Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قصة قصيرة.. حجارة في الظلام.. بقلم/ محمد اسماعيل
الجمعة, كانون الأول 12, 2014
أتمدد فوق الحشائش الخضر، وهباءة ما،عارضة، تكفي للانعطاف بي، عن مسار افكاري الهشة. تحيطني اشجار وارفة، في وهدة ابدية، لا قرار لها. تخيلتني ميتا، يمددونني في التابوت، ويأخذ العويل مأخذه، حزنا علي. لحظتها تنهار امي من شدة البكاء على سعدية، وتغيب ازهار اختي عن الوعي، بالرغم من كل شيء، فانا اعيش قطيعة دائمة مع ازهار، احتجاجا على سوء اخلاقها المتهتكة. هي تبكي موتي، كأنها تبكي، دائما، رسوبها بالرياضيات وعشيقها اللامبالي. زوجتي سعاد متأثرة جدا. لكنها كالعادة، حيادية في انفعالاتها. وها انا انفصل نهائيا عنها، تلك الملائكية الهادئة، التي تحب الجميع، وتريد لهم الرفاه والسرور. خافت بشدة، يوم احتدمت المشاجرة، بيني وبين اختي ازهار؛ لأنني وجدتها تسهب في مهاتفة عشيقها، وتدعر معه بالكلام. بكت برعب، كاد يشل صوتها، وهي تقول : -       دعها، وادخل حجرتنا. يومها انتفضت رجولتي رفضا، حد الانحناء على حذائها وتقبيله : -       كفاك تهتكا.. فضحتينا بين آل بو محمد. تجمهر حشد من الناس  اعرفهم، يطفئون انكتاما موؤدا في اعماق ارواحهم، واجمين. وآخرون أقبلوا، طاعنين في التعب.. على وجوههم غبار الطريق ووعثاء السفر، كأنهم قاموا بنقل قنان الدجاج، قنا قنا، من مواضعها، قبل المجيء. حاولت النهوض، شادا عضلات جسدي، فاصطدم جبيني بغطاء التابوت؛ لأنني نسيت مواصلة الخيال، الى ان اغادره. و عندما هممت برفع الغطاء، وجدتهم قد واروني الثرى، وراح التراب ينهال من كل جانب. جبيني.. هذا النحس الذي يتقدمني، اينما حللت.. طوال العمر، يبعث في الناظر اليه، شعورا بالانقباض؛ ولهذا فأن كثيرا ممن اودهم، يكرهونني. مر مركب الجنازة، بفتية خضر العيون.. بيض الوجوه.. حمرها، مثل تفاحات حمر وراوية. ما زالت آثار المرح، بادية على ملامحهم. فكتموه. رافعين ايديهم، يحيون الجنازة، لكنها لم تصل الى جباههم، كأن اطرافهم قواصر، او تغافلوا عن اكمال التحية. فتوجست خيفة، والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. قالوا : سلاما، قال : سلاما، قوم منكرون. هذا ابرز ما لفت نظري، خلال مسيرة الجنازة، وهم ينقلونني الى المقبرة، فضلا عن عجوز شمطاء، عابرة في سبيل حالها، لا اعرفها ولا تعرفني، قالت : -       نهيمة عسى نهيمة.. مات من كثر التدرن. عند بلوغنا المقبرة، توجه جميع الركاب، الى باب السيارة، ما عدا سعاد، التي قفزت من الشباك، قبل ان تتم السيارة وقوفها؛ فكشط الرصيف الكونكريتي ركبتها، مضيفا بعض الجروح الغائرة الى خدوش اللطم، التي بدأت تتيبس. تركتني ارنو اليها ، من داخل التابوت، فوق السيارة، وهي تتشوه. معترضا. لكن لا امر لمن لا يطاع. ضوء القبر اصفر، فيه مسحة احمرار وردي، بان على ملامح منكر ونكير اللامحدودة، عندما زاراني في اول يوم. طرق احدهما، حافة القبر، بعصاه، منتظرا نهوضي ، لأستقبله بالاحترام اللائق. الا انني عجزت عن النهوض؛ لأن الرمل انهار، من حولي.. يحصرني. و اذا ما واصل الطرق؛ فأن رمال الكون، كلها، ستنهار في قبري، واظل رابضا، في عجز مقيم. خرخارة ونعمامة، جارتاي في المقبرة، قبراهما، اقرب القبور، الى قبري.. بمحاذاتي.. نسمع القضقضة الهامسة، التي تصدرها عظامنا.. ليلا.. خلف التراب. انهما تثرثران طويلا؛ فلا تدعاني، اهجع، في مرقدي، بسلام. وعندما تفرغان جعبتيهما، من هاذر اللغو، تجتاحهما نزوة تطفل، لا موجب لها، تسردان خلالها وقائع ثانوية.. غير مهمة، اكاد انساها ،من حياتي : ((- دعها وشانها..ادخل حجرتنا)) بينما الثانية، تواصل تقليد صوت ( ازهار ) وهي تكلم عشيقها، عبر الهاتف، مع شيء من الافراط في الغنج الخليع. ان هيأتها الشهوانية، ضوضاء، تبيح ثراءها، دون حساب.. شدة الشهوة.. تتحول عند النوم، الى هلام زلالي، لا يقدر على احتوائه، سوى الزجاج، فهو يثقب الالمنيوم والنحاس والحديد والماس والسليكون؛ لذلك تنام في حوض زجاجي مستطيل، تذهب اليه من تلقاء نفسها، عندما تشعر بالنعاس، تلملم جسدها فيه، و تنام. تعنى بها امي كثيرا، اثناء الصحو والعشق والزلال. مرة وضعت تحت رأسها وسادة، لترتاح في نومها، فترسب فيها شيء من الزلال. وظلت اسبوعا كاملا، تذهب للمدرسة، وعلى وجهها اثر ( انشلاع ) قطعتين ملصوقتين بصمغ ثخين. استيقظت في احدى الليالي، فسمعت فقاعات، تملأ ارجاء الدار، بصدى تفجرها. سرت على اطراف اصابعي، تبع الصوت، حتى بلغت الحوض، ووجدت سماعة الهاتف، مفغورة في الزلال، ولمحت ( حنانات عشق ) مخزية، تترسب على الزجاج. ولما ازف الصباح، استوت في الحوض، فتاة كرة اخرى. بادرت الى اغلاق الهاتف، بامتعاض، امام نظراتي الهاربة؛ اذ تواريت في حجرتي، عائدا للنوم، حالما استيقظت، بعد طول انتظار محايد، لا معنى له، كابدت خلاله، اعتى موجات النعاس الزاحفة. شاهدت الفجر، يزحف على عتمة المساء، وقد غطى نصفها.. شيئا فشيئا. فكرت بأن ( سعاد ) سوف تقترن، برجل ما، من بعدي، عقب فترة الحداد وايام العدة، اللتين ستختزلهما بسندويجات لا شرعية؛ فلم استطع منع نفسي من البكاء. قالت : -       لن يستطيع منع نفسه من البكاء. كأن المزامير التي تعزف في خطبتها، مضخات لسحب المياه الآسنة، والالحان المنسكبة منها، قيئ ومخاط ودم، ينسكب، ومبيدات حشرية سامة، من تلك التي تقتل الاطفال اذا ما شربوها، في غفلة من امهاتهم الساهيات، والضحكات والزغاريد، صخور تذوب على رؤوس المحتفلين باستمرار، كلما هدأوا. عفن، وأشنات خضر مزبدة، ضفادع متقرية الجلود، تملأ المكان، يدوسها الراقصون؛ فتنهرس تحت اقدامهم، بقعا دموية خضرا. والشيخ المشرف على مراسيم عقد الزواج، رجل كهل، ذو لحية بيضاء، متسقة مع باقي محياه الساطع، وروحه اللطيفة، يرتدي ثيابا معدنية، مميزة، ومهما احتشد الجمع حوله، يبرز من بينهم؛ لمهابة كامنة، في هدوء قامته الممشوقة. عيناه تقدحان شررا، يدركه الرائي بقلبه، ولا ينظره. يغيض في وجهه، بياض العصور الجليدية البعيدة. دائما يتذكر وقائع مثيرة، من حياته الماضية، كما لو كان ينتف الذكريات، نتفا، من تحت ثيابه. فهو الآن، يستحضر حب سعاد، وحب ابيه من قبله لها، وجده، وجد ابيه، و اجداد اجداده، كلهم .. سلالتهم كلها، تعشق زوجتي سعاد. تذكر يوم تقدمه لخطبتها، داعيا مسرور حاجب الرشيد، على رأس وفادة الخاطبين. وعندما استقروا بأماكنهم، جالسين، في منزل ابيها، تقدمت من مسرور الاسود، وصفعته بيدها البيضاء : (( - هه )) ثم غادرت المجلس عرضيا، مثلما دخلته، بصرامة الفرسان. احيانا يتذكر يوم استيقاظه ، وايقاظ، جماعته.. والكلب. عندما ارسلوه الى سوق المدينة بالنقود، يشتري لهم طعاما.  تغافل عن ذلك، وذهب يخطبها. تقدم لأبيها ، بمفرده، واذ رفضته، فأنه اشترى طعاما زكيا، كما اوصوه، وعاد. (( - ينام لاما معالم وجهه بأسى )) ظلت سعاد تردد           ((- سأديم التواصل معه، حيا او ميتا، لن ينقطع عني )) فتجيبها ازهار : (( و تلك العملية الجميلة الامتاع، كيف ستقضونها.. ام انك سوف تلجأين للبدائل، مثلما تفعل الأخريات )). ساورني شعور، بأن ازهار اختي سوف تختنق بالشهوة، يوما ما، من تلقاء جسدها، و تموت. ساورني شعور، بانه اذا ما واصل الطرق، فسوف يدك العالم، تحت الرمل، ابتداء من قبري، ويكون قبري رأس فناء العالم. ظل ينتظر نهوضي، لأفتح، كما يفتح اصحاب البيوت ابوابهم. تأملني جيدا، وجسني احدهما بعصاه، فأربكه ان وجد العصا تخترقني، الا انه تظاهر بالتماسك واللامبالاة. بانت على صوته، رجفة ارتباك مكتوم، وهو يقول : -       هذا مجرد خيال موت، ماذا نفعل به ؟ اجاب الآخر : -       دعه في مكانه، ينضج، كما ينضج الموز المقطوف قبل الاوان. كلما تظاهر بالجبروت، وهو ينقر بعصاه جوانب القبر، بدا متهافتا بوضوح، حتى نفذت رائحة تهافته من تحت الارض، الى علياء السماء. وساح الرمل بشكل مخيف. عندما اتوجه بالحديث الى احدهما، يتجاوز عني محدقا بصاحبه، واذا ما سكتنا ثلاثتنا عن الكلام، يتنحنح بدوي لا مرئي، بسعال متقطع.. .. خلفهما.. .. حشد عبيد معلقين.. انكشفوا.. .. كذلك.. .. يصدر في فترات متراوحة، خبط قافلة من جمال تسري ليلا، خلفهما.. خلف منكر ونكير، وهما في قبري، حيث اعاني ( الانتساء ) مناديا : (( ..... )) فيملأ التراب فمي، كاتما الصوت فيه؛ لأنشغل باستفراغه، عقب كل محاولة، تنفذ مع ذريرات الرمل، اصوات حشائش خضر، ورفيف اجنحة حالمة و.. كتل من العويل و اللطم و البكاء. اخالها تتسرب و انا اجثو، قابلا للانعطاف، عن مسار افكاري، تحت ايما مؤثر، حتى وان كان خواء هباءة، لا وجود لها. كأنني اذ مت، نائم يستيقظ من حلم خاضه في بئر شديدة الضياء.. و فاقعة.
اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.49016
Total : 100