لاشك ان اعادة رأس الملك الحضري "سنطروق الأول " بعد سرقته من بيروت الى بغداد بصندوق مخصص لبيع الطماطة مع ان عمره يزيد على 2000 عام ولايقدر بثمن احدث لدي عصفا ذهنيا استدعيت على اثره مسلسل الذكريات المتعلقة بآثار العراق تحديدا ، اذ كلفت ذات يوم بعمل تحقيق صحفي موسع لحساب احدى وكالات الأنباء عن آثار العراق داخل المتحف الوطني العراقي بمعية صديقي واخي الحبيب ياسر العاني وانطلقت فرحا مسرورا لرؤية حضارة بلادي العريقة ، أو بالأحرى بعض ما تبقى منها - 16 ألف قطعة آثارية سرقت من المتحف الوطني عام 2003 من قبل عصابات دولية متخصصة بسرقة الآثار تسللت بحماية القوات الأميركية الى داخل المتحف ،نجحت الدبلوماسية العراقية فيما بعد بإعادة 6 الاف قطعة منها ليتبين لاحقا ان معظمها مزيف ومصنوع من الجبس أكرر الجبس اي الجص !!!- المهم وقبل ان نصل المتحف بمائة متر انفجرت سيارة مفخخة في العلاوي فهرولنا مسرعين الى اللامكان وتحطمت كاميرتنا - الكوداك - وضاع جهاز التسجيل - سوني - مع فردة حذاء احدنا وعدنا القهقرى بعد اغلاق الشوارع والطرق والجسور.


عدنا في الأسبوع التالي وبعد ان اجتزنا نقطة التفتيش الأولى والثانية والأستعلامات قالوا لنا ممنووووووووع !! لماذا لطفا ؟ لأنكم لاتحملون تصريحا من دائرة الآثار والسياحة !!ولكننا نريد ان نرى حضارة بلادنا لنتاكد هل نحن فعلا نمتلك حضارة تمتد الى 7 الاف عام لأن الواقع ينفي هذه الحقيقة جملة وتفصيلا والدليل جبال النفايات المتراكمة على جدار المتحف من الجهة الخلفية !!ماطول عليكم السالفة - طردنا من المتحف لأننا لانحمل الرخص المطلوبة ... عاودنا الكرة في الأسبوع التالي ونحن نحمل هوياتنا الشخصية والمهنية وهويات نقابة الصحفيين العراقيين وجوازات السفر والبطاقات التموينية وشهادات الجنسية وشهادات التلقيح ضد الكوليرا والسحايا والتهاب الكبد الفايروسي اضافة الى كتاب من دائرة السياحة !!فلم يسمح لنا بالدخول ايضا !! لماذا ؟ لأنكم صحفيون مهمتكم اثارة المشاكل "هكذا قال لنا نصا احد المسؤولين في المتحف " وعدنا ادراجنا خائبين ..ومضت الأيام حتى دعيت الى ابو ظبي لحضور مؤتمر اعلامي فقال لي احدهم " المتحف الوطني الأماراتي يعرض الاثار العراقية التي سرقها البريطانيون عام 1917 من بلادك بعد ان استعارها لمدة اسبوعين " فدخلت لأرى ولأول مرة اثار بلادي العراقية التي سرقها البريطانيون في ابو ظبي الأمارتية " فأديت التحية لمسلة حمورابي، أول دستور في العالم وانشدت "بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي .