Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
جدار مائل غير آيل للسقوط
الاثنين, آذار 30, 2015
عمار يحيى

 

لأنه لم يسمعْ نصيحة من أهالي قريته أبداً، فقد ظلَّ مداوماً على أفعاله الحمقاء، هذه المرة قرر أن يستند على الجدار المائل نحو الأمام وهو يُدخّنُ سيجاراً تلوَ السيجار، أبناء القرية كانوا يعرفونه جيداً، لم يكن شاربه الكثيف ليخدعهم أبداً، لكنه كان يَخدعُ بسهولة من يمرُّ من أمام مدخل القرية وهو يرى هذا الشاب الضخم الجثة يُسند الجدار حتى لا يسقط! هذا المنظر حقيقي لمن يراهُ من بعيد، ولمن لا يعرف الشاب عن قرب! اشتهر بين القرى المجاورة بسرعة البرق حتى صارَ الجميعُ يخافهُ ويتغنّى ببطولاته التي لم تحدثْ أبداً، هو أيضاً صارَ يخاف أن يترك مكانه حتى لا تزولَ أسطورته التي صنعها بسهولة في البداية حتى صارتْ وبالاً عليه، بدأ الناس بالتوافد إلى المكان ليروا هذا العملاق كيف منعَ الجدارَ المائلَ من السقوط، لم تكن للجدار الملعون أيّةُ أهميةٍ اجتماعيةٍ أو أثريةٍ أو علمية! مجرّدُ جدار متشقّق لم يكن يستحقُّ قبلها حتى إلقاء نظرةٍ عليه، عدا عن أنه قبل أنْ يصبحَ مائلاً هكذا كان الأطفالُ يجلسونَ في فَيئهِ على الجهةِ الأخرى من شروق الشمس، الآن أصبحَ محطَّ أنظارِ الجميع بفضل الشاب الشقي، لثلاثةِ أيامٍ متتاليةٍ كان أهالي القرى المجاورة والذين لم تكنْ لديهم أيّةُ أعمالٍ تُذكر يتمتّعون بالجلوس أمام الجدارِ ومدحِ الشاب الذي بدأ دمهُ يَغلي كلما صارَ مدحُهم أقوى، فصارَ يَدْفَعُ الجدار بلا وعيٍ إلى الجهةِ المعاكسة لميلانه، حين يذهبونَ للنوم ليلاً كان يستغلُّ الفرصةَ وينامُ هو أيضاً لبضع ساعات، يستيقظُ مع أوّلِ سطوعٍ للشمسِ في وجهه،  لم يكن ليشعر بفعل مديحِ الأهالي حولهُ بأنَّ الجدارَ الهشَّ الأساس قرَّرَ أنْ يميلَ أكثر، تخيّل نفسه الأسطورة الذي كان حقّاً منذ اليوم الأوّل يمنعُ سقوطَ الجدار، فصارَ يدفعُ بقوةٍ أكثر، والجدارُ يميلُ أكثر، حتى صارتْ كتفاهُ تؤلمانه، لكن أحداً من المتفرّجين لم يكنْ يشعرُ بالميلِ القليل الذي زادَ على الميلِ القديم للجدار، بين حينٍ وآخر يقتربُ أحدهم منه سريعاً بعد أنْ يُشعلَ له سيجاراً، يضعها في فمهِ ويُسْرعُ مبتعداً عن الجدار، أو يضعُ آخر لقمةً كبيرةً في فمه بين ساعةٍ وأخرى، في اليوم الرابع أدرك تماماً بأنه لن يستطيعَ أن يترك الجدار لأنه سيسقطُ عليه قبل أن يكون قد أزالَ كتفيه تماماً عن إسناده، صارَ التحدي بين الأهالي أكبر، وقرّرَ بعضهم أنْ ينامَ هناك، اضطرَّ الشاب في الليلة الخامسة أن يبقى مستيقظاً، كانت قواهُ قد خارتْ تماماً، بدأ يصيحُ كي يساعدهُ المتفرجون الذين زاد استمتاعهم أكثر وبدأوا يتراهنون على أنّ الأسطورة سيستطيعُ أنْ يدفعَ الجدار إلى الجهة الأخرى، لا أحدَ من أهالي قرية الشاب سينسى صراخهُ في تلك الليلة.

 

عادَ الأهالي كلُّ إلى قريتهِ في اليوم التالي، وكان حديثهم الوحيد لأسبوعين أو ثلاثة هو الجدارُ الذي لم يكنْ آيلاً للسقوط مع أنّ الجميعَ ظنَّ بأنهُ آيلٌ للسقوط!

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44557
Total : 101