Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
لاءات الآخرين ونعمنا(*)
الجمعة, أيلول 19, 2014
صالح الطائي

 

الـ(لا) و(النعم) كلاهما موقف، تبنى عليه الكثير من القناعات والنتائج، ولذا تراهما لا تخرجان من فم العاقل إلا بعد مخاض فكري عسير، يكون عادة مصحوبا باللوعة والوجع، في وقت نجدهما عند بسطاء الناس وعامتهم لا تختلفان عن أي كلمات أخرى، يتلفظ بها في حياته وفي تعاملاته اليومية، تخرجان دون أن يحسب آثارهما.

فالـ(لا) و(النعم) تكادان أن تكونا أداتا الحسم على المستويات الشخصية والدولية والعربية والمحلية العراقية.

فعلى المستوى الشخصي أخذت الـ(لا) جانب التحدي في التعامل، وبات من ينطقها في نظر الكثير من الناس أكثر شجاعة من صاحب (النعم) ربما لأنها الخيار الأصعب. والتحدي الذي تمثله الـ(لا) لا يقف عند حدود بعينها، فهو أوسع كثيرا مما نعتقد، فهي عند الكرام بعدا أخلاقيا تترجمه الأعمال، فاسمع إلى الفرزدق كيف يصف كرم الإمام زين العابدين (عليه السلام) من خلال توظيف كلمة (لا) في ميميته المشهورة:

لم يقل لا قط إلا في تشهده

لولا التشهد كانت لاءه نعم

وعلى مستوى الشعوب الأخرى كانت (لا) الأمريكية السوداء "روزا باركس" التي أطلقتها عام 1955 قد نجحت في رفع اللوحات التي كانت تعلق على أبواب المحال التجارية والمطاعم مكتوب عليها(ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود) إذ أطلقت لاؤها ثورة استمرت لمدة 381 يوما ، إلى أن تم إلغاء قانون التمييز العنصري في أمريكا.

أما على المستوى الدولي فلطالما وقفت الـ(لا) حجر عثرة أمام أخطر القرارات المصيرية وتحكمت بنتائج غاية في الدقة، ولاسيما منها (لا) الفيتو في مجلس الأمن الدولي. فالـ(لا) و(النعم) كلاهما تحكمتا بمسار السياسات الدولية، وبهما شنت حروب، وعقدت اتفاقيات سلام، وجوعت شعوب، وتنعمت أخرى، واستعمرت أمم وتحررت أخرى. وبهما قامت حضارات وسقطت أخرى، وسفهت ثقافات وسُيدت تفاهات، وبالتالي أصبحتا من أخطر الكلمات المتداولة، لأنهما على اتصال مباشر بكل ما يهم الأمم شعوبا وأوطانا، ولذا تعاني الأمم كثيرا في أوقات المخايرة بينهما؛ لاتخاذ الأصلح موقفا بوجه قرار مصيري، لأن الـ(لا) قد تعني أحيانا كل ما يخص مصير الأمة و(النعم) قد تقود الأمة إلى العبودية أبد الدهر.

أما على المستوى العربي فقد خدعت الـ(لا) الجماهير العربية أكثر من مرة من خلال الاستخدام الخاطئ، فهي تخرج عادة من أفواه الزعماء ولها ألف معنى، إلا معناها الحقيقي، فهي تبدو ظاهرا وكأنها حقيقية رافضة، ولكنها في السر ألف نعم، "فالقوم في السر ليس القوم في العلن". وتكاد قصة اللاءات الثلاث أن تكون أشهر قصص الـ(لا) الزائفة في التاريخ العربي، هذه اللاءات كانت النتيجة التي خرج بها مؤتمر القمة العربية الرابع الذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم في 29 آب 1967 على خلفية هزيمة حرب الأيام الستة عام 1967 وسمي بمؤتمر قمة اللاءات الثلاث، وهي: "لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض مع العدو الصهيوني؛ قبل أن يعود الحق لأصحابه". ثم ما لبثوا جميعهم أن صالحوا واعترفوا، ولم يتفاوضوا ليس لأنهم ثبتوا على لائها، وإنما لأن الطرف الآخر يعتقد أنهم ليسو أهلا للجلوس قبالته، فهو يأنف أن يتفاوض مع مهزوم.

وأما على مستوى العراق، فإن (لا) الأمس بكل مساوئها؛ أسست إلى (لا) اليوم. واليوم بعد هزيمة كل لاءاتنا التاريخية بات من الضرورة بمكان أن نعيد تقييم مواقفنا، ونتخذ مواقف جادة من مسألة الاختيار بين الـ(لا) و(النعم) لأن المواقف الخاطئة السابقة تسببت في تأخرنا وانقسامنا وتشتتنا وضياع مبادئنا وقيمنا وإيماننا بديننا وبأنفسنا وبأمتنا، ولكننا للأسف الشديد نجد العقليات التي تسببت في هزائمنا التاريخية بفعل (لا) غبية خرجت في لحظة غضب، تكرر نفسها، وتفرض وجودها، وتتحكم بشعوبنا وبلداننا رافضة التغيير، أو مغادرة تلك المراكز الخائبة التي كانت سبب ويلاتنا، وإلا بربكم كيف تقارنون بين الـ(لا) التي قالها السيد مسعود البرزاني بوجه الوحدة العراقية من خلال تهديده بالانفصال عند كل خلاف يقع مع حكومة بغداد، مع الـ(لا) التي قالها الشعب الاسكتلندي يوم 18/8/2014 رافضا الانفصال عن المملكة المتحدة والتحرر عنها.

ما المقومات التي سوغت للسيد مسعود التفكير بالانفصال وهو لا يملك أقل من قليل ما تحتاجه الدول لكي تقوم وتثبت، لدرجة أن الإقليم الذي يحكمه أصبح عرضة لاحتلال (داعش) التي رابطت على حدوده؛ لولا تدخل القوات العراقية والأجنبية التي زحزحت داعش بعيدا؟ كيف ستخدمه الـ(لا) التي يلوح بها بوجه حكومة بغداد وهو لا يمثل شيئا للعراق، ولا يسهم في ميزانية البلد بقدر ما هو عبء عليها، ولا يمكن أن يستمر وجوده بدون دعمها؟ وهل ممكن أن يفيد من درس وتجربة اسكتلندا التي رفض شعبها المثقف الواعي الانفصال عن المملكة المتحدة، بالرغم من أن علاقته بها كانت من نتائج ومخلفات عصر الاستعمار؟ فالمعروف أن المملكة المتحدة دولة اتحادية تتكون من أربع دول، هي: إنجلترا، أيرلندا الشمالية، اسكتلندا، ويلز، تخضع إلى نظام برلماني وحكومة مركزية مقرها في العاصمة لندن، مع وجود حكومات محلية في بلفاست عاصمة ايرلندا الشمالية، وفي كارديف عاصمة ويلز، وفي ادنبره عاصمة اسكتلندا، ذات الحكم الذاتي الداخلي. وهذه الدول مرتبطة دستوريا بالمملكة المتحدة وليست جزءاً منها.

وفي الوقت الذي كان فيه موقف الحكومة العراقية من انفصال الإقليم موقفا باهتا لا يرقى إلى مستوى المسؤولية، لأن البقاء والانفصال لا يرتبطان بمصير البلد، استخدمت بريطانيا كل الوسائل المتاحة لمنع انفصال اسكتلندا عنها، لأنه سينزلها من المركز الأول في تصنيف الإتحاد الأوربي إلى المركز الرابع ، وستخسر موارد اقتصادية كبيرة جدا، لأن اسكتلندا تعتبر سلة غذاء الاتحاد الأوربي، وفيها زراعة متطورة وإنتاج زراعي وفير يسد احتياجات المملكة المتحدة، ويصدر الكثير منه إلى أوربا، وفيها شركات للصيد البحري تنتح أكثر من 25% من مجموع الثروة السمكية للإتحاد الأوربي، ويمثل احتياطيها من النفط نسبة 60% من الاحتياطي الأوربي، وفيها مركز محاكاة عملية التنقيب عن البترول هو الوحيد في العالم كله، يوفر ملايين الدولارات، وفيها الكثير من الخيرات الأخرى التي تفتقر إليها المملكة وجميع الاتحاد الأوربي، بمعنى أنها تملك كافة مقومات الدولة الحديثة، وكان متوقعا أن يصوت الشعب على الانفصال في الاستفتاء الذي جرى يوم 18/9/2014، ولكن هذا الشعب المثقف الواعي المدرك لمصالحه ولمستقبله ولخطورة الوضع الدولي، ولأهمية التحالفات الدولية، فاجأ العالم كله بتصويت أكثر من 60% منه بـ(لا) للانفصال، مقابل 30% كانوا يرغبون بالانفصال، وهذا ليس لأنهم لا يريدون الحرية وتقرير المصير والاستقلال، وهي الحجج التي يتحجج بها الانفصاليون المطالبون بالانفصال، وإنما لأنهم بذكائهم وحسن تدبيرهم أدركوا أن حريتهم واستقلالهم ومصيرهم مرتبط بتحالفهم مع المملكة المتحدة. ولا أدري لماذا لا يفكر السياسيون الأكراد والشعب الكردي كما يفكر الاسكتلنديين، في وقت نراهم يقلدون الغرب في المأكل والملبس والسلوك والعيش وباقي الأمور.!

 

 

(*) هذا المقال ليس موجها ضد أحد ولكنه نفثة روح تحب أن يبقى وطنها موحدا بكل قومياته وأديانه ومذاهبه

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45981
Total : 101