Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ربما التاريخ يعيد نفسه
الاثنين, تشرين الثاني 24, 2014
عماد علي


الفرس يذبحون مئات الالوف من السنة و يبيعون الاف منهم عبيدا، هذا في عام 1623 . مجزرة تنفذها الاتراك راح ضحيتها 30 الف شخص معظمهم من الفرس، و هذا عام 1638 . فرض حصار فارسي على اقوام المنطقة مات جراءها اكثر من 100 الف جوعا و اصابة بمرض الطاعون، و هذا في عام 1723 ايضا . هكذا دواليك يستمر القتل و الفتك بين القوميات والاديان و المذاهب الموجودة في هذه المنطقة نتيجة السياسات المتبعة المعتمدة على افكار و عقائد و خلفيات مختلفة ضيقة الافق و وفق الوضع و العادات وا لتقاليد و الصراعات المسيطرة و المستوى الثقافي العام و بعضها لا بل اكثرها من اجل التوسع على حساب مساحة و نفوذ الاخر، اضافة الى التخرفات و التعصب و العادات الاجتماعية و ما كانت من السمات و العادات المسيطرة التي تؤمن بها هذه القوميات و تفتخر بها و منها الغزو و السبي و الاستيلاء على الغنائم و كل ما يمت بالصلة بالاقتصاد و الانهماك على تحسين الوضع المعيشي لافراد هذه المجموعة او ذاك باساليب جاهلية منذ صدر الاسلام و قبله ايضا من السلوك المسيطر على القبائل و العشائر الموجودة في الجزيرة و المناطق الاخرى ايضا باسم الشجاعة و الشهامة ، و هي مستمرة لحد اليوم .
من يقرا التاريخ و بعمق و ما حصل لا يمكن ان يتعجب من افعال داعش و سلوكه المشين بحق شعوب المنطقة فان كان يعمل ذلك باسم الاسلام و السلف، فليس هو الوحيد و الاول في هذا الشان و ليست القومية العربية و الاسلام السلفي هو في مقدمة المجرمين في الاعتداء على القوميات و الاديان وا لمذاهب الاخرى . لا بل لجميع الامم الموجودة في هذه المنطقة تاريخ مماثل، و تعامل لا يقل عما يفعله داعش بشيء يُذكر و منه افضع و اخطر.
لم تكن في حينه عصبيات قومية بقدر المراحل العصرية الحديثة اي بعد انبثاق انتلجنسيا جديدة المتضمن ولادة ولاء جديد لدى الاقوام للقومية و ان لم تزح الولاءات الاخرى القديمة بل عاصرتها و عايشتها، و احيانا سيطرت عليها و حصل العكس ايضا في احيان اخرى . لذلك كان كل ما يمت بالتعصب و نفي الاخر كان موجودا باسماء و محتويات و اهداف اخرى اما بروز متطلبات الدين و ما حدثت بعده من الجرائم دخلت في عمق العقلية الانسانية في هذه المنطقة و مسحت ما يمت بالانسان كانسان جملة و تفصيلا، و تسلسلت الاحداث و ما زادت التفرقة وا لانشقاقات هي الاجتهادات المختلفة لدى الباحثين وا لمتعمقين في شؤون الدين و المشايخ و من احترف الدين مهنة و سياسة، و ولد في رحم نشاطات هؤلاء المذاهب العديدة التي ادت بالنتيجة الى صراع المذاهب بعد الاديان .
فان الغزوات و الغارات المتبادلة التي كانت سائدة في حياة الاقوام و العشائر في المنطقة لم يستاصلها الدين لا بل زادها حدة و فتكا بالاخر بعد نهبه و سلبه على اعتبار ما يحصل عليه المعتدي هو غنيمة مادة و سبيا و عبيدا انسانا اسيرا . فلم ينه الاسلام الغزو و السبي و الفدية وا لدية لا بل قننه شرعا اسلاميا و سجله كتابا مقدسا . فان كان الدين الاسلامي مستمدا لما كان يحمله القبائل الموجودة من قبله عاداة و تقاليدا و سماتا و سلوكا لتجمعات بشرية تكاتفت من اجل مصالح حياتية مشتركة، فلم يزح الدين الاسلامي ما كان يفيده توسعا و سياسة حتى يومنا هذا، و انزله اياتا و حديثا نبوية كفرض و سنة مفروضة على المؤمن بالله ورسوله و بالقران كتابا منزلا عند من امن به منذ بروزه في الجزيرة العربية.
اذا، من الناحية الاجتماعية و الاخلاقية و ما مر به التاريخ من جهة، و ما استمده الاسلام من الافعال و السلوك و ما قننه من جهة ثانية، يدعنا ان لا نستعجب من اية خطوة داعشية مهما كانت اجرامية و وحشية . اذا كانت الوسائل الاعلام تنقلها اليوم و الحس الانساني المرهف سيطرت الى حد كبير على الفكر الانسان عفويا كان او دراسة، و عليه يستهجنها الانسان اليوم، فان ما حدث في التاريخ كان اكبر و اشنع و لكن لم تكن هناك وسائل ما و من ينقلها الى العالم و خُبئت في موقع على نطاق ضيق و في اطار مكان الجرائم الضيقة لم تتداولها الناس كما يحدث اليوم . فان كان داعش يستغل هذه الحوادث و الجرائم اعلاميا لتخويف الناس، فان ما حدث من قبل من اجل الجريمة ذاتها و ليس لاي هدف اخر من وراءها، لانها اقترفت في مكان و لم ينقل الحديث عنها الا بوسائل بدائية غير مؤثرة على معنويات المحاربين او الاقوام الاخرى المراد غزوها . لذا، فان كنا نعتبر افعال داعش مقززة فان التاريخ يدلنا على افعال اكثر شناعة وخباثة و تقززا، ربما يعيد داعش جزء بسيط منها باسم الدين و المذهب و الادعاءات السلفية التي يتخذها من الكتاب المقدس و ما شرع من قبل و ليس من صنع فكر و عقله الخاص، اي التاريخ يعيد ذاته بشكل ربما ليس باكثر مما حدث من قبل، الا ان وسائل الاعلام و الحياة الجديدة لهذا العصر هي التي تفضحه على ما يقترفه و ما يحدث اليوم . اي المتعجب من هذا الامر من المتابعين هو من لا يعلم ان هذه الجرائم و افضع منها حدثت باهداف و نوايا و خلفيات مختلفة و وسائل بشعة لمرات متعددة في تاريخ المنطقة و العالم، و لكنها حدثت في وقت و حال و وضع مختلف جدا من هذا العصر المتسم بحقوق الانسان و الانسانية في الفكر و العقلية و الايمان .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44586
Total : 101