Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كل وطني غيور ، هو مثقف بالضرورة !!
السبت, نيسان 19, 2014
ثامر عباس

إذا ما تجاوزنا تحديد الصفة النوعية لرهط الأدباء والكتاب والفنانين ، فالغالب أن يتشكل في ذهن العامة من الناس انطباع مفاده ؛ إن كل من حاز على مؤهل أكاديمي متوسط أو عالي فهو مثقف بالضرورة . أي بمعنى آخر إن كل من اسحق لقب المثقف وتمتع بهالته الاعتبارية ، لا بد أن يكون قد تخطى مراحل تعليمية متقدمة ، منحته الجدارة الشخصية والأهلية المعرفية لأن يتبوأ هذا المقام السامي . بحيث أفضى ذلك – بالتقادم والتعود - إلى اختلاط فكرة الثقافة بدلالة هدف التعليم من جهة ، وسهل ، من جهة أخرى ، عملية انزياح قيم الأولى إلى حقل الثاني ، والعكس بالعكس . والراجح إن هذا الاعتقاد الخاطئ مبني على تراث متقادم ، كرسته أنماط من الفلسفات الاجتماعية والإيديولوجيات السياسية المعنية بشؤون بلدان العالم الثالث ، لاسيما تلك التي كانت رائجة إبان عهود مقارعة الاستعمار الغربي وحتى لفترات ما بعد الاستقلال . وذلك من منطلق دعاوى حمل شعوب تلك البلدان على محاربة مظاهر الأمية الأبجدية والثقافية بسلاح التربية والتعليم ، والقضاء على التخلف الاجتماعي والتأخر الاقتصادي بتبني الأفكار القوموية واليساروية . وبصرف النظر عن الصخب والضجيج الإعلامي الذي يحاول البعض إثارته حول دورهم الشخصي في رسم وتحديد مسارات الثقافة العراقية – حتى ليخال لك إن قائمة للثقافة لن تقوم ، ما لم تحمل بصمة هؤلاء الأدعياء – إلاّ إن أحدا"من ذلك البعض ، قلما ألزمته الضرورات المعرفية والمنهجية لإعادة النظر بنمط الأفكار والتصورات ، التي اعتاد أن يحملها عن المعاني المفاهيم والمصطلحات المتداولة في لغة التخاطب اليومي عن مثل ؛ الثقافة والهوية والشخصية والوطنية . ناهيك عن اهتمامه بطرح الأسئلة المتعلقة بالماهية الدلالية التي تفصح عنها وتحيل إليها مثل تلك المفاهيم والمصطلحات ، بالاستناد إلى طبيعة السياق التاريخي الذي تشيع في إطاره ، ومستوى الحراك الاجتماعي الذي تعبّر عن جدلياته . ولذلك شاعت بين أوساط الخاصة والعامة انطباعات وتصورات خاطئة مؤداها ؛ إن شأن الثقافة يقاس بمستوى التعليم الجامعي العالي ، وان اعتبار المثقف يتحدد بالمرحلة الدراسية المتقدمة . أي بمعنى أن لكل مستوى دراسي معين ، نمط من الثقافة مواز له ومعبر عنه ، بحيث تبدو ثقافة الأستاذ الجامعي – وفقا"لهذه العلاقة المقلوبة – أرفع من ثقافة الشخص الذي لا يمتلك مؤهلا"مماثلا"، حتى وان ثبت أن هذا الأخير يبزّ الأول في مجالات ؛ سعة الاطلاع وتنوع المعارف وقيمة الإبداع . وهو الأمر الذي استتبع تهميش العديد من المثقفين (العصاميين) - ممن شهدت لهم المنابر الثقافية غزارة الإنتاج وجدارة الإسهامات – واستبعادهم عن دائرة التأثير الفكري ، وعزلهم عن محيطهم الثقافي ، وإقصائهم عن ممارسة دورهم التنويري . لا لشيء إلاّ لأن ظروف خاصة وأوضاع معينة حالت دونهم والحصول على مؤهلات علمية عالية ، في حين إنهم في مضمار توليد الأفكار وإنتاج المعرفة ؛ لا يأتون بالجديد ولا يصوغون الحديث منها فحسب ، بل وكذلك يتبنون منها الأكثر جرأة في مضمار النقد العقلاني ، والأشد إنخراطا"في ميدان المساءلة الوطنية . هذا من جانب ، أما من جانب ثان ، فانه نادرا"ما أخذت بعين الاعتبار مسائل الانتماء للمجتمع وقضايا الولاء للوطن ،عند إسباغ هالات التكريم والتعظيم على هامات من يصنفون ضمن شريحة المثقفين ، ليس بالاعتماد على ما يتوفر عليه المعني من وعي وطني وحس إنساني ، وإنما بالاحتكام إلى ترتيب المراحل التعليمية التي تخطاها ومستوى الشهادات الدراسية التي حازها ، وهو الأمر برهنت مآسي الواقع العراقي على بطلانه وعدم صوابيته . فكم من استاذ جامعي استثمر تحصيله العلمي واستغل شهادته العليا لضمان مصالحه الشخصية ، حتى وان تقاطعت مع مصالح الوطن وتناقضت مع حاجات المواطن ؟ . وكم من كاتب وظف قدراته المعرفية لتأمين منافعه الذاتية ، حتى وان ألحقت الضرر بمظلومة ثقافته الوطنية ، وتسببت بإضعاف كيان شخصيته الاجتماعية ، وساهمت بتآكل معمار هويته العراقية ؟. ولعل هناك من يأخذ علينا اعتبار إن مجرد الإحساس بمشاعر الولاء للوطن والانتماء للوطن ، كفيلة بإسباغ هالة الثقافة على الشخص المعني وإحاطته بغار الإبداع الأدبي ، وهو ما تكذبه المئات - إن لم تكن الآلاف - من الحالات المعاشة ، التي تؤكد إن الفائض من تلك الأحاسيس والمشاعر النبيلة ، ليس بالضرورة أن يكون مصحوبا"بوهج الوعي وشعلة الثقافة . والحق إن هذا الاعتراض وجيه جدا"لو كان مفهوم الثقافة يندرج ضمن منظور العامة لها ، حيث كل من يستطيع التعبير عن رأيه بطريقة الكتابة أو الخطابة ، ولا بأس أن يكون ذا تحصيل دراسي جامعي أولي أو متقدم ، يستحق أن يقال له وعنه وحوله مثقفا"ويدرج بالتالي ضمن شريحة النخبة ، دون اعتبار لبقية الشروط والمواصفات التي لابد من توفرها بالمرء حتى ينال هذا الشرف الرفيع . والحال أن مفهوم الثقافة من السعة والغنى ليس من الحكمة ولا من

الصواب حصره وتضييق نطاقه ضمن هذا التصور الدارج والفضفاض ، بحيث يصبح كل من هب ودب بطلا"من أبطال من الثقافة . فشرط الثقافة لكي يتحقق في شخص ما لابد أن يكون هذا الأخير على قدر كاف من الوعي الاجتماعي ، بحيث يستطيع إدراك الحلقات الضرورية في سلسلة الجدلية الاجتماعية ، التي بالاستناد إليها وعبر مراعاتها يحقق المجتمع المعني نصاب وجوده كمعطى حضاري / إنساني ، لا كمجموعة غفل من الكيانات المتصارعة والعلاقات المتقاطعة ، هي اقرب إلى الطبيعة الفجة منها إلى الثقافة الراقية . ولكي لا أطيل فأقول ؛ صحيح إن التعليم بكافة مراحله ومستوياته ضروري ضرورة قصوى ، لاختصار الفواصل الزمنية والحضارية ما بين الجلافة والثقافة ، بيد أنه لا يعدو أن يكون سوى سبيل واحد – وليس الأوحد بالتأكيد – ضمن مجموعة نوعية أخرى من السبل ، التي يفضي إتباعها إلى بلوغ ذلك المأرب العزيز . وعندي – إن كان لي عند كما قال الجاحظ رحمه الله – إن شخصا"يعاني الأمية الأبجدية ولكنه يعي تماما"إن سيادة الأوطان هي أسمى من كرامة الأحزاب الفئوية ، وان وحدة المجتمعات هي أسمى من شراذم العصبيات الطائفية . أقول إن شخصا"بهذا المعيار الوطني والأخلاقي لهو عندي أفضل وأنبل مئة مرة من جميع السياسيين الطارئين ، وأدعياء الثقافات التحتية ، وحملة الشهادات الجامعية المزيفين ، ممن فرختهم مؤسسات التعليم الأهلي والديني بكل أسمائها وخلفياتها – ولك أن تسمي ما شئت من الألقاب والأوصاف – لاسيما ممن يقدم نفسه سابقا"ويسوقها حاليا"كمرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة ، عبر دغدغة غرائز الناخبين والمتاجرة بحاجاتهم المشروعة وغير المشروعة ؛ إن من حيث تقديم المال الحرام والهدايا الملوثة بدماء العراقيين ، أو من حيث قطع الوعود لهم بان تعيين أبنائهم ضمن مؤسسات الدولة ، وتلبية نزعاتهم القبلية والطائفية والقومية ستكون في صدارة برنامجه الانتخابي ، كما لو أنه يمتلك شركة تجارية خاصة يراهن على توزيع أرباحها المقبلة بين المستثمرين ، وليس باعتباره شخصية عامة مؤتمنة على مستقبل بلد ومصير شعب ، فضلا"عن كونه منتدب للحفاظ على وحدة التاريخ والجغرافيا والثقافة والدين والهوية .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44763
Total : 101