Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قضى منه وطره و تركه
الأربعاء, كانون الأول 24, 2014
عماد علي


كان مسالما و مثقفا و لم يسمع عنه احد الا بالاحسان و الكمال . اتسم بالهدوء و هو محافظ من جميع النواحي الا افكاره و فلسفته في الحياة كان ملتزما بهم بشكل يدافع عنهم امام من كان يثق بهم بايمان راسخ نابع من قناعة مطلقة او يترك المكان دون ان ينبس ببنت شفة لو كان هناك من المشكوك في امرهم، و هو ينتقد و يقيٌم و يصحح لمن يخطا في ماهو كان غابر فيه، لم يبد رايا او موقفا من شيء او حدث ان لم يكن مقتنعا بما يقوم به . كان واثقا مني بشكل كبير و اسرٌ لي بامور سياسية كثيرة قبل ان يختفي بشكل كامل، بعد لحظة حاسمة حين صافحني و عانقني بحنان و عاطفة صادرة من عمقه دون اية مناسبة و تعجبت من الامر ولم يقل لي شيئا عندما طلبت ان يفصح لي الامر، و لكن دون جدوى، وهو من اخاف البعث لمدة طويلة و لم يعلموا بامره . بعد سنين علمت بانه انزل حمله في طهران و هو يعيش هناك ايصح هذا وهو بخلفية يسارية ويعيش في بلد اسلامي محافظ حتى النخاع، و لكنه افرغ ما في جعبته هناك ليهدا و يسكن . لم اسمع عنه الا قليلا لمدة طويلة، الى ان تغيرت الحال و سقط الدكتاتور و اذا به يوما بصدفة جميلة امامي يتعجب و يتامل في وجهي دون ان يتكلم، و لم اعرفه من البداية انا ايضا، و هو لم يتاكد مني فناداني باسمي و عرفته من صوته و تعانقنا و بكينا، يا له من لحظة مبكية مضحكة و دخلنا في المواضيع و الذكريات كافة خلال كل تلك المدة القليلة التي قضيناها معا، و هو اسرع في عودته لمشغوليته الكثيرة .
و لكن قصته قصة لا يمكن ان نجد احدا يمر بها و لم يشب من وقعها . باختصار، انه كان ضحية ايديولوجيا و قادة مصلحيين كادوا ان يودوا براسه من خلال النضال السري و كشف امرهم له من كان عدوه فكرا و صديقه سطحيا و قريبا له في الدم، و اعلمه عن كل شيء و دعاه ان يترك البلدة و البلد، ففعل بعدما تاكد من صحة قول القريب . 
مثلما قال، كان منتميا الى تنظيم يساري في حينه، و مسؤله كان نشطا متحركا و له علاقة صميمية اخوية معه، بعد ان استدعي من الامن البعثي و حُقق معه خرج و كانه لم يعد الى ما كان عليه من جميع الجوانب، و لكن الصديق هذا لم يشك به، وبعد خروجه من التوقيف لم يعلمني عن اي شيء في حينه بعدما خفت من ان يعترف و اختفيت لمدة قبل ان يخرج، رغم العلاقات القوية بيننا، فبعدما امره هذا المسؤل بواجبات خطرة نفذها في مدن بعيدة عن بعضها في العراق البعث في حينه و الجميع عالم بجبروته و دكتاتوريته و تعامله مع مثل هذه القضايا . انه اصبح تترا مندوبا الى تلك المدن لايصال المنشورات و جمع التبرعات من الموثوقين بهم دون ان يعرفهم، و يذهب بناءا على عناوين يعطى له . و في اخر مهمة هو في الديوانية و ذاهب للمهمة الموكلة به او المغامرة و يجد العنوان و الشخص المراد، و يجلس معه بعد التعارف و السؤال والجواب يعلمه الامر، لم ير الا و يحمر وجه الشخص غاضبا و يطرده من البيت مخذولا و يعود الى بغداد مهموما ليلتقي باحد اعضاء الحلقة التي كانت نشطة و جميعهم من اهالي خارج بغداد و هم طلاب في القسم الداخلي، و يشرح امره و تمنى هذا الاخ له الخير وليشكر ربه و من الافضل انه خرج من المهمة بسلام ،و بعد مدة يكتشف بانه لم يلتق بالشخص المقصود و انه التقى بشخص بنفس الاسم و المواصفات خطئا.
عاد الى مدينته و هو جامع للمشاركات الحزبية و التبرعات .هكذا كان مخلصا لمبادئه، و لماذا هرب؟ سالته، قال؛ ان مسؤله خانه و خذله و انقذه القريب و الصديق الذي كان من رجال البعث و تاكد من هذا الامر عندما بحث في ثنايا القضية التي حصلت و انقلب الاخ المسؤل، و بعدما كان يجمع كل الاموال و لم يرسله الى المكان المطلوب اصبح ثريا و انتمى للبعث و مؤسساته الجهنمية و لم يدع احدا من حلقته الا و هرب داخل العراق او الى خارجه . اما لماذا الى طهران و ليس اوربا، او روسيا في حينه، فقال ؛ انه تعلق هناك دون ان يتمكن من الخروج و التقى باحد اقرباءه و سكن تزوج هناك دون حراك . و عندما قال لي المسؤل الخائن، تعجبت من الامر لانه اصبح بعد السقوط الرجل المعتمد و المسؤل المحلي للمنطقة لحزبه الذي خانه الى ان انتقل الى مثواه قبل اشهر. و اخر ما قاله لي و تركني الصديق و عاد الى مكانه و لم يعد بعد الى الان، هو؛ فقضى مني وطره و تركني لا بل خاننا جميعا و اصبح بعد سقوط الدكتاتورية مسؤلنا، يا له من خيبة و خذلان.
قال دعني و شاني و انا مرتاح الضمير لم يبق لي الا سنوات من عمري و اقضيها مع عائلتي الصغيرة معززا مكرما و السياسة للمضللين و الخفيفين و الخونة كما تعرف، و رغم كل ما قمت به في حينه و لكنه بعد ذلك انقطعت عنهم بصراحة ، هذه هي حالي .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44148
Total : 101