Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حكاية من الثمانين !
الثلاثاء, نيسان 15, 2014
محسن لفته الجنابي

الزمان سبات في آخر الليل والمكان بلاد الوشايات والغزوات والتطبيل , حدث ذلك حين أتصل الرئيس بوزير الأعلام آنذاك وقال: 
(عندك ذوله اللي تسمّوهم فرقة الريف ُأشو من زمان ما مشاركين بالمجهود الحربي وما جاي أشوفهم بالتلفزيون , سوّيناهم موظفين و أنطيناهم رواتب وعفيناهم من الجيش , سمعت مخلصين وقتهم بالمكسرات , البارحه شايفينهم ربعنا تالي الليل, رفيق أبو أنمار لخاطرك راح أنطيهم فرصة يوم واحد بس , خلّي نشوف نشاطهم , وأذا ما بيهم نفع , عجل ياباه سووهم قاطع جيش شعبي وأخذوهم للبسيتين) .
جفّت الأقلام وطويّت الصحف فلا نفس بعد صوت الرئيس
كانت الجبهة مشتعلة خصوصاً البسيتين في النصف الأول من عقد الثمانين , كان فيه هجوم عنيف جعل الخبر ينزل على الهواتف الأرضية للمتهمين (قيد الوشاية) , نزول (الكومبريسر) على الأرصفة عند (التفليش) , لم يناموا في تلك الليلة وأجتمعوا في بيت أحد الفنانين , لم يجرؤ أحدهم على مناقشة الموضوع , قريحتهم الغنائية تفتحّت قسرياً لوحدها يحبوا بها حب البقاء لهؤلاء المرهفين المساكين, لتنفجر مثل البركان من الكلمات والأغاني والألحان , الملحنون جهزّوا في ليلة واحدة مقطوعات أطول من سمفونيات بيتهوفن و موزارت و باخ , الشعراء أبدعوا في قصائدهم بعد أن أنقذهم الكم الهائل من الفلكلور أقصد التراث خصوصاً الهوسات و العراضات و أراجيز الملّايات والدراويش , لم ينم حينها سكان قطاع (خمسه وعشرين) حيث البيت الذي أجتمعوا فيه , بسبب المواهب المنفلقة مع الضجيج , وبعد أكمالهم للتحضيرات أنطلقوا مع الغبش الى مبنى الأذاعة والتلفزيون في الصالحية من دون أفطار وهم يرتدون الزي الرسمي للفرقة من يشماغ أو غترة مع عبائة وعقال , فالأمر أخطر مما يتصوّر القراء , أما نجاة (الكبيرة وليست الصغيرة) أو (نقيب مع تكريم) , والأخير تسمية تطلق على الشهيد بعد أن يلف (عادة) بالعلم المكون من ثلاث نجوم ليحصل ذويه على سيارة (كرونا موديل واحد وثمانين) 
سجّلوا في ذلك اليوم ستة أناشيد وطنية , مع ثلاث أغاني فردية و أوبريت , كل العاملين في الوسط الفني شعروا بالتوتر الفاضح على وجوه أعضاء فرقة الريف حين شوهدوا على شاشة التلفزيون , حتى أعتقد المشاهد بأنه أمام شكل جديد لتلك الفرقة المليئة بكبار السن , فهم رغم عدم حلقهم لـ لحاياهم كانوا مليئين بالحماسة , ولم يعرف أحد حينها أنهم كانوا صاغرين لأمر دبّر بليل , أتذكر أن أحد أصحابي (أياد السامرائي الله يذكره بالخير ) شدّني الى شاشة في مقهى قريبة من جامع عادلة خاتون ليريني كيف تحولت تلك الفرقة الى كتلة نشاط , حتى أن الواحد منهم يريد أن يلتهم المايكرفون ويتدافع مع الذي قبله وكأنهم حصلوا على (نص بالدولة) على حد تعبير ذلك الصديق , دعونا نعود لعبد الجبار الدراجي وفرقته الفنية , لم يكتفوا بما فعلوا في ذلك اليوم المشهود بل أستحلفوا مدير التلفزيون أن يبث أعمالهم على مدار الساعة و يعيدها في اليوم الواحد مرات عديدة وأنهم سيبقون متوثبين لأنجاز أعمال كثيرة سيرفدون بها المجهود الحربي تعزيزاً لمايفعل الجنود ولن يبارحوا المبنى الا للصلاة و الذهاب لفواتح الشهداء من أقربائهم , كانوا فعلاً قد ألتزموا بالعبادة وأعلنوا توبة سريّة بينهم وبين الله , بعد ما طرأ عليهم من خوف يستدعي تحضير أنفسهم للموت فهو قريب , أما في الجبهة أو بعد عمر قصير أو طويل , فالكل يموت في نهاية الأمر , وفعلاً توفي الكثيرون , (موت الله) وليس من (عبد الله) فالأخير مكروه وهّذا عندنا عرف معروف , مؤلم أن لايسعنا المكان لنذكر أسماء تلك الفرقة , فلكل فرد منها حكايات طويلة , والأختصار هنا لم يأت من باب الخوف من الأجتثاث و التهميش , بل مصدره طبعنا في الأجحاف والتدليس , فهم مواطنون أدوا رسالتهم سواء مجبرين أو مخيرين , نفخر بهم رغم أنوفنا , يشفع لهم رصيدهم الرسالي الثري الذي تحول الى زوادة ذكريات لذيذة تخفف عنا في عصرنا المأبون الممنوع .
تلك الواقعة لم نرد منها التأليب على ما نرى من تحشيد قسري يقوده سلطان عقائدي ليسود به على خصومه الكثيرين , ولا نقصد منها أن نستعرض ما كان يحصل مع مايحصل الآن من توجيه , أنما هو تذكير لما يلاقي المبدع من تجاهل حتى ساعة حشد وتطبيل , يبقى الأغلب منهم مركونين , وعند الحاجة لهم يبيتون مثل السمك مأكول مذموم , وذلك مايحصل على مر السنين , لم يتغيّر من المشهد سوى شكليّته التي فرضتها الظروف , حيث كان السلطان يعاقب من لايراه مفيداً لمشاريعه بأن يخرجه من الحلقة الضيّقة المترفة ليرميه مع القطيع , أما اليوم فقد تغيرّ الأمر , فالعقوبة الشديدة يتلقاها المرء بمجرد الخروج عن القطيع , يعتبرها البعض مؤشراً لزيادة أعداد الجهلة أمام المثقين , ويقسم آخرون أنها ثمرة الديمقراطية التي تجعل الناس متساوين ! , وأمام تلك الرؤى المتضاربة لا نعرف الا حقيقة واحدة , وهي أن المواطن (خصوصاً المميّز المبدع) يبتلى دوماً بما يجنيه عليه السلاطين , فهم في أبراجهم العاجية متنعمين فيما القطعان الى حتفها تسير , أبحثوا عن كل ماترونه مناسباً من وصمات أو مثالب كما تفعلون دوماً حين تأتون بالفتن والشقاق من بطون التاريخ , لكنني أتوسلكم لمرات عديدة أن لاترموا بتبعات طرهاتكم على المواطن المسكين ,فالأحداث الجسام يديرها دوماً أصحاب القرار ولذلك نسميهم مسؤولين , فمن غير المنطقي أن يتنصل أحدهم مما يفعل ليخرج سالماً كما الشعرة من العجين , ومن غير الأخلاقي أن يدفع المواطن الجزية والدم و العمر بذريعة أثم الأريسيين , الزمن تغيّر ليس عندنا فقط , والقطعان المثقفة وليست الجاهلة هي وحدها تصنع المصير و تقوم بالتغيير كتحصيل حاصل وإن كره المتسلطين, و عساكم سالمين


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47493
Total : 101