أبقت منظمة اوبك على سقفها التصديري فوق 30 مليون برميل دون تغيير، مع العلم أن هناك 1.5 مليون تصدر فوق الثلاثين مليون يوميا من أعضاء غير ملتزمين بحصص التصدير، ما أدى هذا القرار الى نزول اسعار النفط لستة دولارات للبرميل، فمن مصلحة من هذا النزول السريع بسعر البترول.
كلنا يعلم أن المستفيد الاول هم المشترون للنفط، فقائمة مصاريف الطاقة تنخفض عندها، مما يحرك عجلة الاقتصاد لديهم، فهل هذا ما كانت تفكر به أوبك؟
بالطبع لا، فاوبك لم يكن يهمها في يوم من الايام مصلحة المشترين حول العالم إلا لو كانت اميركا هي المشتري الاول، ووفق تاريخ اوبك فإنها لم تناقش مثل هكذا موضوع، لا في يومنا هذا، ولا سابقا، فهذا الخيار مستبعد.
وقيل أن نقص السعر سيجبر المنتجين من الصخر الزيتي بمراجعة حساباتهم حيث أن السعر الواطئ غير مجدي ومربح لهم لعلو كلفة الانتاج.
وهذا العذر قبيح، لأن أمريكا نفسها لن تسمح بان تتضرر شركاتها ومراكز بحوثها، إن كانت بحوث الطاقة البديلة او المستدامة، كالشمس والرياح، او انتاج النفط الصخري، من التضرر من هكذا انخفاض.
أستخدم هذا العذر لذر الرماد بالعيون عن السبب الرئيسي القادم.
وهذا السبب أن روسيا من كبار المنتجين و المصدرين في يومنا هذا، حيث يتجاوز انتاجها 10 مليون برميل باليوم، وهو قريب من انتاج السعودية ب 11 مليون، وربما سيتجاوزه عن قريب.
وبإنخفاض الاسعار ستعاني روسيا كثيرا، حيث أن أكثر انتاجها مكلف مقارنة بنفط الخليج العربي الرخيص، لذا فإن نزول الاسعار له آثار أكبر على اقتصاد روسيا منه على السعودية مثلا التي تحتفظ برصيد مالي ضخم.
والامر كذلك على اقتصاد ايران الذي يعاني من الحصار الخانق، فبنقصان الاسعار ستعاني ايران اكثر و أكثر.
أذن الامر سياسي بحت، فهدف اوبك هو اذلال روسيا وايران بسبب مواقفهم، فروسيا ما زالت تعاند بموضوع تدخلاتها في دول بقايا الاتحاد السوفيتي، وموضوع مساندتها للاسد، وايران تشترك بموضوع الاسد وكذلك التخصيب النووي.
أما مقولة أن التخفيض بالانتاج لو حصل من قبل اوبك فسوف تمليه الدول من خارج اوبك، فهو كلام لا معنى له، لان هذه الدول تضخ بالسوق كل امكانياتها الانتاجية، ولن تنتظر تخفيضا من اوبك حتى تأخذ مكانه، وهو عذر تتبناه السعودية ومن ورائها باقي دول الخليج حتى لا يبرز السبب الرئيسي لعدم الخفض.
فاتفاق السعودية والكويت وقطر والامارات سبق اجتماع اوبك، حيث تم الاتفاق على عدم التخفيض.
فهل ما زلنا نرى استقلال القرار الخليجي أو السعودي خاصة دون الاستماع والتنفيذ للقرار من البيت الابيض.