقفين الواعين - من تغيير مسار الأمور وبسرعة والتغلب على ما ينتابنا من حالة من القنوط واليأس. 
• واضح في البدء بأنَّ حالة اليأس قد بلغت مديات عالية لدى الناس حتى أصبحت الرغبة في التغيير تشبه الأمنية أو الوهم والغالبية من الناس التي تعاني الأمريين نتيجة أوضاع الفساد في كل البلدان الاسلامية تبدو مستسلمة خانعة ليست جادة في متابعة السعي للتغير. 
• ظهور حالة التفكك الإجتماعي وبشكل خطير بين المسلمين في مختلف البلدان وترسخ مشاعر الأنانية والرغبة في الإنغلاق على النفس والشعور الواضح لدى الغالبية الغالبة بالتنصُّل من المسؤولية والشعور بأنَّ الأمر لا يعنيهم، وما عدم تحرك الشارع الإسلامي في أيِّ مكان تضامنا مع المهاجرين الذين يحصدهم الموت في البحار إلا دليل واضح على ما نقول .. فالشعوب الأوربية تتحرك بشكل رائع ضاغطة على حكومات بلدانهم لتقديم المزيد من الدعم والمساعدة لهؤلاء المهاجرين في مقابل سكون وتردد قاتل من قبل المسلمين. 
• الشعور بأنَّ التغيير لا بدَّ أن ياتي بناءاً على فكرة وهمية وهي أنَّ الله تعالى سينتصر للفقراء والمظلومين بينما هذه الفكرة غير موجودة على مدى التاريخ .. إن نصرة القوانين الإلهية للحق لا تكترث للفقراء والمظلومين وإنَّما تقوم على حقيقة أنَّ القوانين الإلهية تعمل بطريقة واحدة فإن حدثت مخالفات كبيرة لها فإنَّ القوانين الإلهية ستعيد القانون الى نصابة. فكرة التواكل على الله تعالى بغير حق أدَّى الى أنَّ الغالبية المظلومة تقف اليوم موقف المتفرج من الحراك الشعبي في كل مكان سيَّما بعد أن نجحت المؤامرات المحاكة في إفراغ ثرات الربيع العربي من محتوياتها وبعد أن دفعت الإدارة الامريكية كلابها في المنطقة الى معاقبة كل الشعوب التي ثارت، ولا زالت واشنطن تواصل السير في هذا النهج لقتل فكرة الرفض والثورة عموما. 
• إنَّ معرفة حيتان المال والفساد من الصاعدين الجدد الى مواقع المسؤولية في بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا بقوانين لعبة السياسة الغربية في تحريك الرأي العام دفعتهم إلى ركوب الموجات المتعاقبة من الإنتفاضات والهبَّات والإنقضاض على أيَّة فكرة إيجابية لتحويلها الى مسرحية كما هو حاصل اليوم في العراق وفي لبنان. 
عليه فإنَّ المتوقع الآن هو أن تبادر هذه المجموعات الفاسدة إلى طأطأة رؤوسها للعاصفة وتركها لتمر ثم تعاود نشاطها في الإستيلاء على مقدرات الشعوب وثرواتها مرة أخرى. ودون البقاء مجرد مجموعات متفرقة فهي ستتحد وتنسق مواقفها وقراراتها من اجل الوقوف بوجه الحراك الشعبي وإجهاضه، كما ظهر جليّاً في تأكيد الثقة بوزير الكهرباء الحالي في العراق رغم الفشل الذي لا تغطيه غيوم السماء وكثبان الصحراء. 
لا أمل لنا إذن إلا بمواصلة الحراك ومواصلة الضغط ولكن ضمن مخطط مدروس وخطوات تصعيدية محسوبة تأخذ في حسبانها إخراج المسؤولين الفاسدين بما فيهم المحافظين والغاء مجالس المحافظات بالتنسيق الطامل مع القيادات الأمنيّة النزيهة وتصعيد الخطوات لتصل الى البرلمانيين والوزراء. والله المستعان 



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44051
Total : 101