Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
تجربة الصداقة مع فرج ياسين
السبت, تشرين الثاني 22, 2014
صالح الطائي

قراءة في كتاب "في آفاق النص القصصي، مقاربات في الهوية والنص والتشكيل عند فرج ياسين" تحرير فيصل غازي النعيمي


مر أكثر من عام على وصول هذا الكتاب إليَّ؛ بعد أن تفضل الأخ والصديق العزيز الدكتور فرج ياسين بإهدائه لي، وفي كل مرة أبدأ بتصفحه تتكالب علي المشاغل، فتحول بيني وبين إتمامه، ومع كل قراءة جديدة كنت أبدأ من الصفحة الأولى لأربط بين المواضيع التي إنسانيها فارق الوقت، إلى أن قررت أخيرا أن أتحدى الظروف وأنجز ما بدأت، ووفقني الله لذلك.

لا أبالغ إذا ما قلت أن تجربة فرج ياسين الأدبية ابتدأت في عام 1945، في نفس السنة التي ولد فيها، من خلال تراكم المعرفة المرحلية، وبقيت تنمو معه حينما ينمو، وتتفاعل مع الواقع على مدى أكثر من أربعين عاما، أسهم في إنضاجها وبلورتها نيله درجة الدكتوراه في الأدب الحديث والنقد، وهي خلال هذه السنين الطوال تجددت نوعيا، حيث دنيا الشعر في أواسط سبعينات القرن الماضي، تلك البداية التي رسمت أمامه آفاقا أخرى في الأدب، وربما يكون هو الذي رسمها حينما وظف ملكة الشعر ليدعم ملكة السرد، فتحول شعره إلى سرد، وسرده إلى شعر، وتحولت بعض سردياته إلى قطع من شعر النثر، فقال نثرا ما كان يريد أن يقوله شعرا.

إن لهذا التصاعد القممي مؤثرات يجب توفرها مجتمعة أو توفر قسم كبير منها لدى الأديب، وتضافرها مجتمعة أو كلا منها على انفراد بدون منغصات لتخلق التفرد، وإلا فالتجربة تبقى ناقصة النضج من دون تلك المعاناة، وقد كانت النشأة لدى فرج ياسين واحدة من هذه المؤثرات، تلتها الدرجة العلمية التي حولت الموهبة الفطرية إلى موهبة مؤدلجة محكومة بقوانين الصرامة العلمية.
ثم جاءت بعد ذلك خبرات العمر المكتسبة خلال الانتقال من الطفولة إلى المراهقة والشباب، ومنها إلى مرحلة النضج والرجولة، لتكون مؤثرا يترك بصمته بصمت على التجربة، إن مخاض الأربعين عاما طور رؤاه الفكرية وصقل أدوات صنعته، فازداد مهارة، ولذا جاءت مجاميعه القصصية التي ابتدأها بـ(حوار آخر) التي أصدرها عام 1981 و(عربة بطيئة) التي أصدرها عام 1986 و(واجهات براقة) التي اصدرها عام 1995 و(رماد الأقاويل) التي أصدرها عام 2006 و(ذهاب الجعل إلى بيته) التي أصدرها عام 2010، جاءت وهي مملوءة ببوح النضج الفكري الذي تطلقه تهويمات ما بعد الأربعين، عمر الحيرة والحكمة.
فضلا عن ذلك نصبته تلك الخبرة شاهدا على إحدى قمم التفرد، ليدخل عالم النقد من بابه الواسع، ليكتب فيه: (توظيف الأسطورة في القصة العراقية الحديثة) سنة 2000 و(أنماط الشخصية المؤسطرة في القصة العراقية) سنة 2006 وعددا كبيرا من المقالات النقدية والكتابات الخاصة بالتجربة القصصية، وإذا بك تقف أمام أديب ناقد أو ناقد أديب.
ومن المؤثرات المهمة الأخرى؛ المكان، وقد كانت للمكان حصته في تنمية تجربة فرج ياسين، فسطوة المكان تبان ملامحها من خلال الصور الفكرية التي يكتبها الأديب، والظاهر أن المدينة التي عاش بها فرج ياسين بعاداتها وتقاليدها وسننها وعلاقة أهلها بعضهم ببعض أسهمت من جانبها في صقل موهبته، وهو ما قال عنه: "مكثت في مدينة العلم أربعة عشر موسما دراسيا. وكانت أوقاتا زاهرة خصبة؛ تألقت فيها تجربتي مهنيا وإنسانيا وإبداعا. وسأذكر ما قلته قبل عشرين عاما في برنامج أدباء من تلك المدن التلفازي بحقهم: "إنهم كرماء وطيبون وأوفياء وأنا سعدت بالعمل في ديارهم".

حولت هذه المؤثرات تجربة فرج ياسين إلى مدرسة تفيض بالخبرة، كما فرضت تجربة وأخلاق وقيم فرج ياسين نفسها بقوة على بساط البحث والنقد الأدبي، فالصور المرسومة فيها، وأنماط الكتابة المشوبة بلغة الشعر، وانتقاء المفردات بعناية، والاهتمام بأدق شعيرات الحياة، والتدقيق الشديد في أدوات الصنعة ابتداء من العنوان مرورا بمساحات التوتر، والهوية وآليات التشكيل السردي، وجماليات الوصف والاهتمام الشديد بصياغة الحكايا نصوصيا. كلها خلقت من فرج ياسين أنموذجا للأديب المشاكس بلطف، العنيف بطيبة، جعلت الآخرين ولاسيما النقاد منهم ينتبهون إلى تجربته، فيشبعونها بحثا من خلال المؤلفات الكثيرة عن تجربته القصصية، ومنها:
• المغامرة السردية، جماليات التشكيل القصصي، رؤية فنية في مدونة فرج ياسين القصصية. للدكتورة سوسن ألبياتي.
• الرؤية السردية في قصص فرج ياسين، رماد الأقاويل أنموذجا، لكوثر محمد علي صادق.
• الغرائبية والطفولة في قصص فرج ياسين، رسالة ماجستير للطالبة ثمار كامل البيضاني، نوقشت في جامعة واسط 2011.
• رماديات، رؤى الخيال والماضي والغياب، قراءة في مجموعة فرج ياسين القصصية رماد الأقاويل، لمصطفى مزاحم.
• الفضاء السردي في قصص فرج ياسين، رسالة ماجستير للطالب صلاح نبو، كلية التربية، جامعة تكريت .
• في آفاق النص القصصي مقاربات في الهوية والنص والتشكيل عند فرج ياسين، مجموعة نقاد، تحرير الدكتور فيصل غازي النعيمي
وما يزيد على ستين بحثا ودراسة ومقالة نقدية بأقلام باحثين ونقاد عراقيين وعرب تناولت منجزه القصصي.
أما الكتاب الأخير (في آفاق النص القصصي مقاربات في الهوية والنص والتشكيل عند فرج ياسين) الذي صدر عن منجز فرج ياسين، والذي نحن بصدد الحديث عنه فهو كتاب في النقد الأدبي، أسهم بتأليفه مجموعة من النقاد من عدة محافظات وجامعات عراقية وعربية، قام بتحرير وجمع مادته الدكتور فيصل غازي النعيمي، وصدر عن دار تموز السورية بمائتين وتسع وسبعين صفحة؛ كتبت مواضيعه بأقلام نقاد لهم باع طويل في دنيا النقد، تناولوا من خلالها القصة السيرية في واجهات براقة، ومساحة التوتر والانتظار والخيبة، وأسلبة الطفولة، وبينة العنوان، وبنية الصراع، وشعرية الخاتمة والمكان والهوية وعنف المكان، وآليات التشكيل السردي والوصف وجمالياته ومستويات صياغة الحكاية في النص السردي. فغطوا بذلك جانبا مهما من تجربة هذا الأديب الكبير ربما تكون فاتحة خير لنقاد آخرين، ليتناولوا تجربة الدكتور فرج ياسين الثرة الغنية بالمتابعة والدرس.
إن النقد العلمي المسؤول البعيد عن التهريج والضوضاء يفتح آفاقا فكرية أمام الأديب ليعيد النظر بتجربته ويعيد تقييمها، فيبدأ بالطرق على تلك الأبواب التي استفز وجودها النقاد أكثر من غيرها، وهنا تكمن متعة التفاعل مع التحدي، لكن هل تتاح لفرج ياسين تجربة الاستفزاز من جديد؛ وهو الذي اقتلعته الأحداث الأخيرة التي مر بها العراق من جذوره وألقت به في مكان قصي لا تربطه به ذكريات وصحب وأقران وأماكن وقصص حب؟ سؤال صعب، بصعوبة الغربة التي يعيشها الأديب في وقت كان يتمنى فيه أن يركن إلى الدعة والسكون، وما أصعب أن تسجن شخصا مع قوم من غير جنسه حتى ولو كان يحبهم ويحبونه.!
تحية للأديب العراقي الكبير فرج ياسين وهو يعيش أيام التهجير والبعد القسري عن كل ما أحب، ودعوات بحجم العراق أن يعود العصفور إلى عشه ليعود تغريده يطربنا في دنيا الخبال التي نعيشها مجبرون.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50568
Total : 101