Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
التحريف النفسي للحرب الأهلية الطائفية بالعراق
الخميس, تشرين الثاني 27, 2014
محمد لفتة محل


في عام 2006 نشبت حرب طائفية بين المسلمين السنة والشيعة في المجتمع العراقي على أثر تفجير القبتين المقدستين في سامراء بعبوات ناسفة اتهم فيها تنظيم القاعدة من قبل الشيعة، واتهمت فيها إيران من قبل السنة، استمرت لسنة تقريبا، كان الوضع النفسي والاجتماعي مهيئا للصراع منذ الاحتلال وما قبله حتى جاءت الفرصة التي سنحت بانفجار الاحتقان الطائفي، إذ كان المسلمين الشيعة تحت التمييز الطائفي على مدى 23سنة، ثم جاء الاحتلال ليصبح السنة تحت التمييز الطائفي من الحكم الشيعي، الأول يثأر لما مضى والثاني يثأر لما حل به، الأول استعاد السلطة لكونه الأغلبية المذهبية عراقيا والثاني خسرها بعدما احتكرها لعقود لكونه أغلبية مذهبية عربيا وإسلاميا، وكِلا الطرفين يرى السلطة حق مقدس له وينكر التمييز الذي تعرض ويتعرض له الآخر، كل هذه المعطيات المترسخة في ذهنية الطرفين جعلت الحرب متوقعة لكنها كانت صدمة للكل من وحشية وقسوة وهمجية القتل الذي ارتكبه العراقي ضد العراقي من فنون الاختطاف والتعذيب والقتل الجماعي وقتل الآخرين بذنب غيرهم والاغتيال والتمثيل بالجثث وتشويهها، الذي يفوق الخيال رغم التاريخ الطويل من الحروب الطائفية بين الدولتين العثمانية والصفوية على ارض العراق، فشرعت أقلام الباحثين بعدها لدراسة الطائفية ومعرفة أسبابها بعدما أصبحت ظاهرة اجتماعية محاولين طرح نظريات لمعالجتها، وأنا بدوري سأطرح نظرية التحريف النفسي التي استنبطتها من هذه الحرب لتفسيرها.
نظرية التحريف النفسي آلية نفسية طورتها من التحليل النفسي الفرويدي، حتى أصبحت شبه مستقلة عن الأصل، يقوم الأنا بتحريف انتمائه وانتماء الآخر نوعيا للنقيض الايجابي والسلبي، النقيض الايجابي هو الله والملاك والرسل، أما النقيض السلبي فهو الحيوان والشيطان، وتتجسد هذه التحريفات باللغة والسلوك، والتحريف مراحل يبدأ من التحريف الأسري والتحريف الجماعي والتحريف التمهيدي والنوعي وأخيرا التحريف ألسلالي، ولن أطيل في شرح النظرية أكثر لأني لم أكملها كبناء نظري لان تطبيقها سيجعلها أسهل وضوحا بكثير لأني اكتشفتها بآثارها قبل أن اكتشفها كصيرورة نفسية، فالوقائع ستكون هي أدلتي وشرحي الضمني لها، وكانت محاولة واحدة تفصيلية في مقالة (التحريف النفسي للعنف البشري) استعنت نصوصا منها كثيرة.
حين بدأت بوادر الحرب الطائفية قبل نشوبها بدأت الشتائم تطلق ضد الآخر (سنيا أو شيعيا) مثل (سفلة، ساقطين، منحطين، دونية) بدءا من الفرد ثم أصله الأسري (ابن السافل/السافلة، ابن الساقط/الساقطة الخ) ثم التحريف الجماعي (أبناء السفلة، أبناء الساقطين الخ) وهذا اسميه التحريف ألسلالي، ويجب أن يسبق التحريف النوعي تحريف تمهيدي ليعامل الآخر كغريب أو أجنبي إذا كان من أبناء الوطن أو الدين، فيجب إخراجه من البنوة الوطنية والإخوة الدينية ليصبح الآخر عدو، وذلك بتخوينه وتكفيره، عندها يبدأ التحريف النوعي فيحرف انتماء الإنسان إلى نقيضه السلبي أي إلى حيوان فتتغير لغة المخاطبة والتعامل جذريا فيبدأ الأخر يسمى بأسماء الحيوانات فنقول عنهم (ليسوا بشر بل حيوانات) أو (ليسو من بني آدم) أنهم (حيوانات، كلاب، حمير، ثيران، خنازير، حشرات، خرفان، جرذان) ثم يتم تنجيسهم وتقذيرهم كالحيوانات فيوصفون (الأنجاس أو القذرين أو الحثالة أو العفنين أو الزبالة أو الخيسة) ثم يحرّم الأكل معهم والتزوج منهم واستقذارهم كالحيوانات حتى برائحتهم فيقال عنهم (رائحتهم نتنة، أو عفنة)، فظهرت شتائم مثل (شيعي نگس، سني خايس) (الملة القذرة) وبعضهم راح يستقذر الأكل مع الطائفة الأخرى ويحرّم الزواج منهم ويصف رائحتهم بالعفنة! فشهدنا تصرفات الطائفيين حين لا يشربون الشاي من كأس شرب منه الآخر ولا يقبلونه بالسلام وحتى لا يردوا على تحيته، وهذا الانتهاك يتعدى انتماء الإنسان وأصله إلى اغتصاب ممتلكاته ونسائه وأطفاله ومصادرتها! مثلما تصادر أبناء الحيوان وثروته الطبيعية للبيع والغذاء (كالحليب والبيض واللحم)، وقد شهدنا ذلك في التهجير ومصادرة البيوت والممتلكات من المذهب الآخر أثناء الحرب الطائفية، وهنا تكتمل سلسلة تحريف انتماء الآخر وحيونته من تصنيف ووصف واسم وأصل وراثي من الأبوين والجماعة التي ينحدر منها! ثم تتغير حتى لغة الأمر بينهما حيث تصبح جبرية تحقيرية تبدأ ب(هششش، هيييي، واواواوا) مع تغير نبرة الصوت للصراخ والاستهزاء والاستخفاف وانعدام مفردات الشكر والجزاء والاحترام، وعندما بدأت بوادر الحرب الطائفية ظهرت تبريرات الشيعة عن (مظلوميتهم السياسية) وتبريرات السنة عن (الحقد الفارسي) لتدمير أهل السنة، واكتسب كلا التبريرين قوة الحقيقة الاجتماعية، فأصبح للعنف مبرر عاطفي وعقلي لا يقف أمامه أي لغة تسامح في ظل وجود سلطة طائفية سياسية، فاتهمت الشيعة بالعمالة لإيران واتهمت السنة بالعمالة للسعودية وبذلك جرت عملية تخوين الآخر لإخراجه من البنوة الوطنية لتخوينه، فراحوا يقولوا عن الآخر (هؤلاء ليسوا عراقيين) ثم بدأت العملية الثانية وهي التكفير لإخراج الآخر من الإخوة الدينية لشيطنته، إن شيطنة الآخر يعني جعله رمزا للشر، ووضعه في زاوية مضادة للإيمان والإنسان والله، ومحاربته تعني الجهاد في سبيل الله والعقيدة لان الشيطان عدو الله، ولأن لون الشيطان يقترن بالأسود نقول على الآخر (وجهه كوجه الشيطان، أو وجوههم مسخمة، أو غربان أو قردة) لكونها سوداء كالشيطان أو نقول (ليس فيها رحمة) لان الشيطان محجوبة عنه الرحمة، وهنا يجد العنف مبررا له منيعا عن تأنيب الضمير وكاسرا كل المحظورات الأخلاقية التي تحرم قتل الإنسان بعدما أصبح هذا الإنسان حيوان وشيطان! فنقول (هؤلاء انحرفوا أو خرجوا من الدين) فراحت الناس تتحدث عن الأصل اليهودي للتشيع وتتحدث عن انحراف السنة عن الرسول وأحفاده ومحاربتهم لهم، فأصبح كلا الطرفين خائنا كافرا ليس ابن الوطن وليس أخ بالدين، فابحاح كل دم الآخر بعدما أصبح حيوانا بالتحريف النفسي، فكان الضحية يذبح ويعامل كالحيوان، يهجر من بيته وتسلب وتصادر ممتلكاته، ويعذب ويذبح كالحيوان بقطع رأسه، وحتى مسمى القتل تغير اسمه فأصبح يسمى (صك) عند الشيعة و (جعص) عند السنة أو كلمة (انعلس)! كانت مشتركة الاستعمال، والتعذيب صار يسمى (تأديب)! والجاسوس أصبح يسمى (علاّس)، وكان الضحية يسمى (طلي، كلب) فيقول الجاني (كتلت طلي، كلب) أما الأماكن التي يستخدمها الآخر فسميت (أوكار) والتسمية تطلق بالأساس على أماكن الحيوانات هكذا تحّرف المسميات مع تحريف انتماء الآخر فتصبح الأفعال المحظورة مشروعة، وتبرز الفواصل النوعية بالتحريف النفسي مثل (نحن وهم) (جماعتنا وجماعتهم) (ربعنا وربعهم) فتبدأ كلمات وعبارات اجتماعية للتمييز تتداول على السنة الناس كروافض ونواصب وصفوية ووهابية، ذيج الصفحة لو جماعتنا، إحنا وانتم، وكلمات محرفة مثل صيني (سني) وياباني (شيعي)، وصارت البضائع الإيرانية تسمى (صفوية) في المناطق السنية وتسمى البضائع السعودية (وهابية) في المناطق الشيعية، وامتنع الناس من الطائفتين من شراء اللحوم والأجبان من هذه الدول ألمصدره بحسب ألطائفه التي ينتمون إليها، وكان السنة يشتمون الشيعة (ولد المتعة) انتقاصا من زواج المتعة الشيعي، ويرد عليهم الشيعة بالمسيار والعرفي وبنكاح الجهاد وإرضاع الكبار، وكان كل طرف يتهم الآخر بأنه يبيح فتوى زنا المحارم (المفاخذه)! لتسقيطهم، وهذا ما اسميه بالتحريف النوعي لنقيض الإنسان السلبي. ومثلما الحيوان لا شخصية له مستقلة عن القطيع، ينظر إلى الآخر كفرد على أنه نسخة طبق الأصل عن الجماعة فتتكون الصورة النمطية القطيعية عن الآخر بغض النظر عن شخصيته وثقافته الشخصية ولن تجدي مواقفه المغايرة أو التوفيقية سوى الاعتقاد بأنه شاذ أو مدسوس أو معترف بخطئه، وهكذا الحال في نظرة الأنا الجماعي لنفسه حين يكون ملاكا أو إلها.
بعد أن شرحت التحريف النفسي للآخر يجب أن اشرح التحريف النفسي للانا إذ يجب أن يلازم التحريف النفسي للآخر، تحريف نفسي للأنا للنقيض الايجابي، وإذا كان الحيوان والشيطان النقيض السلبي للإنسان، فان الملاك والرب هو النقيض الايجابي للإنسان؟ لهذا يعتبر ألانا من شعب الله المختار، أو من حزب الرب، أو من الفرقة الناجية، أو من الدين الحق أو المنصورين من الله أو من خير امة، فيكونوا أعلى من بقية البشر، فيسمون أتباعهم المؤمنين أو الإخوة في الإيمان أو الدين، أو أبناء الله، أو أحباب الرب، أو عباد الله الصالحين، وكل ما عداهم (الآخر) ضالين، كفره، مشركين، رعاع، همج، فاجرين أي حيوانات أو شياطين. فكانوا عندما يقتلون شخصا أو يذبحونه يصرخون (الله واكبر) لأنهم يعتقدون إنهم يقتلون من اجل الله، وكان تلقى الجثة بالزبالة أو على قارعة الطريق كما تلقى جثة الحيوان نفس المصير وإذا دفنت فهي لأسباب أمنية أو صحية أي رائحة التفسخ والحشرات المضرة. وكان الطائفيون يعتقدون أنهم يقتلون من اجل الله والدين لأنهم الطائفة الحقة والناجية ولأنهم يمثلون الدين الحقيقي في مواجهة المنحرفين عن الدين أو المدسوسين عليه، الذين يريدون القضاء عليهم لكونهم يمثلون الدين الحقيقي، أو الذين يريدون الأخذ بثأرهم من خيانة الآخر واضطهاده لهم، وكانت كل طائفة تدعي أنها في حالة دفاع عن النفس وإن الآخر هو من بدأ الحرب الطائفية وهو من أجرم بها، بينما هو كان رحيما بالأبرياء! بالضبط كما يتهم الحيوان بالوحشية والشيطان بالكيد والإغواء للإنسان.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45381
Total : 101