Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كاظم عريبي ( فاكهة الفكاهة في الناصرية )
الخميس, تشرين الثاني 27, 2014
نعيم عبد مهلهل


تولد الغرائز في البشر في فطرة التكوين الفسلجي للبشر ، وفي المدن الحضرية تبرز الوجوه بما يُميزها ، فيما يتضاءل بروز تلك الوجوه في القرى والقصبات ، وتلك الوجوه بما يميزها من ابداع ووجمال في جانب يلفت انتباه المجتمع ، تصبح جزءا من التراث الاجتماعي ومن الصعب اخفاءها من ذاكرة التأريخ إلا إذا تعمدنا ذلك.
تقع الناصرية في قارة أسيا ، وتقع قارة أسيا في مزاج المدينة الحار صيفا ، والبارد قليل المطر شتاء ، وقرب هذه الحاضرة التي تقع على نهر الفرات والتي أسست من خلال حلم أصلاحي لوال عثماني أسمه مدحت باشا ، قربها تقع واحدة من اشهر مدن التأريخ الأثرية ( أور ).
تحمل مدينة الناصرية تلوينات أجتماعية لاتحصى ، وهذا آت من كونها مدينة منفتحته حضارية والتعايش فيها سهل ، فكانت افرازات الظواهر المجتمعية تبدوا واضحة ومعروفة لدى الجميع ، المثقف المبدع والرسام والمطرب والمجنون والرياضي وصاحب الموكب الحسيني وعالم الدين والصائغ الماهر وصاحب النكتة السريعة وغير ذلك.
اليوم أتذكر واحدا من تلك الاسماء التي حملت روحها الى السماء وابقت في ذاكرة المدينة مواقف تميزت فيها وجعلت تأريخ المدينة يسجل في حضور هذا الاسم ما كنا نضحك بوت عال وبمرح كلما نصادف هذا الوجه .
المرحوم ( كاظم عريبي ) أبو ( أيمن ) ، كان جارنا في محلة الشرقية حيث يقع بيته ( 60 مترا ) أمام بيت المرجع الديني الكبير آية الله الشيخ عباس الخويبراوي ــ الناصري .
كاظم عريبي صاحب البديهة الطريفة والنكتة السريعة في محتواها السياسي الناقد والاجتماعي المرح عاش حياته والى موته يعيش بروح طيبة ومحبوبة وعفيفة ، وحتى يعيش مرحه جرب الكثير من مهام الحياة بين ان يكون يساري مرة وقوميا مرة ومتدينا مرة ، وسألته مرة لماذا فعلت ذلك قال : حتى نعرف من العنب من هو الحلو ومن هو الحامض.
قلت له ومن وجدته حامضا في كل هذه التقلبات :
ضحك وقال : خل الطرشي..................!
كان يعيش عاما كاملا من المرح ولايمر يوم في حياته دون ان يكون له طرفه او موقف كوميدي يأتي بتلقائي ، إلا أنه يصوم عن هذا في عشرة أيام محرم فقط ، حيث تتحول الواجهة الامامية لبيتهم والتي هي بعرض 10 امتار الى مكان لعرض سجادة نسجت في اصفهان الايرانية ومنسوجا عليه واقعة الطف بكامل تفاصيلها ، وكان الناس يتبركون بها ، واعتقد ان هذه السجادة الثمنية لو عرضت اليوم في مزاد البيع فلا يقدر لها ثمن ، ولا اعرف اين هي الان ...
وكان جميع أهالي الناصرية يأتون الى هذه السجادة التي كانت ملكا للمرحوم الحاج ( كاظم مخيفي ) الذي كان بيته في اول الزقاق مجاور بيت كاظم عريبي ، يأتون ليتبركون بها ، وكان كاظم يقف الى جانب السجادة ومن يريد ان يمازحه من الاصدقاء كان يقول له انه صائم عن النكتة واذا تلح عليه .اخرج سهما من سهام حرمله المرسومة في السجادة ( وأجقك ) به ...!
روح كاظم عريبي التي عاشت عليلة في آخر ايامها ، لم تكف عن صناعة تلك الطرفة حتى بعد أن اشتد عليه المرض ، ظل وجه البشوش يشعرك بضرورة أن نعيش مع الطرافة والنكتة التي ربما كلفته ذات مرة وحين جرب ان يكون مرتديا دشاشة قصيرة ان ينام في زنزانة مديرية الامن لاكثر من عام .
ويقال ان ضباط التحقيق في المديرية اذا ارادوا الترفيه عن انفسهم يبعثون على كاظم عريبي ليسمعوا آخر نكتة منه . فيرد .إذا كانت وكالة رويتر بالسجن فكيف تجلب الاخبار ؟
المرحوم كاظم عريبي بعض من أفرارزات ثقافة المدينة وروحها المتسامحة والفطرية ، وهو يمثل بالنسبة للمدينة ( جحا ) برداءه السومري حيث لاتخلو الطرفة والنكتة التي تطلقها بديهة كاظم عريبي من حكمة وموقف سياسي يلبسه روح النكتة حتى يتخلص من الرقيب والتقرير الحزبي كما فعل ذات مرة في بداية الحرب العراقية ــ الايرانية عندما شاهدوه يمسك ابريقا ممتلأ بالماء ويمشي في الشارع ، وعندما سألوه الى أين انت ذاهب ؟ قال :لأطفيء خط النار .
وكان يقصد بخطوط جبهات القتال ، ربما لأنه كان يدرك أن بقي هذا الحال ، الحرب ستأكل الأخضر واليابس .
الآن الحياة بدأت تأكل تلك الوجوه المشعة بأبداعها الفطري والاجتماعي ، الشاعر الشعبي ، والرادود ، ومقتني البلابل ، وصاحب النكتة ، والصائغ الماهر ، والقهوجي وغيرهم .
ذهب كاظم عريبي ، لكنه أبقى في ذكريات المدينة شيئا كبيرا من اجواء المرح والبراءة وضحكات القلوب الطيبة..!


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44851
Total : 101