Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أحزابنا الشيوعية!!
الأربعاء, تشرين الثاني 26, 2014
د. صادق السامرائي

بعد جولة في دول أوربا الشرقية , بين التساؤل والتأمل والقراءة والبحث والنقاش والملاحظة , والإستفسار من عامة الناس وبسطاء المجتمع ومثقفيه ومهنيّه , طاردني سؤال غريب عنوانه - لماذا فشلت الأحزاب الشيوعية في بلاد العُرب أوطاني ولم تفشل في أي وطن آخر؟!!

تحيّرت في الإجابة ومضيت مندهشا بإنجازات الأحزاب الشيوعية في دول أوربا الشرقية , ومدى التقدم والتطور على جميع المستويات , وما أن إنفصلت عن الإتحاد السوفياتي حتى تلقفها الإتحاد الأوربي , لما تمتلكه من مواصفات حضارية راقية وقدرات متقدمة ومعاصرة.

سيقول قائل أن الحزب الشيوعي لم ينجح بسبب الدين , وهذه أكذوبة وتضليل , فالحزب الشيوعي في جميع الدول الشيوعية لم يهدم معبدا واحدا من أي الديانات , بل أقدمها وأجملها وأكبرها موجودة في الدول الشيوعية سابقا , كما أعاد بناء ما هدمته الحرب منها.

ويبدو أن الحزب الشيوعي كان ضد الدين السياسي , وربما ليس ضد الدين!!

الحزب الشيوعي ضد أن يجلس الدين على كرسي السلطة , وكان مفكروه مصييبون تماما ومدركون لخطورة ذلك السلوك , والأدلة السابقة والمعاصرة تؤيدهم.

في الصين الشيوعية هناك ملايين المسلمين وأقدم المساجد وأكبرها , وما تعرضت لسوء من قبل الحزب الشيوعي , وكذلك في دول الإتحاد السوفياتي السابقة.

ترى أين الخلل؟!

يبدو أن عقليتنا لا تمتلك مهارات وقدرات إدراك الأفكار وتحويلها إلى مشاريع فعّالة في مسيرة الأيام , وإنما تحسبها شعارات وكلمات تسعى بها لسفك الدماء والدمار والخراب , وهذه العلة مزمنة ومتوطنة , وترجمت نفسها في الحالة التي نسميها ديمقراطية , والتي أدركناها وفقا لوعينا الأعوج المنحرف المضطرب , وسفكنا تحت راياتها دماءً ومزقنا المجتمع وألغينا الوطن.
فالعلة ليست بالعقيدة الشيوعية والديمقراطية والرأسمالية أو أية عقيدة أخرى , العلة في أدمغتنا التي نعبر عنها بسلوكنا.

فالحزب الشيوعي بنى دولا معاصرة ذات عمران بديع , وأوجد لكل مواطن عملا وسكنا ورعاية صحية وضمان إجتماعي كامل , يحقق حياة سعيدة ومتقدمة.
فما كانت توجد مشكلة سكن أو بطالة في المجتمعات الشيوعية , فعقيدة الحزب التي ترجمها بدقة وعزيمة فائقة تتلخص بالعمل والإنتاج - الزراعي والصناعي – وبناء القوة بكل معانيها وآفاقها.

فماذا فعلت الأحزاب الشيوعية في بلداننا؟

أخطأ الشيوعيون العرب في عدم قدرتهم على إستيعاب العقيدة الشيوعية وتطويعها للحياة الصحيحة في مجتمعاتنا , فما قدموا مثلا حيا للعمل والإنتاج والبناء والتفاعل الوطني الخلاق , وتحولت نشاطاتهم إلى السعي للسلطة وحسب , وكأنهم لا يستطيعون التعبير العملي عن الحزب إلا بتسلم السلطة , وفي حقيقة الأمر تكونت في اليمن دولة شيوعية صرفة , وكان من الممكن أن تقدم مثلا يُحتذى به , وتكون منطلاقا متوافقا مع ما تحقق في دول أوربا الشرقية , لكنها تمحّنت في عجزها عن ترجمة الشعارات إلى مشاريع وطنية ذات قيمة حضارية معاصرة.

فلا تزال دول أوربا الشرقية قوية عملاقة متباهية بعمرانها وبنيتها التحتية التي شيدها الحزب الشيوعي , ولا يمكنها أن تنكر ذلك , بل أن نسبة كبيرة من مجتمعاتها , لا تزال متمسكة بعقيدتها ومتفاعلة مع الواقع الجديد بوطنية فائقة.

فأين نحن من واقعهم المتطور جدا , وكيف تتحول الأفكار المنيرة في مجتمعاتنا إلى ظلام دامس ووسيلة للخراب والدمار والتناحر الدامي المشين.

وكم يتمنى المرء لو أن دولنا كانت ضمن الإتحاد السوفياتي السابق , بدلا من أنظمة حكمنا الجائرة المرهونة بالتبعية والإنصياع لإرادة الآخرين , وما بنت بل خربت ودمرت وفعلت ما يندى له جبين التأريخ والإنسانية , وبإسم أرقى القيم والمثل والشعارات المنيرة.

ترك الإتحاد السوفياتي دولا عملاقة متكاملة تامة بمرافقها كافة , وشامخة متباهية بجمالها وروعة عمرانها وأنفاقها وأنهارها ومدنها , وكأنها تحف فنية متزاهية بكل ما فيها من روائع الإبداع الحضاري الأصيل.

وتركت أنظمة الحكم في بلداننا خرائبا ومدنا بلا بنى تحتية , ولا قدرة على المعاصرة والتفاعل الإيجابي مع زمنها , وكم يخجل المرء من واقع حاله الوطني , وهو يقارن بين أوطان تُبنى وتتواصل في البناء , وأخرى تُخرب وتمضي في الخراب وبعنفوان لا يجرؤ عليه أعتى أعدائها.

تلك حقيقة المعضلة العربية وجوهرها , وإنها في آليات الإدراك العليلة المنحرفة , وليست في أي شيئ آخر , وليقل أي قائل ما يحلو له أن يقول!!!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46095
Total : 101