Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
داعش أم الجيش التركي ؟
السبت, آب 30, 2014
كاظم فنجان الحمامي

 

الحرب خدعة، والسياسة مخاتلة، والجيوش أدوات التوسع والتمدد والاختراق الحدودي، فالسمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة، والذئاب الشرسة تستفز الأسود المريضة، والتآمر خصلة توارثها ملوك الأناضول في مخادع حريم السلطان، حتى صارت هي الصفة الطاغية على سلوك دولة لا تحفظ حقوق الجوار. دولة ظلت حتى يومنا هذا تخصص ليرة واحدة في ميزانيتها السنوية لتعمير مدينة (الموصل) العراقية لأنها تندرج في فكرها العثماني ضمن ولاياتها المغتصبة.

لقد احتل العثمانيون العالم العربي أربعة قرون (1517-1918). قهروا خلالها العباد والبلاد باسم الدين، فقمعوا وطاردوا وسجنوا وقتلوا دعاة الاستقلال والتحرر في مجازر مرعبة. كان آخرها جريمة جمال السفاح الذي علق زعماء الاستقلال العربي على أعواد المشانق بساحة الشهداء في بيروت عام 1915، وأعدم فيها 21 زعيماً عربياً.

لم نسمع مسؤولا تركياً اعتذر في يوم من الأيام للعرب عن جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبها العثمانيون طيلة القرون المريرة عندما اغتصبوا الوطن العربي كله، ونهبوا ثرواته. 

ثم جاءت تصريحات (أحمد داود أوغلو) وزير خارجية تركيا لتضع النقاط على الحروف، وتكشف المستور في اللعبة الأردوغانية الجديدة، التي ستمهد الطريق لعودة سلطان الدولة العثمانية إلى ربوع العراق بحلة إسلامية مريبة. 

قال أوغلو: (لدينا ميراثاً آل إلينا من الدولة العثمانية. أنهم يقولون عنا: أنهم العثمانيون الجدد. نعم نحن العثمانيون الجدد). لقد جاء حزب العدالة والتنمية إلى السلطة منسلخا من حزب الرفاه الإسلامي لكي يعيد للإمبراطورية العثمانية مجدها القديم وهيبتها، التي بددها الرجل المريض بعد فشله في اختبارات الحرب العالمية الأولى. 

وبعد مضي قرن من الزمان تقريبا على تفسخ جسد الرجل المريض في مقابر التاريخ، أدركت تركيا الأردوغانية أن عدم قبولها في الاتحاد الأوربي لا يعني فقدانها القدرة على التنفس في الولايات العثمانية القديمة القريبة من هضبة الأناضول، فاندفعت بجيوشها في شمال العراق بذريعة مطاردة فلول حزب العمال، ولوّحت أكثر من مرة عن استعدادها للدفاع عن حقوق التركمان في العراق، ثم اخترقت الحدود العراقية من الثغور التي فتحتها لها أمريكا في جدران التنظيمات المتظاهرة بالإسلام، فكانت هي الراعية لها، وهي الممولة لبعضها، وأضاءت لها إسرائيل الطريق إلى استقطاب عامة العرب باختلاق المواقف البطولية المفبركة في الصراع الشكلي المفتعل بين أنقرة وتل أبيب، فلبس أمراء داعش عمامة السلطان أردوغان، وساعدت حكومة قطر في توفير الدعم اللوجستي لداعش وأخواتها، فكانت بوابة الموصل هي المنفذ الأقرب لقرع طبول الدعوة الأردوغانية، فجاءت التوقيتات في ظروف عراقية متأرجحة سبقت تشكيل الحكومة الجديدة. لقد اختارت تركيا الزمان والمكان المناسبين لاستعادة سيطرتها على مدينة الموصل، وضمها من جديد إلى عقارات الدولة العثمانية، فوفرت لداعش الغطاء الجوي والاستخباراتي والتعبوي، وكانت هي التي تدير العمليات الحربية من المواقع القريبة من الحدود العراقية.

ما الذي يمنعها من ذلك وهي التي دخلت بجيوشها الجرار منذ أعوام، وصالت وجالت في مدننا الشمالية كلها من دون أن يردعها رادع، وما الذي يمنعها من انتهاز الفرصة وهي التي كانت في طليعة الدول المرحبة بقرارات مجلس الأمن عندما فرض حصاره الجائر على الشعب العراقي، وأول دولة استقبلت الجيوش الجرارة المتحالفة ضد العراق، وأول دولة فتحت منافذها البحرية والجوية لقاصفات الأطلسي وسفنه الحربية، واشتركت معها في دك حصون المدن العراقية، وهي التي أقامت في هضبة الأناضول (22) سداً من سدودها الجبارة فوق دجلة والفرات لتحرمنا من استحقاقاتنا المائية من دون أن تعترض عليها حكومتنا.

ثم ألم تكن تركيا هي التي فتحت معسكراتها لداعش، وفتحت حدودها لداعش، ووفرت الغطاء الجوي لداعش، وسمحت لداعش بقتل المدنيين العراقيين على الهوية لإشعال فتيل الفتنة الطائفية، واشتركت ومازالت تشترك مع داعش في نهب ثرواتنا النفطية، وهي الآن أكبر الرابحين من السوق السوداء في حلبة النفط العراقي الذي تسرقه عصابات داعش من حقول الموصل. 

ختاماً نقول: ربما لا نستطيع إثبات تورط الجيش التركي في انتحال صفة داعش، وربما لا نستطيع الجزم بدخوله متنكراً برداء داعش، لكننا نتحدى أي إنسان يستطيع أن يثبت العكس، ونتحدى أي محلل سياسي يُبرِّأ ساحة الجيش التركي من ارتكاب هذه الحماقة. فالحرب خدعة، ومن المؤكد أنها تشمل المراوغة والمداهنة والنفاق السياسي عند الذين لا يحسنون الالتزام بقواعد الجوار. أغلب الظن أن تركيا هي داعش. وأن داعش هي الوجه الآخر لتركيا. وليس في الأمر ما يدعو للدهشة. وهكذا سيضيع العراق بين التتريك والتفريس والتكويت والتقطير.

والله يستر من الجايات

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45615
Total : 101