Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عندما ينزلق الأزهر ويقع في شباك النفاق
الأربعاء, أيلول 17, 2014
تميم منصور

عندما أمر المعز لدين الله الفاطمي بإقامة الازهر الشريف ، اراد ان يكون منارة للعلم والمعرفة ونقطة انطلاق للحفاظ على ما انجزه العرب حتى تلك الفترة من مكاسب في العلوم النقلية والعلوم العقلية ، خاصة وان القائد المذكور لمس ملامح التراجع العلمي وبداية ظهور سحب داكنة في سماء الشرق العربي الاسلامي ، بسبب ادران الانقسامات التي تحولت الى علل دائمة ادخلت العرب من جديد في صحاري الجهل والتخلف .

 كان للأزهر دوره في حماية لغة الضاد خاصة في عصر الانحطاط حماها من نهش اللهجات العامية وكافة اللغات التي حملها قادة الدويلات التي اقيمت داخل الامبراطورية العباسية او على انقاضها .

 لا احد يستطيع الانكار ما للأزهر من دور في الحفاظ وتبنى الفقه السني المعتدل ، كما انه رفض الانجرار وراء الغلاة الذين كانوا يطالبونه بإصدار فتاوى التكفير بحق الكثير من الفرق الدينية الاسلامية ، مما جعله لسان الميزان في المحافظة على التوازن والتفاهم والتعددية بين الفرق الدينية . بقي الأزهر قبلة للعلم يقصده الطلبة من كافة الأقطار العربية والاسلامية ، الا أن هذا لم يدفع القائمين عليه لإدخال تغييرات وتجديدات في نهجه واسلوبه العقيم في التدريس . فقد اهتم بالعلوم النقلية التي تشمل الفقه واللغة العربية وبعض نواحي الفلسفة الاسلامية واهمل العلوم العقلية ، كما انه اعتمد طرق الحفظ والتلقين بدلاً من اسلوب التحليل والابتكار ، وكل من قرأ كتاب " الايام "  لعميد الادب العربي طه حسين عرف الصعوبات وحالة الجمود الفكري التي عانى منها الطلبة اثناء دراستهم في الأزهر ، مع ذلك بقي للأزهر دوره الطليعي في دعم ثورة سنة 1919 ضد الاحتلال البريطاني ودوره في محاربة حياة الترف والمجون للعائلة المالكة ، كما ان مشايخ الأزهر شاركوا اكثر من مرة مع الجماهير المصرية بمشاركة بطاركة العرب الاقباط في المظاهرات التي كانت تعبر عن رفضهم لإستمرار الهيمنة البريطانية على وادي النيل .

 لم يتحرر الأزهر من اساليبه التقليدية في التدريس الا بعد هبوب رياح ثورة التغيير التي قادها الضباط الاحرار بقيادة جمال عبد الناصر ، كانت الخطوة الأولى التي قامت بها الثورة تأميم اراضي الوقف التي كانت تابعة للأزهر وكانت تقدر بمئات آلاف الدونمات لكنها كانت مهملة في غالبيتها ، تسود إدارتها المحسوبية والفساد ، بعد ذلك حولته الثورة من مؤسسة دينية محاصرة بالمحدودية الفكرية الى جامعة متكاملة كبقية الجامعات المصرية ، هذا بدوره حرر الأزهر من روتين طرق التدريس التقليدية واثرى كلياته بالعلوم العقلية الى جانب كافة العلوم الادبية .

هذا التحول الجوهري لم يغير شيئاً من المسحة والطابع الديني والقدسية التاريخية المميزة لهذه المؤسسة الهامة ، فبقي احدى المرجعيات الهامة التي يعتمد عليها اهل السنة في العديد من القضايا والخلافات التي لا تتسع لحالات التشيع والتكفير والابتعاد عن محاور الصدق والمنطق والعقلانية ، لكن هذا لا يعفي الازهر من السقوط داخل شراك فتاوى لا تتفق مع روح العصر ، كما انه استخدم ولا يزال كأداة لخدمة الكثير من السياسيين الذين حكموا مصر ، وهذا يؤكد غياب الاستقلالية الكاملة في اتخاذه للعديد من القرارات واصدار الفتاوى .

 مع ذلك لا أحد ينسى دعم الأزهر لإنجازات ثورة الضباط الاحرار من محاربة الاقطاع و التأميمات والسعي لإقامة مجتمع اشتراكي تسوده العدالة الاجتماعية ، لولا ذلك لما اطلق جمال عبد الناصر صرخته التاريخية المعهودة من داخل الأزهر عندما قال :  سنقاتل ، سنقاتل وكان يقصد التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 .

حاول السادات تجيير الأزهر ليكون غطاءاً دينياً لانحرافه السياسي الجنوني عندما قرر زيارة القدس والاعتراف بإسرائيل قبل وضع الاسس والثوابت لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس ، وعندما رفض شيخ الأزهر في حينه الشيخ عبد الحليم محمود خطوة السادات تجاوزه وقام بمحاصرته واستعان في خطوته هذه بالشيخ متولى شعراوي المتحدث المعروف بعد ان عينه وزيراً للأوقاف ، فأصدر الشعراوي فتوى اعلن من خلالها بأن هذا الرجل - واشار للسادات - لا يسأل ، هذا يؤكد بأنه يوجد للأزهر أدوراً مشرفة مهما حاول السياسيين الحاقه بهويتهم ومصادرة استقلالية قراراته والتقليل من دوره التاريخي .

في عهد مبارك اتبع الأزهر سياسة النفاق والمدارة للسياسيين ، فلم يعل صوته للإحتجاج على تمدد النفوذ الامريكي في مصر ، كما بقي صامتاً ازاء تصدير الغاز والنفط لإسرائيل ، رغم استخدام هذا الوقود في آلتها الحربية لقتل الابرياء في لبنان وفلسطين وغيرها ، لم يتخذ الأزهر موقفاً مشرفاً من حالات الفساد والترهل والتسيب والفلتان ونهب ثروات الشعب من قبل مبارك وحاشيته كما انه صمت ازاء قضية التوريث التي كان مبارك يريد توريط الشعب المصري بها ، لم يعلن الأزهر موقفه من الاحداث التي سبقت ثورة 25 يناير ، الا ان احداً لا يستطيع انكار موقفه من ممارسات الاخوان المسلمين عندما انحرفوا بالثورة بعد سرقتهم لها ، وقد حاول محمد مرسي واعوانه زعزعة الاستقرار داخل جامعة الأزهر بكل الطرق من خلال اثارة الفتن والاعتصامات داخل الجامعة وفي محيطها ، كما حاولوا الحاق الأذى بالطلاب عن طريق دس السم لهم في الطعام الذي كانوا يتناولونه داخل الجامعة . لقد تعاطف الأزهر مع ثورة الثلاثين من يونيو التي اسقطت حكم الاخوان واوصلت عبد الفتاح السيسي الى السلطة ، لكن السيسي لم يتأخر باستغلال مكانة الأزهر وقدسيته الدينية والسياسية والتاريخية ، وقرر المتاجرة بها واستثمارها في الأسواق السياسية .

هذه الخطوة اوقعت الأزهر من جديد في شراك النفاق عندما بارك الأزهر بمنح شهادة دكتوراه مخزية لملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز ، المضحك المبكي ان هذه الشهادة متخصصة في العلوم الانسانية ، واعطيت له تقديراً لدوره البارز في خدمة قضايا الامتين الاسلامية والعربية ، وعطائه المتواصل .

ان الدكتور احمد الخطيب شيخ الأزهر الحالي يعرف اكثر من غيره بأن هذه شهادة زور ونفاق والتفاف على تاريخ الأزهر ، وسوف تشوه تاريخ المؤسسة وتحط من هيبتها ، كما انها قسمُ آثم لأنها منحت لملك جاهل مارق سفاح مستبد لا يستحق حرف من حروفها ، انها شهادة مقايضة مالية اكثر منها انسانية ، لأن الملك المذكور لا يتقن سوى الرقص بالسيف وتقديم الحلى من الذهب لأسياده الامريكان والأوروبيين ، ان رصيده الانساني لا يذكر ، لم يقدم للأمتين العربية والاسلامية سوى المزيد من تصدير مئات من الارهابيين لتدمير العراق وسوريا وليبيا ، لم يقدم سوى المزيد من النفوذ الامريكي داخل بلاده لمساعدته في قمع الحريات بين ابناء شعبه ومن اجل محاربة دول الممانعة وفصائل المقاومة .

اين هي الانسانية يا فضيلة شيخ الازهر في بلد شعبه محاصر بالعزلة والجهل والاستبداد وقمع المرأة وغياب الأطر النقابية والاحزاب والأطر الطلابية والتعددية السياسية وغيرها ، أين هي الانسانية في بلد تحكمه عشيرة ضالة تنهب ثرواته دون حسيب او قريب . هذه الخطوة المفاجئة من الأزهر تؤكد بأنه من الصعب التعويل على ايه مؤسسة دينية اسلامية بسبب لزاجة وازدواجية المعايير في غالبية هذه المؤسس

ات في مواقفها السياسية والاجتماعية لكن عندما يصل الأمر الى الأزهر فأن الأمر يختلف بسبب مكانته العالية مما يجعل خطاياه كبائر لا يمكن تجاوزها والسكوت عليها .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46301
Total : 101