Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
جمهورية رفحاء.. صفحات من دفتر لاجئ عراقي في رفحاء السعودية.. تركنا الأميركان في الصحراء وهم يلوّحون لنا بأيديهم وابتسامات صفراء تعلو وجوههم الحلقه الثالثة
الأحد, شباط 7, 2016
طارق حربي

الاميركان وأكياسهم
جيشان مرعبان في حوزتهما كل آلات القتل -قديمها وحديثها- كانا أحكما قبضتين فولاذيتين: الأولى على رقبة المدينة من شمالها والثانية على قدميها من الجنوب.وتواصل انسحاب القطعة الأمريكية في وضح النهار: شاحنة بعد شاحنة ودبابة تلو أخرى، الى أن تلاشتْ آثارها في صحراء لانهائية، هكذا في لمح البصر خلت ساحة الواحة من أي أثر منهم ، وبقينا نحن وجها لوجه أمام مصير لا أقل من وصفه بأنه مصير مجهول، كأن الجيشين(العراقي والأمريكي) قد تعاهدا بأجهزة اللاسلكي على التخلص منا، كنا نصرخ في وجوه الأمريكان وأحذيتنا مرفوعة إلى مستوى خوذهم العسكرية، لكنهم ردّوا على ذلك بابتسامات، وواصلوا رمي أكياس مملوءة بالشماتة ،من شاحنات راحتْ تتوارى باستمرار.ربما عنّ مجنّدة حسناء في ذلك النهار البعيد أن تبتسم لنا، مواسية ومتأسّية وهي تقود شاحنة محملة بالجنود متشابكي الأيدي، ترقّصهم نغمات الجاز الشجيّة، وكانوا جميعا يضعون على آذانهم سماعات( (HeadFone مستأنسين بسماع الموسيقى، متطلعين من على ظهور الشاحنات بنظرات خالية من الرحمة، الى شعب جائع محتضر.وربما لوّح لنا بعض منهم بمرح أو سخرية، قبل أن تبتلعهم الصحراء، وتتلاشى الأكف الوردية والسمراء في الغبار المعقود خلف الشاحنات، في دواخ هؤلاء أنهم أهدونا أكياساً، نحن الذين تكاثرتْ أعدادنا بسرعة، وتعالتْ صيحاتنا: أيها المجرمون ماذا فعلتم ببلادنا؟!
من ذلك المكان الموحش ، غير الإنساني، المُذلّ والمدمِّر، انطلق الكيس الأمريكي جنباً إلى جنب مع مجاميع من العراقيين، في رحلتهم الملحمية عبر الصحراء والحدود مع المملكة العربية السعودية ومخافرها، وعلى الطريق السياحي المحاذي للصحراء (طريق الناصرية-البصرة ويبلغ حوالي 250 كم)، بل إن الكيس سيرافقنا حتى يوم وصولنا الأول، بعد أسابيع إلى مخيم رفحاء في المملكة. الكيس الأمريكي كان مملوءاً بروائح تعافها النفس، لكن في عين الوقت صار هو لاغيره-رغماً عن أنوفنا- الزوادة الوحيدة، لمّا تحولتْ مدينة الناصرية فجأة إلى تنور هائل، تطايرتْ منه جمراتٌ ستحرق قضاء سوق الشيوخ وماجاوره فيما بعد!
في منطقة جسر الواحة (بعد انسحاب القطعة الأمريكية) فضضنا الأكياس بإستياء وحنق مئات الرجال والنساء والأطفال، الذين خرجوا من الوطن بأكياس مسمومة تصدّقتْ بها أمريكا، القينا نظرة متفحصة على محتوياتها:
-قطعة بسكويت مربعة الشكل
-شريحة مستطيلة من لحم الخنزير!!
-قطعة كاكاو
-جلي
-حلوى
-علبة ثقاب دفتري
-علكة
-ملعقة من البلاستيك
-منديل معطر
تبادلنا نظرات قبل أن تزكم أنوفنا روائحها الكريهة وتعافها أنفسنا، وواصلنا المسير.
الرعب
بالنسبة للبالغين كانت شمس آذار غير كافية لكي نشعر بالضمأ، لكن الأطفال ثبّطوا عزائم آبائهم، فلبثوا على قارعة الطريق، بينما دبّتْ مجموعات أخرى، وغذّتْ خطاها متمنية لو أن طريق السيارات(الناصرية - تل اللحم) ينتهي بجهنم بدلاً من الأمريكان!.مشاهد لم نرها لا في الأفلام الأمريكية ولا حتى في أحلامنا، أشبه ماتكون بمشاهد السبي الحديثة، أو مشهد سينمائي لأحد الجيوش الغازية يسوق شعبأ أسيراً الى ساحات الإعدام، او الى معسكرات في الصحراء، نساء حوامل أو حاملات أطفالاً رضّعاً، أطفال يدرجون ببطء شديد وعجائز مترددون متمهلون، غير مصدقين أنهم يقطعون هذا الشقاء الطويل خلال نهار واحد، أمتعة متروكة، فضلات، عربات خاصة لعراقيين تركوها على قارعة الطريق، بعدما نفد وقودها أو أصابها عطل مفاجىء، مواقع شركات نفط على طول الطريق، انحشرتْ فيها عوائل فرّتْ من القصف الأمريكي، أو قصف قوات الحرس الجمهوري أو كليهما، وكانت تلك العوائل نزحتْ من مناطق مختلفة من العراق ولاسيما الوسط والجنوب، لكن معظمهم كانوا من مدينة الناصرية.كانت جموعنا تتكاثر، في ذلك التيه على طريق ناصرية / سوق الشيوخ، وإذا كان ثمة أفراد جاؤوا من المدينة يستفسرون عن ذويهم الذين فرّوا من القصف، ولم يعثروا على أثر لهم، فإن آخرين من بيننا لم يتمكنوا من مواصلة السير، إما لأنهم مرضى أو كبار السن، فغامروا بالعودة الناصرية ، متحدّين خطر العودة الى مدينة تلتهب بسرعة، تحت ضربات موجعة من قبل الحرس والأمن الخاص.
كانت آليات الجيش الأمريكي وعرباته، تتحرك بحرية تامة في شوارع العراق، سواء الدولية أم تلك التي تربط بين سائر مدنه، ولم يكن يومئذ رادع يردعها ولاراد يردها على أعقابها خارج مدننا:
-شاحنات كبيرة محملة بالجنود والمجندات
-عربات جيب يسمونها العقرب
-صهاريج وقود
-دبابات
-عربات للشرطة العسكريين
-عربات بريد
-مستشفيات ميدان(مجموعة عربات)
-اضافة إلى عربات صغيرة جدا ومضحكة تشبه عربات الألعاب الألكترونية.
الجنود الفرحون في رواحهم ومجيئهم، لايتوقفون عن رسم علامة النصر ( V ) المزعجة، بأصابع سمراء ووردية، كأن لسان حالهم يقول:ها قد هزمناكم أيها العراقيون!!
في رواحهم ومجيئهم أيضاً كانوا ينثرون بسخاء الأكياس البلاستيكية بنية اللون لتظل مطروحة على قارعة الطريق ‍‍ !!
تل اللحم
في الطريق الى منطقة اللحم، التي أصبحت ضمن الخارطة العسكرية لقوات التحالف، اختلطتْ نكهة المساء الكئيبة بروائح الموتى، يالها من رائحة!، التصقت بياقات قمصاننا وشعر رؤسنا وشواربنا، رائحة مزعجة مقززة لامهرب منها، حتى لكأن السماء ضاقت وصرنا نتنفس من خرم إبرة، في ذلك المساء جعلت تلك الرائحة كل واحد منا كأنه ميت يمشي، أو يمشي ميتاً -ماالفرق-عندما تتساوى الحياة والموت في لحظة تدمير هائلة: الخروج من وطن حرثته الطائرات وجرفته الجرافات.
لقد تناثرتْ على جانبي طريق (ناصرية - تل اللحم) عربات عسكرية عراقية، كانت طائرات قوات التحالف أصابتها، وتناثرت تحت العربات إياها جثث لعسكريين عراقيين أعملت فيها الكلاب أسنانها وأظافرها، رحنا بالكاد نهش زمرةً منها عن جثتي جندي وضابط نصف مدفونتين اسفل عربتهما المقلوبة، كلاب سعرانة تمزق اللحم البشري، تهرّ نابحة ومكرهةً تبتعدُ بضعة أمتار، غير انها سرعان ماتعود راكضة عندما نهمّ بمواصلة السير الى منطقة تل اللحم، يُنبش التراب مرة أخرى وتُسحب الأغطية (بطانيات عسكرية خضراء اللون مخططة بالأبيض) التي لفت العسكريّين . . .ويبدأ النهش من جديد.
في الليل
ها نحن في منطقة تل اللحم، حيث تتواجد قطعة عسكرية أمريكية!
لاندري ماذا سنفعل بعد ذلك، الى اين المسير!؟
وهم لايعرفون ماذا سيفعلون مع اعدادنا المتزايدة!
في تمام الساعة السابعة مساء، اجتاح التائهين الحيارى المتجمعين في منطقة تل اللحم، خوف عجيب ،حتى كأنّ وقع الغروب على النفس البشرية هو هو في كل مكان وزمان:
- تعتقدون بأن الأمريكان يسلموننا هذي الليلة إلى أول مفرزة عراقية؟ قال أحد الرجال:
-لا ما أعتقد، الأمريكان أنسانيين جداً ومايسوّونهه!! قال آخر:
-الأمريكان ماينتهكون حقوق الانسان.!! قال رجل يحتضن طفله وساد لغط كثير.
اشتدتْ لسعات البرد وحلكة الليل دثرتنا حتى لم يعد يبين منا شئ، لكن حركة العربات العسكرية لم تهدأ في الظلام المليء بالتوجس والترقب، دقائق رهيبة لفّ الجميع فيها وجوم عام (مئات من العوائل والأفراد) يفترشون الأرض الباردة. صامتين بانتظار حدوث أمر ما تحت نظرات العطف الأمريكية، أمرٌ يحرك السكون العسكري المفزع، وراح الجنود يرطنون ويرطنون فلا نرى منهم غير أشباح تتقافز وتهرول هنا وهناك، كانوا يتحدثون خلال اجهزة اتصال لاسلكية بشفرات مبهمة، واحيانا بالانكليزية، ويحدث أن تضيء وجوه البعض منهم خطفاً مصابيح الميدان، سواء التي تحملونها لارشادنا بها ويجعلوننا في صفوف ومجاميع، أو اثناء استخدامها كعلامات ميدانية دالة.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.53699
Total : 101