Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مقارنة بين ثمرة الشجرة وجذورها
الجمعة, تشرين الثاني 27, 2015
معتصم السنوي

 

بعد أن كان عراقنا مهد الحضارات والأنبياء، ومؤسساً لقوانين الإنسان، واكتشافه اللغة والنطق بمسميات الكلمات، وبعد ألف ليلة وليلة التي ذاع صيتها وتصبح مرآة الشرق الساحر تحول إلى (عراق ألف مشكلة ومشكلة) نتيجة للتراكمات السلبية المتعاقبة على مر العصور من جراء سياسات الحكام الذين حكموا البلد منذ أكثر من نصف قرن لتدفع الناس (ثمن) الهفوات والنزوات (الطفولية والجنونية) التي وقعوا بها وعادوا بنا إلى القرون الوسطى في حين أن الدول التي تجاورنا باتت تتسابق مع الحضارة الإنسانية بل وتضاهيها في بعض الإنجازات المدنية والأقتصادية بعدما كانت ولسنين ليست بعيدة من عداد القبائل والمشايخ. والعلة في تراجعنا هو أن حكامنا الذين جاءوا إلى الحكم أما بوساطة (الأجنبي) أو عن طريق (الدبابة والمدفع) وطبقوا نظرية (النتائج الجاهزة) أي كان (الإصلاح القديم يتجه إلى النتائج، ويترك المقدمات غير عابئ بها، تعمل عملها ، فتنتج النتائج نفسها) وتعني الدوران في حلقة مفرغة وكمن يخطو خطوة للأمام وخطوتان إلى الوراء، وعلى هذا جرى وعظ الواعظ، وتعليم المعلم، ونصيحة الوالد، وكثرة النواهي والأوامر و(الفتاوى) من كل حدب وصوب لتصبح الناس (سكارى وما هم بسكارى)، وعلى هذا عولج الفقر بالتصدق على الفقير، وعولج الإجرام بحبس المجرم، وهكذا الشأن في مجمل الإشكاليات الأجتماعية والاقتصادية والسياسية فليس هناك أسس وقواعد ولا نظريات علمية تلتزم  بها أو تستفيد من الحضارة الإنسانية وما يتلاءم مع واقعنا لترتكز عليه في مسيرتها. (وإذا لم تعجبك ثمرة شجرة فمن الأمل الخائب أن تنتظر في المستقبل جودتها وحلاوتها، ما دمت تحافظ على أصلها وتربتها وجوها وغذائها) ، كل عمل من أعمال الإنسان يظنه قصير النظر نتيجة وقتية، كان يمكن أن يكون، وكان يمكن ألا يكون، وكان يمكن عكسه ، فمن اليسير نهي فاعله لينتهي، أو أمره ليأتمر ، وهذا كل ما في الأمر أما بعيد النظر فيراه كثمرة الشجرة اشترك في تكوينها nعلى هذا النحو دون ذاك- نوع بذرتها وغذاؤها وجوها وكل ما يحيط بها، فمحال مع كل هذا ان تكون غير ما هي ، ومحال أن يصدر عن الإنسان غير ما يصدر عنه، ما دامت كل مقومات العمل هي هي . ناد ما شئت بإصلاح أجهزة الدولة من الفساد الإداري والمالي، وإصلاح التجارة من المضاربين وتجار الربح السريع والصفقات المشبوهة وبإصلاح التعليم وأسلوب التربية في الجامعات والمدارس، وأخطب في الإعلام المرئي والسمعي وأكتب في المجلات وأملأ أعمدة الصحف، فالفساد الفساد والأستغلال الأستغلال والجامعة الجامعة والتربية التربية، ولا قيمة لهذا كله إلا أن يكون توجهاً للعمل. إنما الإصلاح يتم يوم تدرس مظاهر فسادها وأسباب تخلفها، ثم يخصّص المال والرجال الأكفاء لإصلاح الفاسد في المجتمع ومؤسساته وتعالج كل معضلة بإزالة أسبابها.. كم وعظ يذهب ، وكم نصيحة تضيع سدى، لأن الواعظ أو الناصح واجه النتائج وترك المقدمات، وتعرض حاصل الجمع أو الضرب وترك المفردات، فكان مثله كمثل من ظن أنه بوعظه وإرشاده يستطيع القط أن لا يؤذي فأراً أو الذئب أن لا يمس حملا. إنما منهج الإصلاح الحديث (أن يسير وراء المرض يتعرف علله، ثم يجتهد أن يزيل العلل فيزول (المرض) يرى المصلح الحديث أن الجريمة أو سوء الحال لم يأت عفواً فلا يعالج عفواً، إنما أتى من عوامل متعددة، فما بقيت العوامل بقيّ الإجرام، وبقيّ سوء الحال، فإذا تغيرت الظروف والبيئة أنقطع الإجرام وحسن الحال.. يتلخص الإصلاح (في الإيمان بقانون السببية) وبأنه شامل للظواهر الطبيعية، فحسن الأخلاق وسوؤها ، والإجرام وعدمه، والغنى والفقر، وفساد أجهزة الدولة والتلاعب بغذاء الناس، وسوء التربية، والفجور والعفة، كل أولئك ينطبق عليها قانون السببية ، كما ينطبق على الأجسام المادية التمدد بالحرارة والانكماش بالبرودة، ونحو ذلك.. كل النمط القديم في الإصلاح يقول (أطعم الجائع) والنمط الحديث يقول (لا يكن جائع) والنمط القديم يقول : (تصدق على الفقير) والنمط والحديث يقول : (أمح الفقر) والنمط القديم يقول : (أحبس المجرم) والحديث يقول : ( أجتث عوامل الإجرام) والقديم يقول : (أصلح الفلاح وحسِّن القرية) والحديث يقول : (أرصد في الميزانية المال لشرب الفلاح ماءً نقياً، وعلمه يطالب بحقوقه، وأعدل فيما يصيبه ويصيب المالك، وشِّرع القوانين حتى يصل إليه ما يكفيه، تحسن معيشته،.. نمط الإصلاح القديم (يعتمد على البلاغة والخطابة) ونمط الإصلاح الحديث (يعتمد على معامل كمعامل الطبيعية والكيمياء)، فيه تحليل للظواهر الاجتماعية حتى تعرف أسبابها، وفيه درس عميق وإحصاء دقيق، وفيه تشخيص المرض، ووضع المريض تحت الأشعة، وإجراء لتجارب العلاج، ورصد النتائج، ثم تنفيذ للعلاج حسب ما أرشد إليه البحث والدرس والفحص.. وعلى الجملة فالنمط القديم ينظر إلى ثمرة الشجرة والنمط الحديث إلى جذور الشجرة!!

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45031
Total : 101