Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ألبخيل- قصه حقيقية
الخميس, كانون الثاني 29, 2015
ساهر هادي

كنت ذاهبا لمدرستي الابتدائية، حينما شاهدته فوق سطح دار قديمة في محلتنا، وقد بدأ يهدم بجدار الستارة ،وعندما عدت ظهرا بعد انتهاء الدوام، وجدته قد هدم جزء قليل منه، فحن قلبي عليه لكبر سنه وقلت له بعفويه ..عمو ليش ما تشغل عامل يفلش الدار عوضا عنك فأنت رجل كبير ..أجابني بعصبيه هذا مو شغلك روح ألبيتكم اتغده.

تكرر هذا المشهد لأيام طويلة، واتضح لي أن سبب التأخير في العمل، قيامه برفع الطابوقه من الجدار بتأني خوفا عليها من الكسر، ثم ينظفها مما علق بها من مواد البناء، وحينما يجمع كميه من الطابوق، يبدأ بإنزالها من السطح ويرصفها على رصيف الشارع، وكنت في كل يوم أذهب فيه للمدرسة وأعود منها أجده قد هدم جزء من الدار حتى انتهى من هدم الدار تماما .

ذات يوم رأيت مجموعه من العمال يشقون ألأرض لبناء اسسها ، وأخذتني الدهشه لعدم وجوده بين العمال، وحينما سألت عنه أجابوني، بأنه ذهب الى بيته ليجلب لنا ألفطور، وعند عودتي من ألمدرسه لاحظته يعمل أسوة ببقية العمال، اذ كان يحمل طاسه الجص ويناولها الى من يبني الدار، ويستمر بذلك دون كلل حتى انتهاء الوقت المخصص للعمل، فيغسل يديه ويخرج من جيبه أجور العمال ويسلمها لهم، وفي احد ألأيام قلت له ، عمو لماذا تجهد نفسك هكذا؟ فمسك اذني وقرصها قرصه شديده وقال لي ...يوميه يمرون عشرات الطلاب محد منهم يدخل بشؤوني انت ليش فضولي يالله امشي لأهلك.

استمر حاله هكذا حتى اكتمل بناء البيت، وكان رجال المحلة الكبار يقولون له ..المن كاتل نفسك تاليه إتظل وراك، مو كافي صار عندك عشربيوت، كافي طمع...ويجيبهم لو بيكم خير صيروا مثلي.

كبرت، وكنت ألاحظه بين فتره وأخرى يجمع الطابوق المتساقط في الشوارع ، ويأتي به ليرصفه قرب احد بيوته، واتضح لي انه يشتري البيوت القديمة بأسعار زهيدة ويهدمها ويعيد بنائها بنفس طابوقها وأبوابها وشبابيكها، لذا امتلك عدة دور في محلتنا والمحلات ألمجاوره .

كان يذهب الى مجالس العزاء بحجة قراءة الفاتحة ليتناول الطعام هناك، رغم ان عائلته لا تبخل على نفسها ،اذ لزوجته موارد خاصه بها تنفق منها على البيت، وذات يوم كنت جالس في محل صديق ومر في السوق، فنادى عليه وحينما دخل المحل، قال له ماهي أخبارك وشكد صارن..أجابه مال اشكد صارن انا لا احسب ،لأنه لا يحسد المال غير أصحابه، وكان يلبس دشداشه وقمصله عسكريه فأخرج من كل جيب في القمصله عدة بلوكات من فئة الخمس وعشرين دينار الطبعة السويسرية، ثم مد يده إلى جيب الصدر واخرج عدد من الأوراق وقال، أنا انتظر الآن أن يزداد عددها لتكون بلوكه فأحفظها مع أخواتها ،قال له صاحب المحل ، يمعود مره واحده في حياتك صير خوارده واخرج واحد منها فئة خمس وعشرين واشتري لعائلتك فواكه وفرحها ،فأجاب شوف البطران ،آنه طالعه روحي حتى اجمعها وهو يكلي عائلتك... وقال بعصبيه يأكلون وجع، سألته إذن لماذا تخرج من دارك وأنت تحمل هذا الكم الكبير من النقود ،ألا تخشى عليها من الضياع....أجابني بين فتره وأخرى اخرج كميه منها واجد سعادة كبيره في حملها ، وعند عودتي للدار أعيدها للقاصة.

مرض مرضا شديدا، وصادفني في السوق احد أولاده وسألته، هل عرفتم ملكيته بالضبط، فقد يتوفى وانتم لاتعرفون مايملكه ،أجاب والله حينما نسأله لا يجيبنا أبدا، ولكننا أحصينا عدد ألمفاتيح الموجودة في جيبه حينما نام، فوجدناها أربع وعشرين مفتاحا ،ولا ندري إن كانت هي كل ملكيته، أم لديه أملاك أخرى، وقلت له والأموال النقدية ،أجابني إنها في القاصة والمفاتيح في جيبه الداخلي، وهو حريص وكأنه يريد أن يأخذها معه حينما يموت.

بعد فتره توفي وترك كل شيئ، ومات محروما من التمتع بالحياة ، وكان يتحسر على الفاكهة حينما يراها، اذ رأيته ذات يوم ينظر إلى الفواكه المعروضة لدى البائع، فقلت له لا تتحسر، واخرج مبلغا بسيطا من جيبك واشتري به ما شئت ،أجابني بعصبيه ،شوف هذا شيكول، هو آني لو اكدر اطلع بايدي مبلغ من المال انتظر منك القرار، يا أبني لا استطيع هل تعرف ماذا تعني الكلمه، شكرت الله انه قد وهبنا القناعة بما لدينا وما تملكناه سخرناه لسعادتنا وسعادة عوائلنا.




مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48108
Total : 101