Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كربلاء برؤية جديدة ( منهجية لقراء المنبر الحسيني ) الحلقة الثامنة
السبت, تشرين الأول 3, 2015
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

تشابه الأسماء 

الطبري السني و الطبري الشيعي

 

                   يقع بعض القراء بالتباس في اسم المؤرخين الكبيرين الطبري السني والآخر الشيعي , ولغرض ألقاء الضوء وتعريف جمهور القراء بهما  نقول :...

الطبري السنّي : أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير بالإمام الطبري صاحب كتاب تاريخ الأمم والملوك .

اسمه ومولده  :..    هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري ، يُكنى بـأبي جعفر، وعُرف بتلك الكنية التي اشتهر بها  ,  واتفق المؤرخون على أنه لم يكن له ولد يحمل اسم ـجعفر، بل إنه لم يتزوج أصلاً،ولم يذكر  التاريخ ان له زوجة ,  ولكنه تكنَّى التزامًا بآداب الشرع الحنيف، فقد كان العرب يطلقون الكنى على بعضهم حتى بدون ذرية عندهم ..(    ) كانت ولادته سنة 224 هجرية عام 839 ميلادية ..  وهو فارسي من أصل إيراني , ولد بمدينة آمُل عاصمة إقليم طبرستان, ثم انتقل إلى العراق واستوطن في بغداد وتوفي فيها .. (     ).

           ويعتبر من أشهر المؤرخين في عالم التاريخ الإسلامي , ويعده الفقهاء انه من كُتاب الطبقة الثانية , أي التي جاءت بعد الطبقة الأولى التي أول ما كتبت التاريخ , ثم المرحلة الثانية لان ولادته كما ذكرنا كانت في القرن الثالث للهجرة .. فقام بدور  كبير ان جمع عدة علوم وصار يدون ويجمع مدلولاتها  وشواهدها , وكان له بستان يعيش منه وهو من ميراث والده (   ) .

             قال عنه ابن كثير: "وكان من العبادة والزهادة والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم،... وكان من كبار الصالحين"(     ). وتحدث عنه الكتاب والمؤرخون بشكل واسع , وصفوه انه كان  زاهدًا في الدنيا، غير مكترث بمتاعها ومفاتنها، وكان يكتفي بقليل القليل أثناء طلبه للعلم، وبما يقوم به ليدونه وينقله للناس , ويمتنع عن قبول عطايا الملوك والحكام والأمراء(      ).

  وكان محمد بن داود الظاهري قد اتهم الطبري بالأباطيل، وشنَّع عليه، وأخذ بالرد عليه؛ لأن الطبري ناظر والده، وفنَّد حججه، وردَّ آراءه، فلما التقى الطبري مع محمد بن داود تجاوز عن كل ذلك، وأثنى على علم أبيه، وتوقف محمد عن إشاعة التهم على الطبري(     )

من أشهر شيوخ الطبري الذين اخذ منهم ,  محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن منيع البغوي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبو همام الوليد بن شجاع، وأبو كريب محمد بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو سعيد الأشج، وعمرو بن علي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وعدد من أهل العراق والشام ومصر(       ). من أشهر تلامذته: أحمد بن كامل القاضي، ومحمد بن عبد الله الشافعي، ومخلد بن جعفر, وأحمد بن عبد الله بن الحسين الجُبْني الكبائي, وأحمد بن موسى بن العباس التميمي, وعبد الله بن أحمد الفرغاني، وعبد الواحد بن عمر بن محمد أبو طاهر البغدادي البزاز, ومحمد بن أحمد بن عمر أبو بكر الضرير الرملي, ومحمد بن محمد بن فيروز, وكثير غيرهم ممن تتلمذوا بأدبه وكتبه وعلومه . أما مؤلفاته , فهي كثيرة منها ..

1- جامع البيان في تأويل القرآن، المعروف بتفسير القران للطبري.

2- تاريخ الأمم والملوك، المعروف بتاريخ الطبري.

3- كتاب ذيل المذيل.

4- اختلاف علماء الأمصار في أحكام شرائع الإسلام، المعروف باختلاف الفقهاء وهو في علم الخلاف.

5- لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، وهو كتاب فقه في المذهب الجريري.

6- الخفيف في أحكام شرائع الإسلام، وهو في تاريخ الفقه.

7- بسط القول في أحكام شرائع الإسلام، وهو في تاريخ الفقه الإسلامي ورجاله وأبوابه.

8- تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار، وسماه القفطي (شرح الآثار) وهو كتاب في الحديث، بقيت منه بقايا طُبعت في أربع مجلدات.

9- آداب القضاة، وهو في الفقه عن أحكام القضاء وأخبار القضاة.

10- أدب النفوس الجيدة والأخلاق الحميدة.

11- كتاب المسند المجرد، ذكر فيه الطبري حديثه عن الشيوخ، بما قرأه على الناس.

12- الرد على ذي الأسفار، وهو ردٌّ على داود بن علي الأصبهاني مؤسِّس المذهب الظاهري.

13- كتاب القراءات وتنزيل القرآن، ويوجد منه نسخة خطية في الأزهر.

14- صريح السنة، وهي رسالة في عدة أوراق في أصول الدين.

15- البصير في معالم الدين. وهو رسالة في أصول الدين، كتبها لأهل طبرستان فيما وقع بينهم من الخلاف في الاسم والمسمى، وذكر مذاهب أهل البدع، والرد عليهم.

16- فضائل علي بن أبي طالب، وهو كتاب في الحديث والتراجم، ولم يتمه الطبري ..

17- فضائل أبي بكر الصديق وعمر، ولم يتمه.

18- فضائل العباس، ولم يتمه.

19- كتاب في عبارة الرؤيا في الحديث، ولم يتمه.

20- مختصر مناسك الحج.

21- مختصر الفرائض.

22- الرد على ابن عبد الحكم على مالك، في علم الخلاف والفقه المقارن.

 

23- الموجز في الأصول، ابتدأه برسالة الأخلاق، ولم يتمه.

24- الرمي بالنشاب، أو رمي القوس، وهو كتاب صغير، ويُشك في نسبته إلى الطبري.

25- الرسالة في أصول الفقه. ذكرها الطبري في ثنايا كتبه، ولعلها على شاكلة الرسالة للإمام الشافعي في أصول الاجتهاد والاستنباط.

26- العدد والتنزيل.

27- مسند ابن عباس. ولعله الجزء الخاص من كتاب (تهذيب الآثار)، وطبعت البقية الباقية منه في مجلدين.

28- كتاب المسترشد.

29- اختيار من أقاويل الفقهاء  .. (       )

 

هذه المؤلفات والتفاسير حملت عددا كبيرا من القراء ان ترشف من فيض علمه , لذلك تحدث عنه العلماء  وفي حقه العلمي ...قال عنه ياقوت الحموي: "أبو جعفر الطبري المحدِّث، الفقيه، المقرئ، المؤرِّخ، المعروف، المشهور" (   ). 

 

وقال عنه الخطيب البغدادي: "كان أحد أئمة العلماء، يُحكم بقوله، ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظًا لكتاب الله، عارفًا بالقراءات كلها، بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقها: صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم...، عارفًا بأيام الناس وأخبارهم"

وقال القفطي: "العالم الكامل، الفقيه، المقرئ، النحوي، اللغوي، الحافظ، الإخباري، جامع العلوم، لم يُرَ في فنونه مثله، وصنف التصانيف الكبار". وقال عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة: "ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير" ويعني الطبري ...

وقال ابن كثير: "كان أحد أئمة الإسلام علمًا وعملاً بكتاب الله وسُنَّة رسوله". وقال الإمام الذهبي: " المفسر أبو جعفر، صاحب التصانيف الباهرة... من كبار أئمة الإسلام المعتمدين ....

وقال عنه الذهبي أيضًا: "كان ثقة حافظًا صادقًا، رأسًا في التفسير، إمامًا في الفقه والإجماع والاختلاف، عَلاَّمةً في التاريخ وأيام الناس، عارفًا بالقراءات واللغة، وغير ذلك"

وقال عنه ابن تغري بردي: "وهو أحد أئمة العلم، يُحكم بقوله، ويُرجع إلى رأيه، وكان متفننًا في علوم كثيرة، وكان واحد عصره"..(     ).

      وتحدث عنه علماء اخرون , كالسيوطي  في الاتقان والشيخ محمد الفاضل بن عاشور: "فكان جديرًا بالتفسير حين تناوله الطبري بتلك المشاركة الواسعة، وأبو حامد الإسفراييني الفقيه: قال فيه "لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصِّل تفسير ابن جرير، لم يكن كثيرًا"[...

عاش الطبري في محراب العلم والعمل حتى جاءته الوفاة ، وصُلِّي على قبره , ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب". وكان ذلك في يوم 26 من شهر شوال سنة 310هـ/ 923م على الأرجح، في عصر الخليفة العباسي المقتدر بالله، ودُفِن في داره الكائنة ببغداد ..(     )

 

 

 

 

الطبري الشيعي 

               اسمه  أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري وهو مؤلف شيعي, صاحب كتاب تاريخ الرسل والملوك . 

ولادته ونشأته:  ولد الشيخ أبو جعفر  محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي المازندراني في مدينة آمل  الإيرانية من مدن مازندران , في القرن الرابع الهجري ،  ونشأ في عائلة مواليه لأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبدأ منذ الطفولة بتحصيل العلوم الإسلامية.

أساتذته: درس عند رواة كبار نذكر منهم:

1ـ محمد بن هارون التلعكبري.

2ـ إبراهيم بن احمد الطبري.

3ـ ابو الفضل الشيباني.

4ـ حسن بن احمد العلوي.

5ـ حسين بن الغضائري.

6ـ حسن بن احمد المحمدي.

7ـ حسين بن إبراهيم ، المعروف بـ(ابن خياط القمي).

تلاميذه:  من ابرز تلامذة أبي جعفر الطبري هو أبو الفرج المعافي بن زكريا الجريري.

مؤلفاته:   له مؤلفات قيمة وعديدة نذكر منها:

1ـ دلائل الإمامة.

2ـ الإيضاح.

3ـ الآداب الحميدة.

4ـ كتاب الرواة عن أهل البيت (عليهم السلام).

5ـ غريب القرآن.

6ـ مناقب فاطمة الزهراء وولدها (عليهم السلام).

7ـ نور المعجزات. .....   وهناك كتب أخرى سنذكرها لاحقا . 

وفاته:  لم نظفر على تاريخ وفاته إلا أن بعض المصادر تحدثنا بأنه كان حيا بعد سنة 411هـ. ومن بعدها انقطعت أخباره , ولم يعرف احد تاريخ وفاته .. ومن الجدير بالذكر أن محمد بن جرير هذا هو ليس محمد بن جرير الطبري صاحب كتاب (تاريخ أمم والملوك) المعروف بتاريخ الطبري لأن الأخير توفي سنة (310هـ). والفرق بينهما أكثر من قرن من الزمان ...  وهناك من يشترك معه في التسمية , لان الفرس يسمون انفسهم بالمدن , والعرب ينتسبون للعشيرة او المهنة , ويمكن لمدينة معينة ان تنجب اكثر من عالم يشتهر اسمه , ويشترك معه اخرون في التسمية .. مثل أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي .

 

المشتركون معه في التسمية:

1 - أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري العامي، صاحب التاريخ والتفسير، والمتوفى سنة (310 هـ).

2 - أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي , الذي كان معاصرا لمحمد بن جرير الطبري العامي، وقد ترجم له الشيخ الطوسي  { ت 460 هـ}  في (الفهرست) والشيخ النجاشي صاحب الرجال المتوفى سنة (450 هـ)، وروى عنه الأخير كتبه وبواسطتين  وروى النجاشي أيضا عن ثقة الإسلام..(  )..

           ونسب في المصادر التي نقلت عن مصنفاته، أن السيد ابن طاوس رحمه الله , كتب عنه  في كشف المحجة: 35، والأمان: 66، وفرج المهموم:في صفحة 102   نسبه هكذا: أبو جعفر محمد بن رستم بن جرير الطبري الإمامي، ولعله نسبه للجد مباشرة، أو إنه من وهم النساخ، بدليل نقل السيد ابن طاوس عنه بعنوان محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي ... هكذا كان يذكرونه  في الموارد التي يذكرونه  في وصف كتبه كافة، بل حتى وصف من قبل المتأخرين الذين نقلوا عنه كالعلامة المجلسي في (بحار الأنوار) والسيد البحراني في (مدينة المعاجز) والحر العاملي في (إثبات الهداة) وغيرهم.

 ولعل ذلك الوصف كان دليلا على تمييزه عن صاحب الدلائل الذي يشترك معه في التسمية والكنية والمعاصر للشيخ الطوسي كما سيأتي.{ وهذا يبين صعوبة مهمة التدوين في ضبط الأسماء ... ناهيك عن ضبط الحوادث التي ترد في كتبهم } لذا من السهولة التلاعب فيها ...

         لهذا يمكن القول إن محمد بن جرير الطبري الكبير كان معاصرا للشيخ الكليني المتوفى سنة (329 هـ)، وله من المصنفات (المسترشد في الإمامة) و (الإيضاح) و (الرواة عن أهل البيت عليهم السلام) وغيرها.  ..... و محمد بن جرير المترجم له ، من رواة الحديث، متقدم الطبقة معروف الدراية ، إذ يروي عنه محمد بن جرير الطبري الكبير بثلاث وسائط، وهو يروي عن ثقيف البكاء عن الإمام الحسن ابن علي بن أبي طالب {ع} ، كما في الحديث  من دلائل الإمام الحسن بن علي بن ابي طالب المجتبى (عليهما السلام).

          وقلنا  إننا لم نعثر في المصادر المتوفرة لدينا على تاريخ دقيق لولادته ووفاته، ولكن من مجموع القرائن المتوفرة في هذا الكتاب يمكن تحديد عصره وطبقته ..... من حيث عصره يمكن القول إنه كان من أعلام النصف الثاني من القرن الرابع وأوائل القرن الخامس، يدل على ذلك تاريخ وفيات شيوخه كما سيأتي، وجملة نصوص نقلناها منبعض الكتب التاريخية التي كتبت عنه. 

         منها كتاب في دلائل الإمام علي بن الحسين زين العابدين {ع} الحديث رقم  (24) قال: " وأخبرني أخي (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبو الحسن أحمد بن علي المعروف بابن البغدادي ومولده بسوراء(       )، في يوم الجمعة لخمس بقين من جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ".   في دلائل الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) الحديث (92) قال: " حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ".قال: " نقلت هذا الخبر من أصل بخط شيخنا أبي عبد الله الحسين الغضائري (رحمه الله) ". والغضائري توفي سنة (411 هـ).

               يروي الشيخ الطوسي , عن أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف تلميذ محمد ابن جرير الطبري العامي بواسطتين ، وصاحب الدلائل يروي عنه بواسطة واحدة، كما في الحديث (49) من دلائل فاطمة الزهراء (عليها السلام). ويروي الشيخ الطوسي عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني بواسطة جماعة ، أما صاحب الدلائل فإن أبا المفضل الشيباني من شيوخه الذين يروي عنهم بلا واسطة بقوله: حدثنا وأخبرنا. والمصدران هما الطبري وطلابه ..(      )

                   كما  يروي الشيخ الطوسي عن ثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني بواسطتين، وكذا الشيخ النجاشي  أما صاحب الدلائل فيروي عنه في أحد طرقه إليه بواسطة واحدة كما في الحديث (98) من دلائل الإمام صاحب الزمان (عليه السلام).(      ) .. ومن مصنفاته 

1 - دلائل الإمامة: وهو هذا الكتاب، يتعرض فيه لدلائل ومعجزات وتواريخ وأحوال الأئمة الهداة (سلام الله عليهم)، وفضائل ومعجزات فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ونسخته غير تامة، حيث سقط قسم من أوله، ...ونقل عنه السيد علي بن موسى بن طاوس المتوفى سنة (664 هـ) في كتاب (اليقين) و (فرج المهموم) و (الأمان من أخطار الأسفار والأزمان) و (اللهوف في قتلى الطفوف) و (إقبال الأعمال) وغيرها، كما نقل عنه السيد هاشم البحراني المتوفى سنة (1107 هـ) صاحب كتاب (البرهان في تفسير القرآن) في (مدينة المعاجز) و (المحجة في ما نزل في القائم الحجة)، والعلامة المجلسي المتوفى سنة (1110 هـ) في (بحار الأنوار) وغيرهم من المتأخرين. هذا يكفي انه موضع ثقة هؤلاء الأفذاذ من كتاب الأمامية ....

2 - نوادر المعجزات: جمع فيه طرفا من فضائل وكرامات الأئمة الأطهار (سلام الله عليهم) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) دون أن يتطرق إلى ذكر أحوالهم وتواريخهم (عليهم السلام) كما فعل في الدلائل، والكتاب مطبوع بتحقيق مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام).

2 - إبراهيم بن محمد بن الفرج الرخجي.

3 - القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي، المتوفى سنة (410 هـ).

4 - أبو الحسن أحمد بن الفرج بن منصور بن محمد الحجاج الفارسي الوراق (312 - 392 هـ).

5 - النقيب أبو محمد الحسن بن أحمد بن القاسم العلوي المحمدي.

6 - أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس البرداني (346 - 431 هـ).

7 - الحسين بن إبراهيم بن علي بن عيسى، المعروف بابن الخياط القمي.

8 - الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب.

9 - أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي.

10 - أبو عبد الله الحسين بن عبد الله البزاز.

11 - أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم البغدادي الغضائري، المتوفى سنة (411 هـ).

12 - أبو القاسم عبد الباقي بن يزداد بن عبد الله البزاز.

13 - أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد البصري، المتوفى سنة (405 هـ).وآخرون..

المصادر الكبيرة التي نقلت عن الطبري يمكن الوقوف على خمسة عناوين مختلفة له، وهي:

1 - الإمامة: وهو كتاب مهم للسيد هاشم البحراني المتوفى سنة (1107 هـ) وقد أكثر النقل عنه في (مدينة المعاجز) بهذا العنوان، فقال في أول الكتاب عند ذكر مصادره: " كتاب الإمامة لأبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي " (     )  ولما نقل عنه في المعجزة السابعة للإمام الحسن بن علي المجتبى (عليهما السلام) قال:" أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب الإمامة وكل ما في هذا عنه فهو منه " (      ) ..

2 - دلائل الأئمة: الشيخ الطهراني عنونه بهذا العنوان , وقال: " ينقل عنه كذلك في (الدمعة الساكبة) وغيره، ويأتي بعنوان (دلائل الإمامة) " (      ).

3 –كتب السيد ابن طاووس في " اليقين و " فرج المهموم " و " الامان" و " اللهوف " و اقبال الاعمال " ، وعنونه العلامة المجلسي في بحار الأنوار  والشيخ الطهراني في (الذريعة) (      ) .

4 - مسند فاطمة: نقل عنه السيد هاشم البحراني عدة أحاديث تحت هذا العنوان في (المحجة فيما نزل في القائم الحجة) , والأحاديث التي نقلها تتفق سندا ومتنا مع دلائل الإمامة (     ).

وفي (الذريعة) للشيخ الطهراني، قال: استظهر سيدنا أبو محمد صدر الدين أنه كتاب الدلائل لابن جرير الإمامي (     ). يبدو أن السبب في هذه التسمية هو أن الأحاديث الستة عشر التي يبدأ بها القسم المتبقي من هذا الكتاب تنتهي جميعا بالإسناد إلى فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، وبما أن أسلوب المؤلف في هذا الكتاب هو إفراد عنوان تندرج تحته مجموعة من الأحاديث، فلعله أدرج هذه الأحاديث الستة عشر تحت عنوان (مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) فصار كأنه عنوان الكتاب بعد أن سقط عنوانه والقسم الأول منه , وقد اتخذ أعداء الأمامية هذا العنوان وحولوه إلى قران يقولون عنه انه قران مصحف عند فاطمة تعتقد به الشيعة .. وهذا جزء من التدليس عليهم ..

     وهناك كتاب اسمه  مناقب فاطمة وولدها (عليهم السلام): ذكر الحر العاملي المتوفى سنة (1104 هـ) هذا الكتاب ضمن المصادر التي اعتمدها في كتابه (إثبات الهداة) والتي كانت لديه .... ونسبه لمحمد بن جرير الطبري، ...(     )

       

           هذا التشابه في الاسمين للمؤرخين الطبري, لم يكونا هما في الوسط التاريخي فقط , فهناك رجلان يقالُ لهم السدي . الأول : السدي الكبير ، والثاني : السدي الصغير .  

        وسنقف على شيءٍ من ترجمةِ كلِ واحدٍ منهما لكي يميز  بينهما ، وتتضحُ الحقائقُ ، قال المزي في " تهذيب الكمال " (3/132) عند ترجمة السدي الكبير : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي ، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور ، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة ، وقيل : مولى بني هاشم ، أصله حجازي ، سكن الكوفة ، جاءت تسميته  بسبب جلوسه على سدة باب الجامع ..وهو السدي الكبير .ا.هـ. 

            ومما جاء في ترجمته : قال عبدان الأهوازي : كان إذا قعد غطى لحيته صدره . وقال محمد بن أبان الجُعفي ، عن السدي : أدركت نفرا من أصحاب رسول الله {ص} منهم : أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، وابن عمر . كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على الحال الذي فارق عليه محمداً {ص} .من عبد الله بن عمر .. أي ان السدي  يرى ان لا يوجد على رأي هؤلاء المذكورين من الصحابة , إن عبد الله بن عمر أفضل الناس بعد النبي ..! ... لذلك اعتمدته المذاهب الإسلامية ..

                   أما السدي الصغير قال عند المزي أيضا (26/392) : محمد بن مروان السدي الصغير ، وهو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي ، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب .ا.هـ. 

                       ويقولون عن السدي الصغير ما يلي :... والسدي الصغير من الوضاعين الكذابين عند أهل السنة ، والسبب .. (هو رافضي غال كما يقولون)  ، وله ترجمة في كتب الرافضة مثل " الكنى والألقاب " للقمي (2/311 – 312) الذي قال في ترجمة السدي الكبير والصغير : أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب " التبيان " وغيره ، كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن الكريم بآرائهم عده الشيخ ( يعني الطوسي ) في أصحاب السجاد والباقر ، وعن ابن حجر أنه صدوق , ولكنه متهم رمي بالتشيع  ، وعن السيوطي أنه قال في الإتقان : أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي ، روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة انتهى . 

        السدي الصغير حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي ، روى عن محمد بن السائب الكلبي كتاب التفسير ذكره الخطيب البغدادي وقال : قدم بغداد وحدث بها ، وقال انه ضعيف متروك الحديث ، والسدي بضم السين وتشديد الدال المهملتين منسوب إلى منسوب سدة مسجده الكوفة ، وهي ما يبقى من الطاق المسدود .ا.هـ. 

            وختاما .. نسبت كتب إلى ابن جرير يقول فيها : أهل السنة كتبا صنفها الروافض من ذلك كتاب " بشارة المصطفى " ، وهو كتاب في منزلة التشيع ، ودرجات الشيعة ، وكرامات الأولياء كما ذكر ذلك سزكين في " تاريخ التراث العربي " (1/291) ، والكتاب لأبي جعفر محمد بن علي الطبري ثالث من فقهاء الشيعة ترجم له أغابزرك الطهراني في " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " (3/117) . ...

 

شخصية ثالثة  ... ابن قتيبة ....وهما اثنان سني وشيعي ،

                   السني ترجم له الحافظ الذهبي قال :(   ) " العَلاَّمَةُ ، الكَبِيْرُ ، ذُو الفُنُوْنِ ، أَبُو مُحَمَّدٍ ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ قُتَيْبَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ ... ثم  ذِكْرُ تَصَانِيْفِهِ : نذكر منها  " غَرِيْبُ القُرْآنِ " " غَرِيْبُ الحَدِيْثِ " " المعَارِفِ " مُشْكِلِ القُرْآنِ "  " مُشْكِلِ الحَدِيْثِ " " أَدَبِ الكَاتِبِ "  " عُيُوْنِ الأَخْبَارِ " " طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ " " إِصْلاَحِ الغَلَطِ " " الفَرَسِ "" الهَجْو " " المَسَائِلِ " " أَعْلاَمِ النُّبُوَّةِ "  " المَيْسِرِ" " الإِبلِ " " الوَحْشِ " وعدد آخر من الكتب ..

قال الألوسي عنهما (     ) : " وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة ، وقد صنف كتابا سماه بـ " المعارف " ، فصنف ذلك الرافضي كتابا ، وسماه بالمعارف أيضا قصداً للإضلال .ا.هـ. قال الخطيب : عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد الكاتب الدينوري وقيل المروزي ، سكن بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهويه وغيره ، وكان ثقة دينا فاضلا وهو صاحب التصانيف المشهورة والكتب المعروفة ، منها غريب القرآن وغريب الحديث ومشكل القرآن ومشكل الحديث وأدب الكتاب وعيون الأخبار وكتاب المعارف وغير ذلك سكن ابن قتيبة بغداد وروى فيها كتبه إلى حين وفاته .

مات سنة سبعين ، ومائتين قال ابن المنادي : ثمَّ ان أبا القاسم إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير الصائغ أخبرني ان ابن قتيبة أكل هريسة فأصاب حرارة ثمَّ صاح صيحة شديدة ثمَّ أغمى عليه إلى وقت صلاة الظهر ، ثمَّ اضطرب ساعة ، ثمَّ هدأ فما زال يتشهد إلى وقت السحر ثمَّ مات  (     ).

قال شاكر مصطفى : أما كتاب الإمامة والسياسة ... فكتاب مطبوع أكثر من مرة ويبحث في تاريخ الخلافة وشروطها منذ وفاة الرسول {ص} حتّى عهد المأمون . وقد  شكك  بعض العلماء في نسبة الكتاب إلى ابن قتيبة وأول من أعلن ذلك وعلله هو غاينفوس المجريطي في صدر كتابه عن الأندلس سنة 1881 ثمَّ تبعه دوزي وآخرون . وأوجه الشك في نسبة الكتاب كثيرة منها :

- لم يذكر أحد من مترجمي ابن قتيبة هذا الكتاب له . - وذكر في الكتاب أنه استمد عددا من معلوماته ممن حضر فتح الأندلس وقد كان هذا الفتح سنة 92 وميلاد ابن قتيبة سنة 213 .- وفي الكتاب جهل تاريخي لا يمكن أن يفوت ابن قتيبة كاعتباره أبا العباس والسفاح شخصيتين ..! وجعله الرشيد خلفا للمهدي وذكر أن ابنه عبد الله دس له السم  , بينما ليس للمهدي ابن بهذا الاسم .(    )..

    وتعليقا على اسمي ابن قتيبة نقول .. بالقدر الذي كتب المؤرخون عن ابن قتيبة السني , لم نجد من الشيعة من يمجد صاحبهم الشيعي , بل كتبوا عن كتبه وآراءه ومواقفه , بشكل مقتضب , بدون مدح  ولا تعظيم .. غير ان الفاصل المشترك الذي يفرق بينهما هو الأسلوب والطرح الروائي , ومن خلال هذا الاختلاف جاءت الحملات المنكرة على ابن قتيبة بأشنع الألفاظ ...

           وقد ترجم لابن قتيبة في كتابه  { تأويل مختلف الحديث }  بالنصوص التالية التي يعرف من خلالها ... هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، الدينورى - ويقال المروزى .ولد أبوه بمرو فلذلك يقال له المروزى ، وولد هو بالكوفة فلذلك يقال له الكوفى ....

            تولى قضاء الدينور ردحا من الزمن فلذلك يقال له الدينورى ، يقال له ايضا : القتيبى ، او القتبى ، نسبة الى جده قتيبة , ولد في مستهل رجب بالكوفة في سنة 213 هـ وسكن بغداد مدة . واشتغل بالتدريس في بغداد ، فتخرج عليه ابنه احمد , يعتبره العلماء إمام مدرسة بغداد النحوية التي خلطت بين مذهبي البصريين والكوفيين . له تصانيف كلها ممتع مفيد ، وقد تناولت هذه المؤلفات جميع معارف عصره ، أمثال أبى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، وأبى حنيفة الدينورى ، وكان من أهم بواعث هؤلاء ان يجعلوا اللغة والشعر والأخبار في متناول طبقة الكتاب الذين بدأ شانهم يعلو بما كان لهم من المنزلة المرموقة في تصريف أمور الدولة يومذاك .

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   

     هذه الفترة التي نؤرخ فيها لهؤلاء الكتاب , نريد أن نبين  قضية مهمة في موضوعنا .. هو شدة الاختلاف  الذي حصل في أصل كتابة التاريخ , حيث يتهم أي كاتب لو ذكر ما يعتبره الآخر مساس في رموزه المقدسة , التي يعتبرونهم جوهر الدين وحملة الفكر .. ولو جاءت في كتب قومهم يمرون عليها بتسامح , دون  تأكيد على أهميتها الإسلامية .. ولكن لو ذكرها الآخر تصبح سبة عليه ويتهم بأشنع النعوت , ولا  زال  الأمر على ما هو عليه الآن .!!.من الأمثلة التي فرقت الأمة , حين يكتب احدهم روايةَ أو رأيا أو حديث   لا يتوافق مع الأخر , تصل القضية إلى حد  التناحر والتكفير وقطع الرؤوس  ونبش القبور  وغيرها .. واليك بعضا من تلك الاختلافات ...

             حديث له اثر عقائدي عند بعض الفرق الإسلامية , وتلغيه فرق أخرى .. هذا له أسباب تاريخية أتت به ليسند حاكما معينا .. مثلا قولهم : إذا تأمر عليكم عبد حبشي مجدع الأطراف...  وحديث صلوا خلف كل بر وفاجر ولا بد من إمام بر أو فاجر ...! وحديث  كن جليس بيتك فإن دخل عليك فادخل مخدعك فإن دخل عليك فقل بؤ بإثمي وإثمك وكن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل ....والمرجئ يحتج بروايتهم  , وهذه كلها للمرجئة .. مثل قول : من قال لا إله إلا الله فهو في الجنة قيل وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ... سبحان الله من هذا الرأي ..!.

               ومن قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة ولم تمسه النار ... وحديث أعددت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي .... بينما الطرف الآخر المخالف لهذه الأفكار  يحتج بروايتهم .. يقول : لا يزني الزاني حين يزني .وعليه الحد ..والسارق مؤمن لا يسرق  حين يسرق  فيكون ارتكب كبيرة ...ومن يقول انه مؤمن , لم يؤمن ما لم يأمن جاره ...  هذه الأحاديث تعتبر سيلا من العقائد التي اختلفت عليها الأمة , ودخلت التاريخ كثوابت لا زلنا نختلف بسببها حتى الآن ..

                أما الأحاديث النبوية التي نقلت في التاريخ , وتم التعليق عليها بشكل يؤدي إلى إفراغها من محتواها , كان لها اثر الاختلاف والاحتراب .. مثل قول النبي {ص} من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .. مخالفوهم يحتجون في تقديم الشيخين برواية تقول : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر..! , هذا مع روايات كثيرة في الأحكام اختلف لها الفقهاء في الفتيا حتى افترق الحجازيون والعراقيون في أكثر أبواب الفقه , وكل يبني على أصل من روايته ..(     ). 

        هذه الجولة في تاريخ المؤرخين لنبين مدى الصراع العقائدي الفكري بينهم , ونبين مدى النزاع والميل والتحزب للجهات التي ينتسب أليها الكاتب , بشكل سافر على حساب الحقيقة التاريخية , فكيف إذن نثق بمقتل الحسين {ع} كما جاء من خلال هؤلاء الذين لا يتورعون من قلب الحقائق , وبيان أحقيتهم في كل مظهر ديني واجتماعي وأنساني وتاريخي , فحاولوا بشتى الطرق أن يخفوا الصفحات المشرقة للجمهور الشيعي  الذي ساند ثورة أبي الأحرار {ع} في كربلاء , وقلبوا الحقائق بحيث أدت إلى تشويه الشيعة رغم تقديمهم آلاف  الشهداء بتلك الثورة المدوية , وجاءت الأجيال أبناء أولئك المضحين للثورة الحسينية , ليحيوا أمرها ويديموها ثورة حق ضد الباطل , ولكنهم تعرضوا للقتل والتفجير والتهجير , وتشويه حقيقة خدمتهم لسيد الشهداء {ع} , واتهامهم  بالطائفية وإثارة الفتنة , والعصبية , واستمرت التهم التي الصقوها بالحسين وأصحابه عليهم السلام , وبالأجيال التي أحيت تلك الثورة إلى يومنا هذا ..وهناك مؤرخون آخرون تعرضوا للطعن في مؤلفاتهم , لأنهم كتبوا عن أهل البيت {ع} ليس إلا ... نذكر جملة منهم .. 

 ابنُ بَطة وابنُ بُطة :  ابن بَطة وابن بُطة , فتح الباء , وضم الباء ..أحدهما سني والآخر شيعي , هم يسمونه رافضي ، فابن بَطة,  بفتح الباء ,هو السني ..يقول عنه الذهبي : " الإِمَامُ ، القُدْوَةُ ، العَابِدُ ، الفَقِيْهُ ، المُحَدِّثُ ، شَيْخُ العِرَاقِ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ ، ابْنُ بَطَّةَ ، مُصَنِّفُ كِتَابِ " الإِبَانةِ الكُبْرَى " فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ .ا.هـ.(     ). 

         اما ابن بطة الشيعي { الرافضي على قول الذهبي } فقد ترجم له القمي في " الكنى والألقاب " (1/227) فقال : عند العامة , يقصد أهل السنة , هو  أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي صاحب " الإبانة " الذي مدحه جمع من علمائهم ، وقدحه خطيب بغداد ، توفي سنة 387 هـ . وعندنا – يعني الشيعة – أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي المؤدب الذي ذكره علماءنا , وقال : كان كبير المنزلة بـ " قم " ، كثير الأدب والفضل والعلم الخ .  

   كاتبان آخران كبيران  باسم ابن حجر .. احدهما الهيتمي  " والآخر لقبه العسقلاني ... ثم هناك الهيتمي .. بحرف التاء .. فمن هم وما الاختلاف عليهم ... في أول وهلة عند سماع ابن بن حجر الهيتمي (بالتاء) يخطر ببالنا أنه الهيثمي (بالثاء) أو بن حجر العسقلاني.. حتى لا يختلط الأمر على القارئ الكريم، سنذكر كل واحد من الثلاثة.

2- الهيثمي  عاش من سنة (735 - 807 هـ) :  اسمه علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح نور الدين أبو الحسن صاحب :  أشهر كتبه  مجمع الزوائد ومنبع الفوائد وغيرها من الكتب الموسومة باسمه ...

3- بن حجر العسقلاني عاش سنة  (773 - 852 هـ): شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد صاحب : فتح الباري و الإصابة و التهذيب وغير من الكتب. 

4- بن حجر الهيتمي (974 هـ): شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن محمد بدر الدين بن محمد شمس الدين بن علي نور الدين صاحب : الصواعق المحرقة في الرد على أهل الرفض و الزندقة و الفتاوى الحديثية  والفتواى الفقهية الكبرى وغيرها من الكتب ..  هؤلاء  كلهم من المذاهب الإسلامية , ولكنهم مختلفون , بينهم حربا شعواء بسبب كتبهم .. واليك بعضا من الآراء  فيهم ..

       قال ابن حجر الهيتمي  :وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية  غيرهما ممن اتخذ إلهه هواه ، وأضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه ، وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله ، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود ، وتعدوا الرسوم سياج الشريعة والحقيقة ، فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك.(    ) والظاهر ان الخط الصوفي يعارض اغلب توجهات الفرق السنية ومتبنياتها ...  

    يقول عنه بدر احمد صالح .. في موقع ملتقى أهل الحديث . التابع للتيار السلفي .. بالنسبة للفتاوى الحديثية , فقد صدرت من دار التقوى بدمشق  عام 2008 م والطبعة جديدة مقابلة على مخطوطة ب { تحقيق } " احمد عزو عنايه " والرجل وان كان معروفا بتحقيقات سيئة للغاية إلا انه اثبت بين المطبوعة القديمة والمخطوطة , بالإضافة إلى تخريج الأحاديث ..

       يقول عنه نور الدين الجزائري :  ان ابن حجر الهيتمي كان صوفي أشعري, من اخطائه : غلوه بالطعن في شيخ الإسلام بن تيمية ,ومن حسناته : دفاعه الرائع عن الصحابة رضوان الله عنهم خاصة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم، وردوده العقلية الرائعة على الرافضة الاثنى عشرية في كتابه الصواعق المحرقة... نهج الشيخ : الشيخ بن حجر الهيتمي رحمه الله له أخطاء كثيرة خاصة الناحية الحديثية، فالرجل يستدل بأحاديث لا تصح وأخرى موضوع (كثير منها يستدل به الرافضة) وأخرى لا أصل لها ( كحديث لا تصلوا عليا الصلاة البتراء)، وفي مواضع أخرى نسبة أحاديث للصحيحين غير موجودة في الصحيحين (كحديث لمهدي من عترتي من ولد فاطمة نسبه لصحيح مسلم) لهذا يجب الحذر في التعامل مع كتبه، لكن على العموم له ردود عقلية رائعة على الرافضة الاثنى عشرية فجزاه الله خيرا لدفاعه عن الصحابة ورحمه الله برحمته الواسعة وغفر الله له .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44941
Total : 101