Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أللهم إحفظ تونس!!
الأربعاء, كانون الأول 24, 2014
د. صادق السامرائي

 

 

من عجائب الديمقراطيات العربية أنها تشترك بسلوك متميز مفاده , أن الأحزاب الإسلامية تستحوذ على السلطة وتفشل في التعبير الديمقراطي, وإرضاء طموحات الجماهير التي ثارت , وأن جميع الأحزاب التي تسمي نفسها معارضة وعاشت في المنفى , قد فشلت في حكم البلاد التي تسنمت السلطة فيها , وقدمت أوضح الأمثلة على ذلك الفشل المروّع.

 

وفي تجربة تونس الديمقراطية , توجهت إرادة الشعب نحو البحث عن الأمان والثقة بالسلطة , فأدركت بحس لا وعيها أن لا بد من التواصل مع تلك الروح الوطنية البورقيبية , حتى يتحقق النضج الديمقراطي بخبراته ومهاراته اللازمة لصناعة المستقبل الأفضل.

 

وهذا يعني أن الجماهير التونسية قد أدركت ما يلوح في أفق الأيام , وإختارت ما هو أهون رغم ما عندها عليه من تحفظات ووجهات نظر , لكنها تعرف بالفطرة أن الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه , وأصحاب الخبرات والتجارب أفضل من العقائديين المؤزرين بالأمية السياسية والقيادية.

 

وما تحقق في تونس عين العقل , وقد حذت حذو عدد من دول أوربا الشرقية بعد سقوط الإتحاد السوفياتي , حيث تواصل في عدد منها قادة الحزب الشيوعي في بناء الدولة وقيادة الإنتقال الديمقراطي , حتى تأهلت أحزاب شبابية وإمتلكت الخبرات والقدرات القيادية اللازمة , ففازت في الإنتخابات وحكمت البلاد وفقا لتطلعات الشعب ومنطلقاته , بعد أن وثق بالجيل الديمقراطي الجديد , وبهذا تم المضي في مسيرة الدولة القوية وفقا لتفاعل الأجيال وتواصلها الصحيح.

 

وما يجري في تونس يقع ضمن هذا المفهوم , الذي قد يتصوره البعض بأنه ضربة قاصمة للديمقراطية وعودة إلى المربع الأول , وهذا خطأ في الفهم , لأن الشعوب الحية لا يمكنها أن تقدِم على الإنتحار كما حصل في عدد من دول الربيع العربي , التي حطمت حاضرها ومستقبلها ودمّرت بلادها وهجّرت أبناءها , وحوّلت أوطانها لسوح خراب ونكوص حضاري فظيع.

 

الشعب التونسي الواعي الحي يسير في الدرب الصحيح , وربما يحتاج لفترة حضانة ديمقراطية تساهم في ولادة الصورة الوطنية التي قامت من أجلها الثورة , وما هذه الخطوة إلا مرحلة راجحة وتدريبية لصناعة المهارات والكفاءات والقدرات الديمقراطية المؤهلة للقيادة الوطنية الطامحة.

 

وتجربة تونس تؤكد بوضوح أن الديمقراطية لا يمكنها أن تلد قادة مستوردين من الخارج , مهما توهموا وإدّعوا النضال والكفاح , لأنهم قد إنقطعوا عن الشعب والحياة المتواصلة في ميادين البلاد , والحق للإنسان الذي بقي في بلاده , فهو الأدرى والأعرف بها , وجميع القادمين من الخارج في البلدان العربية التي ثارت فشلوا فشلا ذريعا.

 

ولا تشذ عن ذلك تونس , التي وضعت رئيسا في الحكم على مدى ثلاثة سنوات , ولم يقدم ما هو متميز ومعبر عن حنكة قيادية وطاقات إلهامية للجموع الثائرة , وإنما بذر فيها الخوف والتوجس وعدم الثقة بالحاضر والمستقبل , وكان من الصواب الرجوع إلى الذين خبرهم وعرفهم , لعله يجد ضالته , ويصل إلى أهدافه.

 

ويبدو أن الخيار التونسي سيعطي ثماره ونتائجه الباهرة في السنوات القادمة , وأملنا أن لا ينزلق بعض الأخوة في متاهات الصراعات والتوهم بأن الثورة قد فشلت أو ضاعت , فهذه خطيئة كبيرة.

 

ومن المعروف أن الشعوب تحتاج لفترة مراجعة وتأمّل وتفاعل آمن لكي تنطلق قدراتها الأصيلة ذات المردودات الحضارية المتميزة , وإنشاء الله يصل الشعب التونسي موحدا إلى سوح تحقيق إرادته الوطنية الرفيعة.

 

تحية عربية عراقية لشعب تونس الواعي , الذي أيقظنا من رقدة العدم , ومضى قدوة ثورية ديمقراطية متوهجة بالسؤدد والرجاح!!

 


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45759
Total : 101