Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج
الأحد, تشرين الأول 19, 2014
محسن لفته الجنابي

كلما طبخنا (دولمه) تنتشر الرائحة في الزقاق فتبدأ الحركة في المنطقة , عدت من رحلتي اليومية وقت الظهر ولم أكد أدخل حتى دُقّت بابنا , كانت جارتنا بثينة ذات الوجه (النوراني) المدوّر تطبق بأيديها على عبائتها من منطقة الرقبة , ما أن رأتني حتى رفعتها الى الحنك , داهمتني بسلام أزال الكآبة التي لازمتني منذ آخر نشرة أخبار بعبارتها (شلونك خويه) , عبارة سحرية تبرّد أكبر مفاعل نووي , كنت منزعجاً من كل شيء وللأنصاف فأن نشرة الأخبار لم تكن مصدر الأزعاج , فالأزعج منها الذعر الذي نشره نظرائنا القلقون يوم أمس على صفحات التواصل في حالة هيستيرية تجعل أشد الرجال يُمسخ قطّاً ثم فأراً وبالعكس يحصل ذلك مرات عدة في الساعة الواحدة , نشروا في كل مكان عبارة (بغداد أحسن من أربيل) , هلل لهم أهل بغداد و أغتاظ منهم أهل الشمال وبدأ النقاش ثم السجال وبعدها المعركة , كانت فرصة لهواة القمار والميسر للتحرش بحرس التقاليد المتوثبين كما الوشق فنشر الخليعون على الفور (بغداد أحسن من لاس فيغاس وأفضل من شواطيء العراة في فلوريدا) , صارت حينها معركة أستخدمت فيها كل الشتائم والمقذوفات التي لايمكنني ذكرها , ولم يصمتوا حتى سمع الأمريكان بذلك فتوقفوا عن قصف داعش , بل أنهم حاولوا الأنتقام برمي الأمدادات لهم بالخطأ , فأمريكا أيضاً لم تسلم من داء الشتم والمقارنة والفخر , أكثر من شخص أعرفه أطلق عليهم لقب (نغوله) ونحمد الله أنهم لم يسمعوا , وقبل (مهاويلنا) قال الملا عبّود الكرخي (بغداد مبنيّه بتمر) فأعتبرها الأنكليز شتيمة سببت للأول معاناة طول العمر , وغيرهم وكانوا خجلين يحاولون أرتداء ثوب الأم تيريزا , كتبوا (بغداد بخير) وسكتوا ! , وهي بخير فعلاً فلماذا تكتبونها, هل هي مناغاة للعصابات كي يأتون لقتلنا , أم كلمة سر متفق عليها لفتح الطريق أمامها , أراها تشبه كثيراً عبارة (أخواننا) حين يطلقها المسعورون في وقت يقتلون عشرين في مكان وثلاثين في مكان آخر من ربوعنا , إن كنتم أخواناً فمن قتل الآلاف المؤلفة , الجميع يعرف أن لكلمة (أخواننا) تكملة هي (مشعولي الصفحة) يهمسون بها مع التكبيرات التي هجّرت العصافير وأضاعت الثقة , (ذاك الصوب) و (هذا الصوب) كل يذبح الآخر دون رحمة , أغلب الحملات متشابهة , ذكرتني حملتهم بنكتة (هد ثويره وأجاني) تلك التي حصلت مع الأعرابي حين رأى في طريقه حيزبون مغناج غانية وكيف أتهمته بأنه (يحاول) أغتصابها , ترادف نكتة أخرى عن أمرأة (من أيّاهم) قابلت حامل الدجاجات و(السطلة) أغلبكم يعرفها , ليست سوى مفردات أستهلكت وفقدت قيمتها , كما حلمنا في بلد (طبيعي) ذلك الحلم الذي تبخر على يد فطاحل الكذب الأحمر المعتاش على الدم والمدام بالصلف الرجراج الزئبقي , ومًن لم يمت بالذبح مات بكذبةِ , داعش (كومبارس الزومبي) معهم كم المعضوضين المتغلغلين في عمق المجتمع أبتيلنا بهم بعضهم بثوب الذباح واضح نعرفه والبعض متخفي بثوب المتثيقف المنقوص المرتزق , مستشفيات الأرض لا تكفي لهم , أصغرهم يحتاج محمية صحّية مع رحلة نقاهة لاتقل عن مئة سنة , وهل تصير الوحوش ملائكة , أين أطباء النفس و علماء مجتمع , نحن الربع الخالي من العلاج بعد أصابة الأغلبية بالعقم الفكري , هل يمكن أن يهزم بلد تعداده ثلاثون مليوناً وأكثر على يد حشرات مؤذية , مالكم تجارونهم في فكرهم , لو أخذنا بتلك الأخبار التي تنشرونها سأقابلكم بتبني فكرة أخطر منها , وهي أن وباء أيبولا سيجهز على الكوكب يوم غد , هل تستسلمون يا من تملكون العقول التي تهزم كل التحديات أولها أخطرها , لاتكونوا مجرد بيادق فارغه تملئونها وفق مايشتهي الجاهل المتوحش , رسالة ليس لها محل عند المسوقين للرعب بين أهلنا لكني أصر على أرسالها , وبعدها دعوني أعود الى جارتي بثينة كدت أنسى وجودها وتركتها واقفة , عفواً سيدتي تفضلي , طلبت ماعون (دولمه) متذرعة بأبنتها غفّوره فقد خرج الأمر عن السيطرة بمجرد أن شمّت المذكورة الرائحة الصادرة من منزلنا , وأسترسلت بخجل (حلفت ماتاكُل الا منها) وأن (طبخكم للدولمه) فيه نكهة لاتوجد في كل مأكولات المنطقة , أصابني الأطراء مقتلاً كما كل العراقيين الـ (مشايفين) فأنا لا أعرف من الدولمة الا أكلها , صرت على حين غرّة من الموغلين في أسرارها وبعد أن تنحنحت أنتهزت الفرصة وجهزت نفسي لألقي خطاباً تاريخياً أشبع به بعض أمراضي المزمنة , أسمعي أم غفران , كنا نجلب (السلق) من بستان جدّي حسن (مو حنش) من (بزايز) اليوسفية وبعد أن أستولى عليه صالح الداوود صرنا نشتريه من علوة الرشيد , أما البصل فهو من (الحلة) نجلب منه (كَونيّه) أم قلم الأحمر مرة بالشهر , والبهارات من الشورجة قصتها لوحدها فلم ,أذهب أليها راجلاً وقبلها بيوم أتمرن , فأقرب موقف للسيارات يبعد عنها (ثلاثة كيلومتر) في ساحة الوثبة , حتى الملح نجلبه من منطقة على الطريق الدولي تخرجه نساء رشيقات ليس لديهن (كرش) , أما دبس الرمّان فنعصره من رمان (شهربان) مباشرةً , عندي صديق قديم .. , أما اللحم .. أما الخضرة , لا أعرف كم مضى من الوقت وأنا أتفلسف أمام تلك المسكينة التي تأففت عشراً , وراوحت عشرات وهي تغيّر مكان أرجلها , حين غادرت كانت مسرعة وكأنها سجينة أطلق سراحها , ربما أخذت (الدولمه) أو لم تأخذها , وهكذا يا أحبتي وبسبب مرض الفخر وهواجس الشعور بالنقص ورغم أني نطقت بالحقائق , تسرب الضجر الى محدّثتي فضاعت مصداقيتي مع جارتي , وأنا على يقين بأنها كرهت (الدولمة ) ورائحتها وأهلها , أنا أعرف وأنتم تعرفون لكننا للعقلانية لا نخضع و للآن لم نبدأ , لا تذهبوا بعيداً أحبتي , عن أكلة (الدولمة) أتحدث .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44451
Total : 101