Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الخلوة سنة الأنبياء ودرب العارفين
الأحد, تشرين الأول 19, 2014
د. مصطفى يوسف اللداوي

 

الوحدة والخلوة حاجة، بل هي ضرورة، فهي علامة صحة لا دليل مرض، وهي إشارة ايحابية على الصدق والإدراك، لا علامة على الانطوائية والانعزال، وهي عادةٌ يمارسها العقلاء، ويلجأ إليها الراشدون الواعون، في الوقت الذي يتجنبها ويبتعد عنها اللاهون العابثون، ولا يقدرها المستخفون الماجنون، وهي عادةٌ يحرص عليها الصادقون، ولكن يخاف منها المخطئون، فلا يلجأ إليها إلا الجادون.

الخلوة تلزمنا من حينٍ إلى آخر، لنكون فيه وحدنا مع أنفسنا، لا يشاركنا أحد، ولا يؤثر علينا آخر، لنكون فيها نحن كما نحن، على طبيعتنا وسجيتنا، وبأشكالنا وهيئاتنا، وبوجوهنا المجردة، الخالية من المحسنات والمجملات، فلا زينة ولا خداع، ولا مظاهر زائفة ولا أقنعة ملفقة.

الخلوة تجعلنا لا نخاف من أحد، ولا نضطر إلى التظاهر والادعاء، ولا نخفي حقيقتنا، ولا نتعمد الإتيان بما يخالفنا، وهي تتيح لنا لحظات صدقٍ وصراحة، وفرصة للمكاشفة والوضوح، فلا نخشى ردة فعل الآخرين، ولا نحسب حساباً لآرائهم، ولا نضطر لمجاملة صديقٍ أو رفيق، ولا لنفاق قويٍ أو كبير.

الخلوة ضرورة ليسمع الإنسان من نفسه، ويتحاور معها، ويسألها ويحاسبها، ويعاقبها ويوبخها، ويقسو عليها ويعنفها، ويحقق معها أحياناً لمعرفة الحقيقة منها، والوقوف على أصل الأشياء التي تخفيها المظاهر، وتحول اللباقة والمجاملة والدبلوماسية والحرص على المظاهر والأشكال عن كشفها أو بيانها.

الخلوة فرصة للمراجعة والتوبة، ووسيلة للكف والندم، إذ لا أصدق من التوبة التلقائية، ولا أجدى من المحاسبة الذاتية، ولا أثبت من العلاجات النفسية، التي يلجأ إليها الإنسان بنفسه، ومع نفسه، دونٍ دفعٍ من أحدٍ، أو تحريضٍ من آخر، فهي توبةٌ بليلٍ وخفاء، لا يعلم بها غير الله وصاحبها، ما يجعلها قوية وصادقة، وفاعلة ودائمة، فلا يتهمها في صدقها أحد، ولا يشكك في جديتها آخر.

الخلوة تتيح لإنسان أن يكون قاسياً مع نفسه، وشفافاً معها، وقصدياً مباشراً، وقريباً ملاصقاً، فلا يجاملها ولا يداريها، ولا يخفي عليها ولا يخدعها، ولا ينافقها ولا يخاف منها، ولا يتردد في صفعها أو صدمها، ولا يعنيه مفاجئتها أو مباغتتها، ولا يكون مضطراً للتهيؤ للمسائلة والاستعداد للمحاسبة، ليتجنب الأخطاء، ويتجاوز السلبيات، ويخفي الأصول ويظهر خلاف الحقائق.

ليس مجنوناً ولا مخرفاً ذاك الذي يجلد نفسه، ويحاسب ذاته، ويجلس معها في غرفةٍ مظلمةٍ، أو في مكانٍ نائي، وحده بعيداً عن الناس، يرفع صوته عليها، ويشكك في صدقها، ويتهمها في نواياها، ويكشف حقيقة خباياها، ويدينها ويحاكمها، ويفرض عليها شروطه وأحكامه.

وليس مجنوناً من يعاقب نفسه بحرمانٍ من طعامٍ، أو منعٍ من نومٍ، أو إكراهٍ على ما لا يحب، أو إجبارٍ على ممارسة أعمالٍ مرهقة، والقيام بمهامٍ متعبة، أو معاكسة النفس ومخالفتها، فيوقظها فجراً أو في جوف الليل، أو يسحبها من فراشٍ دافئٍ في ليالي البرد القارص، أو يخرجها في الشارع تحت المطر، أو يوقفها عن طعامٍ شهيٍ لذيذ، أو يمنعها عما تحب من المأكل والمشرب والملبس، عقاباً وتأديباً، ومحاسبةً وتعزيراً.

الخلوة وقفة مع النفس، وسؤالٌ للذات، وطريقة للنقد، وبابٌ للاستحسان، ووسيلةٌ للمحاكمة والعقاب والجزاء، وهي منهج الصالحين، وسلوك العارفين، ودرب الحكماء والعاملين، وتقليد الواعين المدركين، وعادة المبدعين والناجحين، وهي سنة رسول الله محمدٍ الأمين، وفطرة الأنبياء من قبله والمرسلين


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45407
Total : 101