Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المجتمع ومحفظتي
الاثنين, تشرين الأول 20, 2014
علي المدهوش

وَصلتُ متعبآ للبيت بعد يوم شاق من العمل ، وقبل أن التقط أنفاسي وُأغير مزاجي وملابسي، خَيمتْ على أجواء المكان أبتسامة عريضة وكلمات إطراء ومديح مصحوبة بنشاط وخفة حركة من قبل ( وزارة الداخلية)، وهي تُقدم لي قدح ماء تمتزج معه عبارت:( هني ومري، عافيات، يابعد بيتي)!!،
توقفتُ عن شرب الماء بعد أن غصصت به غصآ، وشعرتُ بأن الفأر أخذ يلعب في مخيلتي قبل جيبي، من هذه المقدمات التي تُنبآ بأن وراء الاكمة ماوراءها!!،
وكما هي العادة لم يتأخر الوقت ، حتى وجدتُ نفسي داخل السيارة منتظرآ وزارة السياحة، أقصد الداخلية لزيارة بيت أخيها بناء على تلك المقدمات التي أُعُدَ لها سلفآ، وماهي إلا لحظات حتى ركِبت أم العيال مستبشرة فرحه، والمزاح والنُكته لم تفارقها طوال المسير بأتجاه بيت أخـيها، وأنا أقول بسري.( يارب دومآ أهلي بهذا الحال، ولكنني أعرف أن الأمر مؤقتآ وما أن نرجع للبيت حتى ينقلب الطابگ طبگ!!؟ لأن دوام الحال من المحال)،
والذي أعادني من شرود ذهني، تلك القرصة القوية التي تعرض لها كتفي الأيمن مع صوت عال:( شنو وين سارح ؟،ماكو شي،!! فتتْ شارع بيت أخويه يابه؟،آخ منكم يلرياجيل!!)،
وبأرتباك مع أفتعال أنني مسيطر على الوضع عدت أدراجي الى الطريق الصحيح، وبعد وصولي الى عتبة باب الدار حصرآ، لكي تنزل معالي الوزير لبيت أخيها، نسَت المدام أو أهملت رفع ( جَامة) السيارة حين نزولها، 
وكان الوقت ليلآ والشارع بلا أضاءة فلم التفت ورفعت ( جامتي) فقط، بعد أن وضعت محفظة نقودي داخل السيارة. لكوني أتضايق منها في الجلوس ، ببركة ما نلبس هذه الأيام من ملابس نضطر فيها لمسك الأشياء بأيدينا ، لكونها أما ضيقه أو بلا جيوب ، عموما ترجلت من السيارة قافلآ لأبوابها بزر التحكم المحمول بيدي،داخلآ لبيت نسيبي كخط ثان لأن الأهل دخلوا مسرعين دون الألتفات الي، وكأنها ( مامصدگه) بأن تزور بيت أخيها الذي أن تأخرت عن زيارته فيكون ليوم أو يومين لا أكثر!!؟، تجاذبنا أطراف الحديث مع خال الولد، وأخذ منا التحليل السياسي للوضع الراهن ماخذآ ، ولاسيما وطبيعة الفرد العراقي يجد نفسه في التنظير والفلسفة في كافة المجالات وكأنه ( بس هوه وبس)،أما نصفي الأخر فكان غارقآ في السوالف مع نظائره وفي عالم أخر لاتدري الدنيه (طشت لو رشت)، وكأنها لم تلتقي بحبايبها من شّته العام الفائت!!،
مر الوقت وشارف منتصف الليل على الدخول، وشعرت بأن علي أتخاذ قرار تأريخي بالأستأذان والمغادرة، دون اللجوء الى أية أستشارة من أطراف أخرى، وفعلأ وبلا إسناد جوي تم ألأمر وخرجنا، يشيعنا أهل الدار الى محل وقوف سيارتي، وفي لحظة فتحي لباب السيارة قبل الوداع، وقعت عيني على محفظتي التي تركتها في السيارة، ولكنني وجدتها بمكان أخر!!، ومرمية جانبآ،
وبلا أدنى مقدمات تناولتها فاحصآ لها، والمفاجآة، وجدتها ( تصْفر) ولاقمري فيها، 
بأستثناء الهويات الثلاث التي بداخلها، وورقة صغيرة ، وضعتها سابقآ زوجتي ، مكتوب فيها:( لاتنسى أتجيب وياك خمرة ونومي بصرة)، بعدها فتشت جيوبها وأخاديدها ودهاليزها لعلي أجد شيئا متبقيآ فيها، فلم أفلح، بل أن اليد التي طالتها وصلت الى ( أبو الخمسة وعشرين دينار)، التي كنت أحتفظ فيها بأحدى الزوايا المظلمة من المحفظة منذ زمن بعيد، بعنوان مبلغ للطوارئ أو لغدر الزمان!!،وفي وسط ذهولي ومن هو بجواري، نادى علي أحدهم بأن نافذة الباب الأمامي للسيارة كانت مفتوحة، ولم تكن مرفوعة،فتيقنت بأن لصآ مد يده،وسرقها كما تسرق الكحله من العين، ولأول مره أترحم على لص وحرامي وسافل في حياتي، لأنه أخذ النقود فقط تاركآ المحفظة بمافيها من هويات رسمية، وأجزم أنه مد يده وأخذ مافيها من مبلغ وأستخرج الهويات ثم أنكسر قلبه علي، أو من الممكن أنه شعر بأن أخذ المحفظة بما فيها سيأزم الموقف عليه لأنه حرامي محلة وزقاق، عمومآ فالبرغم من سرقة كل مافي المحفظة من نقود إلا أنني شعرت حينها بأرتياح لأن الهويات موجودة والحمد لله، لأن الكل يعرف أن لدينا الأستعداد أن نُضيع أي شيء ، ولا يمكن أن نفكر بفقدان أحدى الوثائق او المستمسكات الرسمية يومآ من الأيام ،للروتين والتعقيد وصعوبة الاجراءات في مراجعة دوائر الدولة، وهناك أمرآ أخر أستوقفني في هذه اللحظة التأريخية، وهو الواقع الأجتماعي الذي يتطلب منا أن نحمي أنفسنا وأموالنا دومآ وفي كل زمان ومكان، لأنني لم أتعرض للسرقة طوال حياتي،بسبب حذري ونباهتي تارة وحسن حظي تارة أخرى، ولكن ما أن نسيت نافذة أحدى أبواب سيارتي مفتوحة في لحظة معينة تمت سرقتي في الحال!؟،وكأن الناس على وضع أستعداد للسرقة وفي كل الأوقات، وتشعر بأن الوازع الديني لم يكن ضعيفآ بل مغيبآ تمامآ، وأن حركة المجتمع تتحمور وتتقيد بالأعراف والتقاليد والأحكام المترتبة عليها من خوف وردع عشائري أو قانوني أو عرفي، بعيدآ عن الحلال والحرام والخوف من الله، هذه أسئلة أخذتها وأدخلتها في محفظتي الفارغة لعل أحد اللصوص يهتدي لسرقتها وبما فيها وللأبد.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44584
Total : 101