Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الوقاية الغائبة والعلاج العقيم!!
السبت, آذار 28, 2015
د. صادق السامرائي

 

 

القول بأن الوقايةَ خيرٌ من العلاج , وهم من أوهام السلوك البشري , فالنفس لا تتقبل مفاهيم الوقاية , لأنها لكي تتوقى عليها أن تمتنع , وما هو ممنوع يكون مرغوبا جدا للنفس!!

 

ووفقا لهذه الطبيعة النفسية السلوكية التي تتفاعل في أعماق البشر , فأن مشاريع الوقاية أيا كان نوعها ما هي إلى حبر على ورق , أو تعيش في فنتازيا الخيال والتمنيات.

قد يقول قائل أن في هذا الطرح مجانبة للحقيقة والصواب , لكنه لا يستطيع أن يأتي بأدلة وأمثلة تدعم رأيه , بينما الأدلة أوفر لإسناد غياب سلوك الوقاية عند البشر.

 

فالبشر يعرف أن التدخين يتسبب له بالأمراض , وكذلك إحتساء الخمور والمخدرات والأكل الكثير  وعدم الحركة , لكنه يمضي في ذات السلوك , وتجده يتابع علاجات عقيمة لا تصلح ما أفسده عدم توقيه وإحترازه.

 

فالغريب في السلوك البشري أنه لا يستوعب مفردات الوقاية من أي ضرر أو خطر , ويمضي في سلوكه المحكوم بالرغبات الطاغية على آفاق رؤيته وتبصره وإدراكه لذاته وموضوعه.

 

فالذي لديه وراثة لمرض السكر , عندما تقول له بأنه سيصاب بالسكر إن لم يتحذر من كذا وكذا , لأن فحص دمه يشير إلى أنه مؤهل للإصابة , لا يأخذ قولك مأخذا جادا , وإنما ينكر ويقلل ويدافع ويبرر , وربما يغضب , وعندما تبدأ عليه أعراض مرض السكر يتواصل في سلوك الإهمال وعدم الإلتزام بالعلاج , ويمضي هكذا حتى تظهر عليه مضاعفات ومشكلات صعبة , فيكون جادا في العلاج , ولكن بعد أن صار العلاج لا يشفي بل يؤذي.

 

وهذه النمطية السلوكية تنطبق على السلوك السياسي وغيره من التفاعلات في الحياة , فلا يمكن لسياسي أن يستوعب آليات الوقاية , وإنما يريد أن يعالج ما هو قائم وحاصل , وهذا يعني أن معظم القادة والساسة لا يسعون للوقاية وحل المشاكل , بل لصناعتها والتفاعل معها بآليات غابية ذات نتائج فادحة ونهايات مأساوية , يلصقون بها مسميات سامية.

 

فالنصر السياسي يعني سفك الدماء , والبطولة إحراق ودمار وخراب وإهلاك , وإرتكاب فظائع ضد الإنسانية.

 

وترانا اليوم عندما نتحدث عن الوقاية من الذي سيحصل , يُنظر إلى ذلك بعين الريبة والحذر , ويحسب نوع من الهذيان , لأن واجب القادة المواجهة والقتال لتحقيق البطولات ودخول التأريخ من أي باب فيه مهما كان سيئا وقبيحا.

 

وما دام السلوك البشري يمتلك مناعة شديدة ضد الوقاية , فأن التداعيات تتنامى والأمراض النفسية والفكرية والروحية والعقائدية تتعاظم ولن تجد علاجا شافيا , وإنما عقيما ومساهما في ولادة غيرها وغيرها من رحمها السيئ!!

 

 


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4466
Total : 101