Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هكذا كان يعيش عدي صدام حسين
الأربعاء, تشرين الأول 7, 2015
مراد غضبان

 

حياة طغيان واجرام وتسلط واعتداء على حقوق الجميع . بذخ واسراف . تلك هي الحياة التي عاشها عدي الابن الاكبر للطاغية المقبور .

نبذة عن حياته :

ولد عدي ببغداد في حزيران العام 1964.. أكمل دراسته الثانوية فيها، والتحق بكلية بغداد الطب لثلاثة أيام فقط لينتقل إلى كلية الهندسة، وكان المتفوق الأول على زملائه المائة والثلاثة والسبعين، لكن بعض أساتذته قالوا أنه نجح بشق الأنفس.. حصل على دكتوراه دولة، وبدرجة الشرف في العلوم السياسية من جامعة بغداد.. كتب أطروحته أحد الأساتذة المعروفين.. علماً إن مثل هذه الشهادة لم تمنحها هذه الجامعة، لا قبل عدي ولا بعده.. تزوج لمدة قصيرة من ابنة عزة الدوري.. بعدها بدأ يسمي نفسه "أبو سرحان " في إشارة إلى اسم الذئب في اللغة العربية .. 

سلوكه :

ـ كان يمضي ساعات طويلة من النهار في الاطلاع على مواقع الانترنت، للتعرف على أساليب التعذيب الأكثر تطوراً، لاسيما في أميركا الجنوبية، وعندما كان يتعذر عليه فهم نصوصها بالاسبانية كان يعمد إلى طباعة الصور ..

ـ كان شغوفاً ويتلذذ بتعذيب وقتل خصومه، أو من يرغب قتله، وكان يحضر جلسات تعذيب المعتقلين في سجن يقع على بعد 50 كيلومترا جنوب بغداد، الذي تشرف عليه قوات فدائيي صدام، التي كان يرأسها .. 

ـ قام بإلقاء رجل من الطابق الرابع فمات في الحال، لأنه لم يدفع مبلغاً من المال متوجباً عليه، مقابل خدمات أسداها له عدي ..

ـ قتل ضابطًاً لأنه لم يؤدي التحية العسكرية له.. وعدي لم يكن عسكرياً ،ولم يتقلد أي منصب عسكري !! 

ـ قطع لسان المطرب علي الساهر، بحضور حشد من مرافقيه، رغم إن الساهر أنقذه من الموت خلال محاولة اغتياله.. لأنً شكاً انتابه بأن الساهر يحضر للهرب إلى الخارج ..

ـ قطع يد احد العاملين معه، يدعى علي ،فقد اخذ عدي 40 مرافقاً معه، وفي سيارات مغلقة الستائر الى إحدى الأبنية ،وكانت مقصلة موجودة في ساحتها ،فوضع يد (علي) تحتها، ثم قام عدي شخصياً بقطعها أمام الحضور ..

ـ كان مولعاً بالسلاح، ويضم منزله في (يخت كلوب) عدداً ضخماً من المسدسات والبنادق الرشاشة والخناجر الموضوعة في خزانات ..

ـ كان يشرب الكثير من الكحول ،خصوصاً الكونياك ،والفودكا، والعرق العراقي القوي جداً .. 

ـ كان مولعاً بالساعات والمجوهرات والسيارات، فكان عدد السيارات التي يمتلكها أخيراً (1500) سيارة من أغلى، وأحدث أنواع السيارات من بينها 20 رولز رويس .. 

ـ كان مساعدوه يكرهونه، فما أن يرى أمراً على الانترنت يريد الحصول عليه فوراً، وإذا شرح له احد مساعديه إن السلعة المطلوبة لن تخرج إلى الأسواق قبل بضعة أشهر،كان يأمر بجلده ..

ـ لص محترف من الدرجة الأولى، مستغلاً مكانته التي يحتلها ،ليقوم باستغلال الناس، وقتلهم والاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم.. فكان يبتز 90% من الشركات العاملة في العراق، ويطلب من كل شركة خصوصا إذا كانت عربية أو أجنبية 3% من أرباحها ..

ـ لا يتورع عن الاختلاس من أي مبلغ يصل إلى يديه.. فإذا تقرر استيراد 150 سيارة لفدائيي صدام التابعين له ،اشترى 100، واشترى بسعر أل 50 الباقية سيارات فارهة له ..

علاقته بالأسرة : 

ـ كان كثير الإحراج لأبيه (صدام)، الذي كان يضرب عدي، ويصفعه، ويجلده أكثر من عشرين مرة في العام الواحد، في حين لم يصفع أو يعاقب ابنه الأصغر قصي سوى مرة واحدة العام 1983 .. 

ـ قرر صدام مرة معاقبته فتوجه مع حراسه إلى احد كراجات سيارات عدي حاملاَ كلاشينكوف ،وأطلق النار على بضع سيارات ،يتراوح ثمن إحداها بين 700 و900 ألف دولار..وطلب صب البنزين على 70 سيارة وإحراقها ..

ـ دخل عدي في مواجهة مباشرة مع أعمامه الثلاثة، فهاجم عمه وطبان بالسلاح، وحصده بالرصاص حصداً، فتهتك فخذ وطبان الأيسر، وقالت الحكومة أنه أصيب بطلق ناري طائش في حفل عام.. فيما كانت علاقته مع برزان وسبعاوي غير جيدة

 

ـ كان يأمل تسلم السلطة خليفة لأبيه، فأعلن الحرب على (حسين كامل) لقتله، باعتباره منافساً له.. كما كانت علاقته غير ودية مع أخيه قصي باعتباره منافساً له أيضاٌ، وأعدً خطة للقيام بانقلاب وانتزاع السلطة من أبيه، لكن الاحتلال الأمريكي للعراق سبقه في تنفيذ خطته ..

ـ لا يحترم غير والدته فقط، وكان تقيم معه في منزله في المجمع الرئاسي.. حيث كانت والدته تسكن الطابق الأول من المنزل مع حلا الابنة الصغرى ..

ـ بعد مصرع خاله عدنان خير الله، بدأ بالصلاة بانتظام، ولم يقطعها قط، وكان يصوم كل يوم اثنين وخميس، لكنه كان يشرب الخمر بدون انقطاع ..

جرائمه :

اعتداءه على الرياضيين :

ـ كان عدي يقوم بتعذيب وسجن الرياضيين الذين خسروا، فلاعبو كرة القدم المعذبون ضربوا بعصي الخيزران على أقدامهم. .. 

ـ أجبر لاعبي كرة القدم على ركل كرة قدم خراسانية عقابً لفشلهم في التأهل لمباريات كأس العالم 1994 ..

ـ أجبر الرياضيين على الغطس في حفرة مجاري من أجل نقل العدوى إلى جروح المصابين، بعد خسارة العراق أمام اليابان 1ـ 4 في كأس آسيا العام 2000 في لبنان .. 

ـ لامً عدي حارس المرمى هاشم خميس واللاعب قحطان جثير ،وجلدا لثلاثة أيام على التوالي. 

ـ كان يضع أي رياضي في تابوت مملوء بالمسامير، وهي إحدى وسائل التعذيب .. 

اغتصابه البنات :

ـ كان يسكنه هاجس النساء، ومعروفٌ باعتدائه على الفتيات، واغتصابه العديد منهن.. فإذا التقى في الطريق أو في سهرة ما بامرأة أعجبته، كان يأمر حرسه بخطفها، وجلبها إليه لإغتصابها .. 

ـ عثر في بريده الكتروني على رسالة من وكالة لبنانية للبغاء تعتذر فيه المسؤولة عن الوكالة عن تأخر وصول سبع نساء من تشيكيا، وتعلن وصولهن قريباٍ ومرفق صور النساء المعنيات بالرسالة .. 

ـ كان يستقبل النساء في منزل خصصه لذلك في الجادرية، أو في منزل آخر في مجمع (يخت كلوب)، وكان ممنوعاً على معاونيه أن يروا النساء اللائي يأتين إليه، وإذا حصل أن وقع نظر أحدهم على إحداهن، كان يعاقب بحلق شعر رأسه وشاربيه ..

ـ اختطف زوجة قائد في الجيش العراقي، قال عن زوجها أنه نكرة.. وأمر عدي حمايته بضرب زوجها، واعتقاله، ثم الإمساك بالزوجة التي اغتصبها وقتلها.. وتم الحكم بالمؤبد على زوجها بتهمة "الخيانة العظمى" .. 

ـ ضرب ضابطًاً آخر حتى أغمي عليه، بسبب رفضه السماح (لعدي) الرقص مع زوجته، وتوفيً الرجل لاحقاً بسبب جراحه ..

ـ طالبان في عمر 19 عاماً من كلية الفنون الجميلة شكً عدي إنهما نافساه على فتيات العام 1999، فألقى بهما في قفص فيه أسدان جائعان والتهماهما الأسدان، وتم تصوير الجريمة ..

ـ شاهد رجل وابنته في الحبانية.. أعجبته البنت، فتم حجز الرجل في السيارة.. وأدخل عدي البنت بالقوة إلى أحدى البيوت المخصصة له، وأزالَ عذريتها وشرفها، وهي تبكي.. وجاءت إلى أبيها، وهي تنحب.. قال عدي لأبيها : سأغفر لكً، خذها‘ وأخرج فوراً.. وخذها إلى هذه الطبيبة، وناوله كارتها، كي تصلح الأمور، وخذ من الطبيبة ألفي دولار، لكي تعمل سفره للحليوه (فسحها).. وأبوها يقول له : (ليش ..ليش .. هذا شرفي) ..

ـ كان يعذب النساء اللائي يغتصبهن، ويحرق جلودهنً بالسجائر، وأحياناً يستخدم الحديد المسخن لطبع كلمة (عار) على لحمهنً ..

أهانته كاظم الساهر :

ـ كان عدي يغار بشدة من التفاف الجميلات حول كاظم الساهر في كل مكان يذهب إليه، حيث كان معتاداً على دعوة المطربين، ويجبرهم على الغناء في حفلاته الخاصة لفترات طويلة جداً تستغرق الليل كله، ولم يكن باستطاعة هؤلاء المطربين أن يعترضوا خوفاً من بطشه ..

اتصل عدي بكاظم الساهر وقال له "يجب أن تأتي لتسليني، وحضر كاظم الحفل، وأجبره مثل غيره على الغناء حتى مطلع الشمس لليوم التالي، وقبل أن يغادر كاظم الساهر الحفل، قال له عدي : أرى أنك تقوم دائماً قبل وبعد حفلاتك بالتوقيع على صورك وتوزعها على المعجبات، ويجب أن تفعل الشيء نفسه ليً ولأصدقائي.. فوجئ الساهر بعدي يشهر حذاءه في وجهه ليوقع باسمه عليه.. ثم يجبره على تكرار توقيعه على أحذية جميع أصدقائه.. ولم يكن أمام الساهر إلا الامتثال له، فهو يعلم جيداً عواقب عصيان أوامر عدي.. بعدها خرج كاظم من العراق، ولم يعد إليه أبداً ..

قتله لخادم أبيه :

في 18 تشرين الأول 1988 وأثناء حفلة تكريمية أقيمت لسوزان مبارك زوجة الرئيس المصري حسني مبارك سمع إطلاق نار قريب، وعرف عدي بأن إطلاق النار يأتي من المكان الذي يقيم فيه كامل حنا جيجو(خادم أبيه ألخصي) حفلة أيضا.. أرسل الى كامل يطلب منه الكف عن إطلاق النار ،لكن كامل استمر في الرمي, فذهب عدي إلى كامل حنا وأنبه في حفلته ، وضربه بعصاه على رأسه، وانفضت الحفلة.. ومات كامل حنا من شدة الضربة أو مسموما حيث يعتقد أن رأس العصا كان مسموماً .. 

قام صدام بسجن عدي وأصدر حكماً عليه مدة 8 سنوات عقاباً لفعلته هذه.. وبعد مسرحية معروفة، ووساطة للملك حسين أفرج عن عدي بعد أيام من اعتقاله.. ويقال أن صدام أبعده إلى سويسرا، وعمل هناك كمساعد للسفير العراقي ..

إتلاف مخ محامية :

المحامية لهيب كشمش نعمان ،ولقبها (مريم) تطوعت كمحامي دفاع عن المجني عليه كامل حنا، ورفعت دعوى قضائية ضد عدي بشكل رسمي، ما أثار نقمة الرئيس وأسرته، فتم اعتقالها وتعذيبها، وتم حقنها بعقار أفقدها عقلها، لترمى في مستشفى المجانين.. هربت لتعيش مشردة في الشارع.. وأن نوبة صحو تنتابها بين حين وآخر، فتستذكر ما مرت به، وشاهدها محامون، وهي تترافع في تلك القضية، وتمثلها بجدية، كأنها تقول إنها لو ترافعت حقيقة في تلك القضية لربحتها .. 

محاولات اغتياله :

تعرض عدي لخمس محاولات اغتيال ،محاولتين العام 1986 ،الأولى عندما كان طالبا في كلية الهندسة بجامعة بغداد ،والثانية قرب نفق الشرطة ببغداد ،وفي العام 1990 جرت محاولتين لاغتياله ،الأولى : في مبنى جريدة بابل عندما كان يسهر على طبع الجريدة ،والثانية جرت في مبنى اللجنة الاولمبية ،عندما وضعت له عبوة ناسفة في سلة المهملات .. 

المحاولة الخامسة العام 1996 .. لنترك سلمان شريف دفار أحد المنفذين لتلك المحاولة ..فيقول : (بعد شهور من ألتخطيط ألدقيق ،بدأ العمل خلال قيادة عدي لسيارته ألذهبية من طراز پورش ببطء في شارع مزدحم في منطقة المنصور ،بعد حلول ألظلام في 12 كانون ألأول 1996 فتح مسلحان النار من بندقيتيهما الكلآشنكوف ..ويضيف شريف :كنا على ثقة من إننا قتلناه ،لقد أطلقنا 50 رصاصة على السيارة .. 

نقل عدي إلى مستشفى ،وكان التشخيص الأولي لحالته الشلل ،إلا أنه تعافى في النهاية ،وكان يعرج بشكل ملحوظ ،وعلى الرغم من اجراء عدة عمليات لاستخراج الرصاصة الساكنة في ظهره ,إلا أن الأطباء لم يستطيعوا إخراجها بسبب قربها من الحبل ألشوكي .. 

المنفذون :

جرت أكبر حملة لإلقاء القبض على المنفذين لعملية الاغتيال، فألقيً القبض على مئات الأشخاص المشتبه بهم، وتم إعدام عدد من المنفذين وعوائلهم، أما المنفذون ، فهم : 

ـ عبد الحسين جليد عاشور الناصرية : الشطرة ـ الذي أطلق النار على عدي ..

ـ مؤيد راضي - بغداد : ساهم في إطلاق النار .. 

ـ تحسين مجيد عبد مكتوب ( أبو زهراء) : الشطرة ـ سائق سيارة العملية ..

ـ صباح صعيصع كناوي : الناصرية .. تهيئة ظروف العملية في بغداد .. 

ـ سلمان شريف دفار : الشطرة ـ مراقب العملية .. 

تم إعدام عبد الحسين جليد وصباح صعيصع في بغداد 1997 بعد إلقاء القبض عليهما إثناء الترتيب لعملية ثانية.. وتم اغتيال تحسين مجيد أبو زهراء في إيران على يد المخابرات العراقية.. نجا مؤيد راضي وسلمان شريف .. 

أيامه الأخيرة :

كان آخر اجتماع لصدام بنجله قُصي يوم 11/4 / 2003 وقررا الخروج من بغداد ،وتوزيع أفراد الحماية بينهما ..وصادف أن التقيا بعدها في مضيف عائلة مهمة في مدينة الرمادي، لكن بعد قصف هذه الدار تفرق الجميع كل إلى حاله.. توجه عدي وقصي إلى ناحية العوجة، بينما كان عدى يمضي ليلته في

 

بيت أحد أقاربه، سمع صوت انفجارات في الغرف الأخرى للدار، تبين له إن في الأمر وشاية، فقرر وشقيقه قُصي وعبد حمود السكرتير الشخصي لصدام الذهاب الى سورية .. 

يقول المواطن (ع.م) فوجئتُ بسيارة فان مضللة ترجل منها رجل وبادرني بالسؤال : هل أنت من قبيلة شمر ؟ فأجابه نعم ،فطلب أن أدله على بيت (ع.ص)، فقلتُ له : الوقت متأخر وبيت (ع.ص) بعيد والوضع غير آمن، ثم أن "تقاليدنا لا تسمح لنا بمرورك من دون القيام بواجب الضيافة ،في هذه الأثناء ترجل قصي من السيارة وفي يده رشاش، وقال ليً : نحن بحاجة إلى الراحة، هل المكان آمن ؟ فقلتُ له : على الرحب والسعة.. ثم ترجل عدي وعبد حمودً ..

ويضيف (ع.م) : "اتصلتُ عبر هاتف الثريا بشقيقي طالباً حضوره وأبناء عمي، ولما حضروا هبً قصي موجهاً سلاحه صوبهم.. قلتُ له هؤلاء أخي وأبناء عمي طلبتهم لتأمين الحماية اللازمة لكم.. نهض عدي من مكانه، وقال لشقيقي : (صدرت بحقك أحكام عدة بسبب التهريب ،كيف تخلصت منها ؟) فأجابه أخي : باللجوء إلى الصحراء، كما تفعل أنت الآن، وأضاف أخي :تلك مرحلة وانقضت يا أستاذ عدي، وانتم الآن في حمايتنا إلى أن يفرجها الله.. بعدها طلب قصي من السائق إنزال الأسلحة والصندوق ،ووضعها في الغرفة التي يجلسون فيها.. بعد العشاء خلدوا إلى النوم باستثناء قصي الذي بقيً يسامرني حتى الفجر، ولما غالبه النعاس أيقظً عبد حمود لإكمال الحراسة .. 

في الصباح طلب قصي أن أوصله إلى منزل (ع.ص) فقلتُ له انه خارج العراق، فقال : اعرف ذلك، لكنني أريد أن أصل إلى منزله ،فقلتُ له إن منزله بعيد بعض الشيء ،فدعني أرسل من يستطلع الوضع هناك ،وافق قصي لكن عدياً أصر على الذهاب.. وفجأة قرر قصي أن أغير وجهة السير ،وانقلهُ إلى منزل (أ.م) وهو من البدو المقربين من صدام.. فقمتُ بإيصالهم ،وعدتُ وشقيقي إلى منزلنا.. 

محاولات دخول سوريا :

بعد ثلاثة أيام ،يقول (ع.م) فوجئتُ بالسيارة نفسها تقف أمام منزلي، وطلبوا مني أن أوصلهم إلى الحدود السورية ،وقالوا : إن لديهم الاستعداد لدفع أي مبلغ أحدده، وأضافوا : إن مواطناً سورياً نافذاً اسمه (ن.ع) سيكون بانتظار اتصال منهم.. وافقتُ على إيصالهما ،بعد أن أتحدث مع المواطن السوري لأنني أعرفه جيداً.. قمتُ بإيصالهم إلى المكان المحدد ،وأخذهم (ن.ع) وعدتُ إلى منزلي .. 

بعد يومين اتصل المواطن السوري (ن.ع) بالمواطن العراقي (ع.م) وهم أقرباء وطلب منه أن يلتقيه في المكان نفسه.. يقول (ع.م) : ذهبتُ في الموعد فوجدتٌ عدي وقصي، وعرفتُ أن السلطات السورية أعادتهما، فقمتُ بنقلها إلى منزلي، وفي الصباح طلبا إيصالهما إلى منزل (أ.م) بعدما طلبا من عبد حمود هاتفياً الحضور إلى المنزل نفسه قبل مغيب الشمس، ولما وصلنا إلى المكان المحدد كان عبد حمود ينتظرهما .. 

ويضيف (ع.م) : كان عبد حمود لا يقيم معهما ،بل تردد عليهما على مدى أربعة أيام ،وفي اليوم الرابع غادرا منزل المواطن (أ.م) برفقة عبد حمود باتجاه الموصل ،وهناك احتمى عدي وقصي في منزل نواف الزيدان ،والتحق بهما مصطفى قصي .. 

قصة الوشاية :

يقول شاهد العيان (ص) وهو من الشخصيات المقربة لصدام، وعلى علاقة وطيدة مع قصي : في يوم 5/4/2003 اصطحبنا جمال مصطفى زوج حلا ابنة صدام، أنا وولدي الى كرفان قرب جامع أم الطبول، حيث التقينا قصي الذي كان برفقته كمال مصطفى وسكرتيره الدوري واثنين من الضباط، وتم الاتفاق أن أترك ولدي معهم كدليل لهم للوصول إلى الموقع الذي اخترناه لهم مع عوائلهم ..

بعد أكثر من شهرين، فوجئتُ بذهاب قصي وعدي عند نواف الزيدان، وقد شوهد نواف الزيدان وأحد المرافقين لعدي وقصي يجتازان سياج الدار ،بعد أن رميا ثلاث حقائب مليئة بالأموال والمصوغات الذهبية التي كانت بحوزة عدي وقصي من السياج ،خلف الدار ثم غادرا في السيارة التي كانت تنتظرهما ،بعد حين عاد نواف إلى داره بمفرده .. 

في الساعة الثانية بعد منتصف الليلة التالية (22 تموز 2003) ذهب نواف الزيدان ومعه شقيقه الى قائد القوات الأمريكية في الموصل ديفيد بتريوس، وأخبره بأن عُدي وقُصي موجودان في داره.. كان في مكتب بتريوس احد شيوخ الموصل المقرب جداً من بتريوس ويتواجد ليلياً عنده.. وقد روى هذا الشيخ القصة قائلا :خرج الجميع بسيارة مدنية ،ثم عاد بتريوس لوحده بعد ساعة ونصف الساعة ،ليخرج بتريوس بموكب من عربات الهمفي والمدرعات يتقدمهم نواف الزيدان، وحين وصلوا الى داره ،دخل نواف فوجد "عُدي وقُصي ومصطفى " نائمين ..فخرج ليشير بأصبعه الى الأعلى للأمريكان أن الوضع "أوكي " ثم ذهب مع ولده (ش) وركبا في عربة همفي مكشوفة واضعاً "منشفة "على كتفه تاركاً بيته للأمريكيين ..

يقول شاهد العيان (ص) دق جرس هاتفي ليحدثني أحد المجاورين للدار التي وقع فيها الحادث ،طالباً مني إنقاذهم (عُدي وقُصي ومصطفى).. ذهبتُ مع مجموعة من الرجال لنجد إن المعركة قد ابتدأت ،وقد سمعتُ الأمريكان ينادون على عُدي وقُصي ومصطفى بضرورة تسليم أنفسهم مقابل سلامتهم ..كان قُصي يرد عليهم من إحدى النوافذ بقاذفة آر.بي.جي سفن .. ومن نافذة أخرى كان عُدي يقاتلهم بقناصة.. أما مصطفى فكان يرمي عليهم من سطح الدار.. كانت الدار محاصرة بالمدرعات وعربات همفي، وأكثر من طوق راجل.. ثم جاءت قوات من البيشمركة لتعزز موقف الأمريكان، وبعد تعقد الموقف ،أطلقت القوات الأمريكية صواريخ غازية ،وفجروا الدار .. كان ذلك في 23 تموز 2003 لتنتهي المعركة بمقتل الثلاثة..

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45517
Total : 101