Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
إشكال .
الخميس, تشرين الثاني 20, 2014
هاني الحطاب

حينما يشكل علينا أمر ما فماذا يعني ذلك ؟ أن ذلك يعني جملة أمور لعل في مقدمتها ، أن ليس من حقنا أصدر حكم ، أو قول أي شيء حتى تتضح الأمور وأن يصبح الأشكال مشكلة . فلا شك أن الأشكال ليس هو مثل المشكلة ، فالمشكلة غالباً الحل لها متيسر إذا توفرت بعض الأدوات والعوامل ، فهي مشكلة لنقص في الإمكانيات أو الأدوات وحينما تحضر تلك الأدوات تكون المشكلة قاب قوسين أو أدنى من الحل . غير أن طبيعة الأشكال ليس في نقص الإمكانيات أو الأدوات فقد تكون كل هذه متوفرة ومع ذلك يبقى الأشكال قائم . فالأشكال من طبيعة مختلفه . أنه من طبيعة فكرية . فيه تتداخل الحدود ، وتغيب البداية . ولا يعرف المرء من أين يبدأ ،إذ يشكل عليه الأمر . وقد تتحول المشكلة إلى أشكال ، حينما تطور وتزداد تعقيد ، ولكن حينما يتحول الأشكال لمشكلة يكون قد وجد الطريق لحل تشابكه وتعقده وتداخله ، وبات الحل متيسر لا يحتاج سوى الأدوات والإمكانيات . وعادة ما ينشأ الأشكال من المشكلة التي تهمل ولا تتدارك في وقتها ، فتداخل حدودها مع حدود مشاكل آخرى فتغدو جملة مشاكل متداخل في ما بينها ، حتى تصبح في النهاية مثل عقد غوردياس ، تلك العقد التي لا تحل إلا بضرب سيف ، كما فعل الإسكندر المقدوني مع تلك العقدة ، وتسير له من ثم فتح آسيا كما تنبأ العرافون بان من يحل عقدة غوردياس يفتح آسيا . وإذا كان الأشكال من طبيعة فكرية ، فهذا لا يعني أن لا صلة لها بالواقع ، ولا ينشأ منه ، فأشكالات الواقع هي التي تفرض إشكالية الفكر . وإذا من عادة الفكر أن لا يسلم لتعقيد الواقع ، فحينما يصل هذا التعقيد إلى أوجه ، يعمد الفكر لتفكيكه ويعيده لنقطة البدء ، ليؤسس بداية جديدة . وحقيقة ، أن الإشكالات لها تاريخ طويل في تاريخ الفكر والواقع ، وجابهت بطرق مختلفة . ولعل صرخة أبو الحيان التوحيدي معروفة ، حينما قال لقد أشكل الإنسان على الإنسان . غير الأشكال الكبير حدث في تاريخ أوربا ومع ديكارت في تاريخ الفكر ، حينما رأى أن كل المعرفة التي تجمعت عبر التاريخ لم تفضي لطريق جديد ولم تحل التحدي الذي واجه البشرية وقتئذ وكل معرفة الماضي ما زادته سوى شك وحيرة ، لذلك أنطلق ديكارت ليؤسس نقطة بداية جديدة . هذا المأزق الذي واجه الفكر في هذه العصر عد من طبيعة أشكالية لأن الفكر للعصور الماضي وما تمحور حول فكر أرسطو إصبح عقبة في نتاج فكر أو الخروج من ذلك النفق الذي وجدت أوربا نفسها . فأرغمت ديكارت من ثم على التفكير في بداية جديدة فوضع كل التراث الغربي محل شك وتسائل وقام في تفكيكه ، ليبدأ من بداية جديدة . فالاشكالات تحرض الفكر على البحث عن طرق جديد حتى ولم تم هذا في وضع كل تراث البشرية محل شك وريبة . وهكذا يظهر لنا أن الشعوب الحية لا تحجم عن وضع معتقداتها وتراثها موضع التسائل وقت الأزمة لخروج منها . في حين نرى الشعوب الخاضعة لتراثها وتعاني التخلف تبقى تجتر أزمتها وتعيد تكرارها خوفاً من مس ما تعده من مقدساتها وتراثها . فحقيقة أن ما يسمى في المنطقة العربية تعيش أزمة أو أشكالية حادة يتداخل فيها العامل الاقتصادي مع الإجماعية والفكري والديني ، ولا يجروء أحد على طرح هذا الأشكالية على الفكر ، وإنما يركز فيه فقط على العامل الديني أو السياسي ويتناسى البعد الفكري والفلسفي والذي يحدد الأزمة الدينية والسياسية على حقيقتها . فكما قال هيجل ذات مرة أن الفلسفة تنشأ من الانقسام وغياب القوة الموحد لتعيد الوحدة لواقع المنقسم . ونحن في العراق أشكل علينا وضع الإنسان فيه . وهذا يدفعنا على التفكير فيه بعيداً عن وضعية الشيعي والسني التي يفسر بها سبب ذلك الأشكال الذي يعان منه العراق الآن فهذه الإشكالية أكبر بكثير من الانقسام الشيعي السني ، فهي توجد أبعد بما يجعل السني سني والشيعي شيعي لأن الإشكالية تستغرقهم معاً . فما يظهر على أنه مشكلة دينية إنما هو تعبير عن ماهو أعمق منها ، فالدين عادة يكون تعبير عن ظاهرة أعماق منه ، فالنفاق والذي يجب يفسر بعوامل واقتصادية واجتماعية ، يتخذ من الدين أداة في التمظهر ، فشيوع الدين ، بعد أن بعدت الشقة عن مصادر منابعه الأولى وتفجره ، وتمظهر بشكل الذي يظهر عليه في العراق يدل على استشراء ظاهرة النفاق التي يفقد الدين كل مسحة روحية باقية فيه . فشكالية العراق هي ليس في الدين كما تستثمر من قبل البعض بوعي أو بغير وعي وأنما هي في إنسانه الذي بات يرتدي كل الأزياء ويقوم في كل الأدوار . فالجهد يجب أن ينصب على تحليل ذلك الإنسان وسبره ، فما الخطأ وما العلة التي أصاب الإنسان العراقي أو قطاع واسع منه وجعلته سلعة رخيصة بيد القوى الشريرة من بعض دول الجوار لتتجار فيه وتنفذ مأربها بما يخدم مصالحها . ومن هنا يبدو صعوبة الأشكال وكأنه يعيد حيرة أبو حيان التوحيد في قوله لقد أشكل الإنسان على الإنسان . فأشكال الإنسان على الإنسان هو أشكل وليس مشكلة ، فعادة ما تكون مشكلة الإنسان مع نظام أو دولة أو علاقة الإنسان مع مجتمع وليس أن يشكل عليك فهم الإنسان في حد ذاته . أي لم يعد لك طرق موصلة لفهم ، وكأنه كائن غريب تصادفه لأول مرة . رغم أنك لك معه تاريخ مشترك طويل ، وعيش ومشاركة وصلة ، ولكن فجاءة ، تبدل كل شيء وتغير وانمحت كل العلامات والرسوم التي تعرفها فيه ، فبدأ خلق جديد ، ونشأة مستنأفة ، ومن عالم غريب . فصبح وجود ومعرفة أشكال . لا تعرف بأي طريقة وبأي منهج وسيلة يمكن لك أن تدخل إلى عالمه لتقديم حوار معه لكي تفهمه ويفهمك . فبات موناود مغلقة حد تعبير الفيلسوف الألماني ليبنتز . هذا الأشكال هو الذي يقف حال دون سبيل فهم ما يجري في العراق وفهم إنسانه . رغم أن الجهود كبير كلها تنصب على قضايا دينية وأجماعية وسياسية وأقتصادية وغيرها من العوامل ، ولكن الإنسان العراقي صانع المشاكل هو الذي يهمل عند تعليل ما يحدث في العراق ، فما يحدث في عرف الكثير هو إما نتيجة عوامل دينية أو سياسة أو إجتماعية والإنسان العراقية هو مجرد حامل وضحية لكل تلك العوامل .ولكن لو عاين المشكلة عن قرب ، لرأينا أن اغلب المشاكل التي تجري في العراق هي من صنع أفراد وليس نتيجة عقائد دينية ومشاكل سياسية أو اقتصادية ، افراد وشخصيات سياسية وفكرية هي التي تديم الوضعية في العراق . وهؤلاء هم من ينساق ورائهم أغلبية الناس ، وهذا يعني ، أن الجميع في العراق هم متعاونين على خلق تلك المشاكل ، أي أن هناك أشبه بتؤاط بين كل الأطراف ، الضحايا والجلادين ، سنه وشيعة ، وأكراد وغيرهم ، وهؤلاء هم بتؤاطهم المعلن أو المضمر جاءوا بداعش للعراق ، حتى يعطى للصراع زخم وقوة ولتوسيع دائرته . ومن ثم يدخل المثقفين أو الكتبة لتشويه وتعتم رؤية المراقب المحايد ومن يريد ما يفهم ما يجري في العراق . فينسب هذا الصراع فيه لقوى سنية وشيعة ليجعل منه صراع محلي بأسم قوى تاريخية غادرة المسرح من منذ فترة طويلة ولم تعد تستخدم سوى أقنعه لتبرير صراع المصالح . أن أشكالي ، أو لنقل كيف يمكن للمرء أن يتكلم أو يكتب إو يحلل بحيادية وموضوعية إذا لم يعرف على وجهه التإكيد من هي القوى المتصارعة فيه ومن تمثل ، وخوفاً من أن نذهب بعيداً في التأشير على كل القوى التي تقود الصراع في العراق كشخصيات وأحزاب والتي تحتاج لوقفة طويلة يظن بها فسحة المقال الذي نحن فيه . يلزم علينا أن نجمل ونختصرة لراحة القارئ وتوفير لجهدنا . ما نريد أن نقوله ، هو أن الإنسان العراقي العادي بات محصور بين كماش قيادته وداعش ، والذي يجد نفسه في النهاية منخرط في اللعبة العبثية البكيتية ( نسبة لصوئيل بكيت ) بحيث عند النظر في أعماق الأشياء أو الباطن نكون نحن العراقين الذين في الخارج ممن يتباكون على ضحايا الارهاب والدمار عما يحدث في العراق هي أن الكل متواطئة فيه، وتلعب لعبة الموت والدمار . فأنت مهما أجهدت نفسك في العثور كل الذين يقودون العملية السياسية يعز أن تعثر على مثل ذلك البريء الذي لا ناقه له ولاجمل ، سوى الإنسان العادي من يحب أن يعيش بدون مشاكل ، فيجبر قسم كبير منهم على المشاركة في اللعبة . فالعملية فيما يبدو لنا ، ويصنع أشكالنا ، ويغيم الرؤية ، هو ذلك التداخل بين كل الأطراف . وعليه ، فأن كل ما يحدث يبدو مجرد لعبة موت يلعبها الكل . وإنك لا يمكنً في النهاية أن تكون متعالي على الكل ، وتحدث بأسم شعب برئ لا وجود له . فجل قادة الشيعة والسنة هما جزء من الارهاب ولهم أكثر من صله به ، والشعب ، بشكل عام لا يملك حول ولا وقوة يجد نفسه في النهاية مشتبك بالعبة التي يفرضها قادته عليه . فالأشكال ، من ثم ، هو نتيجة تعقد الواقع العراقي وتعبير عنه . ومن هنا أشكاليتنا نحن ، وعجزنا عن فهمة والانخراط في مشاكله . لأنها تبدو لنا وكأنها أضحت من طبيعة خاصة . وليس مشكلة عامة تتطلب مساهمة الكل فيها . لذلك فمشكلتنا مع الواقع العراقي هو أشكال فكري ، أي أننا ما عاد يتبين لنا الخيط الأسود من الأبيض . رغم أن المعادلة تبدو من الخارج أن الشعب العراقي يتعرض لهجمة عاتية من قوى الارهاب الخارجي ، ولكن التحليل يكشف لنا سوء الفهم والوهم الذي نحن فيه ، ولذا علينا التروي قبل إصدر أي حكم والدفاع عن أي جهة . فما عاد الموقف مع الحكومة يختلف عن الموقف مع داعش ، فداعش والحكومة العراقية ككل تربطها خيوط كثيرة ومصالح متعددة وما عاد ممكن التفريق قادة داعش وقادة الحكومة بسوى الخطاب العلني الذي هو برسم الاستهلاك . فالكثير يعرف أن قوة داعش تكمن من صلتها الكبيرة في الحكومة وأفراد الشعب ، فليس هناك طرفين يقفا على طريف نقيض وأنما وجهان لعملة واحدة ، فالاختلاف في السمات لا يلغي الهوية الجوهر الواحد . ولكن لماذا يختار القادة الطائفتين من كلا الأطراف تلك الرقصة الدموية لتعبير عن وحدتهم ، ما داموا من جوهر واحد أهو لتعميق الانفصال بين صفوف جماهيرهم والتحكم بهم ، وأن الوهم يجب أن يرسخ ويجعل منه نقطة الافتراق بين الشعب العراقي وليبقيه منقسم إلى الأبد بأسم أوهام دينية أو طائفية وغيرها من الدرائع ؟ فتلك اللعبة تحتاج لفنون متعددة ومتنوعة حتى تديم زخم ذلك الاندفاع الجنوني في أهدار ثروة البلاد وأناسها لمصالح فئات لا تعرف العيش سوى على الألم الآخرين وحياتهم



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45479
Total : 101