Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حُدودُ اللهِ من حُدودِ النَّاسِ (٢)
الأربعاء, كانون الأول 17, 2014
نزار حيدر



لم يفرّق الله تعالى بين حدودِه وحدودِ الناس في كل الآيات التي تتحدث عنها، بل انّه عزّ وجل اعتبر حدوده من حدود الناس، فقال في آيتينِ مباركتينِ {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} وقوله تعالى {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} ومن الواضح جداً فان (الظَّالِمُونَ) و (ظَلَمَ نَفْسَهُ) هو ظلم الناس للناس او ظلم الانسان لنفسه، كنتيجة للتعدّي وتجاوز حدود الله تعالى، وليس فيها ايّ معنىً لظلم الانسان لربه عز وجل، اذ {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} و {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} ما يعني ان حدود الله هي حدود الناس، فهم المدار في هتين الآيتين.
لماذا؟.
أولاً: لانّ الله تعالى خَلَقَ الخلقَ وسخّر لهم كلّ شيء {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ثم رسم لهم الحدود ليستفيدوا من نعمهِ الاستفادة القصوى، ولذلك فانّ كلّ ما رسمه عزّ وجل من حدودٍ انما هي لخدمة عباده من جانب، ومن اجل ان لا يظلمَ احدٌ أحداً من جانب اخر، لان الظلم مصدره الانسان وليس الخالق فقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
ثانياً: لتنظيم هذه العلاقة بين الخَلق، لتحقيق مصالحهم وحمايتها، فلا تتحكم فيهم الفوضى التي تضيعُ بسببها جهود وطاقات وثروات كثيرة.
ثالثاً؛ ان كلّ حدٍ من هذه الحدود هي في مصلحة الانسان مباشرة وليس لمصلحة الله تعالى الذي لا يضرّه إيمان العبد او كفره، او بمعنى اخر، فانّه تعالى لا ينفعهُ التزام الناس بالحدود ولا يضره الامرَ في شيء، ولذلك فهو عزّ وجل لم يرسم كلّ هذه الحدود لمصلحته ابدا {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} وإنما لمصلحة الانسان.
ولقد ورد في الحديث القدسي عن الله تعالى قوله عزّ وجلّ {يا ابن آدم؛ وعزّتي وجلالي ما خلقتُك لأربحَ عليكَ، إنما خلقتُك لتربحَ عليّ فاتخذني بدلاً من كل شيء فانا خيرٌ لكَ من كل شيء}.
تأسيسا على ذلك يمكن القول بان كل انسان يسعى لظلم أخيه الانسان بحجة الالتزام بحدود الله تعالى فهو كذّاب، لانه ليس هناك حدٌ من حدوده تعالى يتعارض مع مصالح الناس وحدودهم وحقوقهم أبداً.
ان ما يتصوّره البعض من وجود تناقض او اختلاف بين حُدودِ الله تعالى وحدود الناس انما هو وهم يخلُقه المتاجرون باسم الله وباسم الدين لفرض سلطتهم (الدينية) الباطلة على الآخرين، اما الحقيقة القرآنية فتذهب الى أمرٍ آخر يختلف تماماً عن مثل هذه المحاولات، انها تقرّر بانّ حدودَ الله تعالى هي حدود الناس على وجه الدّقة، فلو ان امرءاً التزم بحدود الناس فهو ملتزم بحدود الله تعالى بكل تاكيد، اما الذي يتجاوز حدود الناس فانما يتجاوز حدود الله تعالى، حتى لو ادّعى انه يلتزم بها، اذ ليس هناك حدٌّ للناس لا يُقره الله تعالى.
السؤال الجوهري الذي يقفز في الذهن هنا، هو؛ هل ان القانون الوضعي الذي يتفق عليه الناس هو من حدود الناس؟ وبالتالي من حدود الله تعالى؟.
من خلال قراءة دقيقة للمفاهيم القرآنية وبمدرسة أهل البيت عليهم السلام يتّضح لنا الجواب بشكل جلي لا لبس فيه، الا وهو نعم، فانّ القانون الوضعي هو من حدود الناس وبالتالي هو من حدود الله تعالى، وللتوضيح نضرب مثلاً لذلك بالدستور، اي دستور، وبالقوانين المعمول بها في البلدان، فلا زالت الأغلبية اقرّتها وأمضت عليها، فان من الواجب على الجميع الالتزام بها وعدم تجاوزها، وهذا ما تدعو اليه اليوم المرجعية الدينية العليا في العراق، فهي عندما تدعو الى الالتزام بالدستور ونصوصَه، وبالقانون المعمول به حالياً، انما تدعو الى الالتزام بالحدود التي اجتهد العراقيون لرسمها وتثبيتها في الدستور والقانون من اجل تنظيم العلاقة بين مختلف مؤسسات الدولة من جانب، وبينها وبين المجتمع من جانب اخر.
ولذلك فان كل من يخرج عن القانون او يتحايل على الدستور، انما هو يتجاوز على حدود الناس وبالتالي يتجاوز على حدود الله تعالى.
سؤال آخر يرُد في الذّهن هنا، وهو؛ هل هناك في المجتمع من هو فوق القانون؟ او انّه يمتلك الحصانة، ومن اي نوع كان، للتهرّب من القانون؟.
قصة رسول الله (ص) مع الصحابي عكاشة تجيب على هذا السؤال بالنفي المطلق، بل انّ رئيس الدولة واي مسؤول آخر يجب ان يكون من اول من يلتزم بالقانون، فلا احدَ فوقه ولا احدَ محصّن ضد القانون او ضد المساءلة والملاحقة بل والعقاب.
سيكون المجتمع في خطرٍ عظيمٍ اذا لاحق القانون الضعيف وتجاوز عن القوي، ففي الرواية الصحيحة عن أُمٌّ سلمة ان قريشاً اهمّهم شأن المخزوميّة التي سرقت، فقالوا: من يكلّم فيها رسول الله (ص)؟ فكلّموه في ذلك، فقال رسول الله (ص) {انّما هلكَ الّذين مِن قبلكُم انّه كان اذا سرقَ فيهم الشّريف ترَكوه، واذا سرقَ فيهم الضّعيف أقاموا عليه الحدّ، وأيمُ الله لو كانت فاطمةُ بنتِ محمّد لقطعتُ يدَها}.
انّ التّمييز في الحدود، بداية نهاية النّظم، فهو اول اسباب هلاك المجتمعات، لانّهُ يخلق اسوء ظاهرتين في المجتمع؛
الاولى؛ ظاهرة الطبقيّة الاجتماعية، واحدةٌ يَسحقها القانون واُخرى تَسحق بالقانون.
الثانية؛ ظاهرة النفاق السياسي والحزبي، فعندما يشعر الناس ان الانتماء الحزبي او السياسي يحميهم من القانون تراهم ينتمون الى الاحزاب الحاكمة ليس إيماناً منهم بها ابداً وإنما للاستظلال بها ضد القانون.
فما الذي تشرعنه لنا قصة رسول الله (ص) مع الصحابي عكاشة بهذا الصدد؟.
في الحلقة القادمة سنعرف ذلك باذن الله تعالى.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45645
Total : 101