بغداد: عطيل الجفال
رغم ما كان يثار حول طائرات F16 الامريكية، وأهميتها بحسم الحرب ضد تنظيم داعش في العراق، الا ان القوات الجوية العراقية لم تتسلم سوى 4 طائرات من أصل 36 طائرة وقع العراق عقدها العام الماضي مع الولايات المتحدة.
الأخيرة وفت بوعدها، حيث سلمت للجانب العراقي الوجبة الأولى، وقد دخلت الطائرات في نطاق الحرب ضد داعش في بدايات أيلول المنصرم، الا ان الحديث عن الوجبات اللاحقة جعله الجانب الامريكي معوّماً، حيث قال المسؤولين في واشنطن ان العام الحالي واللاحق سيشهد تسليم وجبات اخرى من الطائرات.
العراق لوّح في أكثر من مناسبة الى انه قد يلجأ الى دول أخرى ليتزود بالاسلحة والاعتدة المطلوبة لقتال التنظيم الإرهابي، ولم تعارض الولايات المتحدة هذا التلويح، بل أيدته وأكدت خطورة الحرب على داعش، ولكن هل ستبقى الأمور كما هي بعد دخول روسيا الى الملعب العسكري في المنطقة ؟.
تنقسم الولايات المتحدة على بعضها، ليس الى حزبين فحسب، بل الى مجموعات متنفذة داخل اروقة البيت الابيض والبينتاغون والكونغرس، وتحتكم هذه المجموعات الى ما يعرف بإسم الشركات العابرة للقارات، والتي يرتبط أغلبها برجال أعمال يهود، ويعد اللوبي اليهودي من أهم محركات السياسة الأمريكية في واشنطن، والأغنى والأكثر نفوذاً على مستوى العالم.
وعادة ما يبدأ اللوبي اليهودي بترويج قضاياه عبر صحفيين ومواقع (متوسطة) ثم يبلغ ذروته من خلال الشبكات الكبرى اذا لم يتوصل الى ما يريده.. ويبدو ان طائراتF16 العراقية باتت مهدداً لأمن إسرائيل.
فيقول الكاتب والصحفي ماكس بوت في مقال نشره موقع (كومينتاري) الأمريكي، وترجمته "بغداد الإخبارية" ان "وصف الرئيس الامريكي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بـ(الشريك القوي) تعد مجاملة باهتة وبعيدة عن الحقيقة، فكان عليه إطلاق هذا الوصف على قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، فهو من يدير اللعبة في المنطقة الآن".
ويضيف بوت ان "العبادي أشبه بدمية تتحكم بخيوطه إيران والميليشيات التابعة له، ورغم انه بالتأكيد خير لنا من سلفه نوري المالكي، ومن الواجب دعمه، ولكن الا ينبغي دعمه وفق إمكانياته ؟".
ويشير بوت "الى ان تسليم الطائرات تأجل العام الماضي بسبب الخطورة، حيث من الممكن ان تقع هذه الطائرات بيد داعش مما سيسبب أزمة كبيرة، ولكن السؤال الم تخشى واشنطن من وقوع هذه الطائرات بيد ابناء الجنرال سليماني؟"، في إشارة منه الى مقاتلي الحشد الشعبي.
ويطالب بوت بـ"تدخل عاجل للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي لوقف صفقة هذه الطائرات وسحب الطائرات التي سلمت للعراق".
ويؤكد بوت ان "القانون الأمريكي ينص على منع بيع الأسلحة المتطورة الى البلدان المعادية، أو الى البلدان التي ممكن ان تنقل هذه الأسلحة الى بلدان معادية".
ويحذر بوت من انه "من الممكن جداً ان تسقط صواريخ هذه الطائرات على أبنائنا وجنودنا، أو على الجنود الإسرائيليين".
من جانبه، يقول رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي السيناتور جون ماكين ان "الولايات المتحدة تعمل في الشرق الأوسط بدون استراتيجية، في حين تملك روسيا استراتيجية غاية في الوضوح تتمثل في زيادة نفوذها في المنطقة".
ويضيف ماكين ان "الاتفاق حول التعاون الأمني والاستخباراتي الذي وقعته السلطات العراقية مع روسيا وإيران وسوريا دليل ساطع على تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة".
ويشير ماكين الى ان "البيت الأبيض ليس لديه استراتيجية، ولهذا يدهشنا أن يأتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشيء، ويعد ستراتيجية واضحة تماما".
ويقترح ماكين في مداخلة تلفزيونية على شبكة فوكس نيوز، ان "يزوّد الجيش السوري الحر بما يلزم من معدات لاسقاط الطائرات الروسية العاملة إلى جانب المقاتلات السورية، على غرار ما تم استخدامه ضد الطائرات المروحية السوفياتية في أفغانستان".
