Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ماذا بعد «طلعت ريحتكم»؟
الأحد, آب 30, 2015
سوسن الابطح

لم تنجح الحكومة اللبنانية، منذ بدء تحركات حملة «طلعت ريحتكم»، سوى في مفاقمة غضب المحتجين، فهي كلما جاءت لتكحلها عمتها، بدءًا من إطلاق النار على المتظاهرين، وتبادل الاتهامات حول الجهة المسؤولة عن العنف الممارس على المواطنين، مرورًا بالجدار المخجل الذي أقيم ليفصل بين السرايا الحكومية والمتظاهرين، ومن ثم إزالته بعد أقل من 24 ساعة، وليس انتهاء بالمناقصات البذيئة التي أعلن عنها لتلزيم النفايات للشركات التي تتقاسم قالب الجبن مع السياسيين، علما بأن غالبية هذه الشركات من بين الأسوأ أداء، وأسعارها لا يجهل فداحتها سوى معتوه.
كان يمكن للحكومة المنقسمة على ذاتها أن تستمع للمحتجين، وأن تفتح آذانها للحلول المقترحة، وهي في غالبيتها وجيهة، وبينها ما هو علمي ومدروس، لتوقف الغضب عند حدود المطالبة بحل أزمة النفايات. لكن، وكي يزيد الأمر هزلاً، فإن رئيس الوزراء تمام سلام طلب من نظيره التركي داود أوغلو إرسال خبراء للمساعدة في الحل، مع أن مجرد إعادة الصلاحيات للبلديات، وتحرير أموالها المحتجزة، وتسليمها أمر نفايات مناطقها، يكفي لإعادة الأمور إلى نصابها.
لكن أباطرة لبنان وبدلاً من ذلك بقوا يرتكبون الأخطاء الفادحة تلو الأخرى، لتضطر الحكومة إلى التراجع تكرارًا، بكثير من الارتباك والضعف، تحت وطأة الضغط الشعبي.
أي ذكاء، مثلاً، الذي دفع بالمسؤولين إلى اتخاذ قرار تحويل عكار إلى مطمر للنفايات، مقرونًا برشوة من 100 مليون دولار، قيل إنها للتنمية، وعرف سلفًا أنها ستوزع على المحاسيب؟ أي فطنة أن تقترح مشروعًا يحتاج إلى تسيير مئات الشاحنات المحملة بالمخلفات العطنة، من بيروت إلى أقصى الشمال، على طرقات بالكاد تكفي لانتقال السيارات؟ ما الحكمة من طمر قاذورات كل لبنان في المنطقة الزراعية الأكثر خصوبة، وتلويث مياهها الجوفية التي هي كنز عكار وكل ما بقي لها؟
«طمرتونا بفضلكم» أجابهم العكاريون، وانتفض كذلك أهل طرابلس وهم يهتفون «طفح الكيل»، وبدأت الحملات والصرخات تتوالى من «بدنا نحاسب» إلى «فلوا عنا» و«كلن يعني كلن»، وعلت النبرة مع تفاقم الاستفزاز الرسمي لشباب تغلي دماؤهم. صار كلٌ يريد أن يتظاهر ليحقق ما يحلم به. كل المطالب يجب أن تنجز دفعة واحدة، من توفير الكهرباء والماء وفرص العمل، وصولاً إلى الزواج المدني، وإعطاء المرأة اللبنانية جنسيتها لأولادها. لم يعد نادرًا أن تسمع هتافات الربيع العربي سيئة الذكر: «الشعب يريد إسقاط النظام» برمته.
لكن أي نظام؟ «وهل ثمة نظام لإسقاطه؟»، كما كتبت زميلة صحافية تتساءل. لم يبقَ إلا أشلاء حكم في لبنان، بعد فراغ فاق السنة في سدة الرئاسة، وتعطيل الانتخابات النيابية، والتمديد للمجلس لمرتين متتاليتين، والنزاعات التي تعطل عمل الحكومة، حين يكون ثمة ما هو لخير الناس، بينما تعقد الصفقات، لحظة يتطلب الأمر، تقاسم قالب حلوى دسما.
بدل أن تتشاطر الأحزاب، برمي المتظاهرين، مرة بانتمائهم إلى «8 آذار»، وأخرى إلى «14 آذار»، أملاً في تخويف جمهورهم وردعهم عن الاحتجاج، كان يجدر بهم أن يصرفوا جهودهم لتفكيك القنبلة الموقوتة التي باتت تهدد بالانفجار الكبير. ثمة ضبابية في الرؤية عند المتظاهرين، حين يطالب بعضهم بإسقاط الحكومة التي بانهيارها تنتهي كل سلطة شرعية في لبنان، ولا يعلم أحد ماذا سيحل بالجيش بعدها. والزعامات السياسية، في المقابل، رغم حقن الإنعاش الخارجية، ليس بمقدورها أن تتماسك لفترة طويلة، بسبب عداواتها البينية، وتزايد جحافل الغاضبين.
الجميع في عنق الزجاجة اليوم، الشعب الذي جوّع، وقهر، ونهب حتى بلغت ديونه ما يقارب 100 مليار دولار، تقاسم غالبيتها الحكام وأزلامهم، وكذلك أصحاب السلطة الموغلون في تقاسم الحصص وتوزيع الغنائم، حتى صمت آذانهم في مستنقعهم النتن عن سماع أنين المتألمين.
قليل من الذكاء يكفي لدرء الكارثة، شيء من الفطنة يمكن أن ينقذ بلدًا. لبنان ليس ليبيا ولا سوريا ولا مصر. وقفة صدق بمقدورها أن تغير المسار.
للمرة الأولى يتمرد اللبنانيون على زعماء طوائفهم، يتحركون من دون أوامرهم، يرفضون حمل شعاراتهم وألويتهم. البعض لا يزال يتردد، لكن التيار قد يكون جارفا. هذا لا يعني أن اللبنانيين موحدون. التناقضات أعمق من أن يجسرها حتى ذل المهانة.
الحراك في ظاهره مشرّف. الشعارات تثلج القلب، محاولة المحتجين تنظيم أنفسهم، والتنسيق في ما بينهم يبشّر بتعاضد مستقبلي، لكن هذا ليس إلا ظاهر المشهد، لبنان بلد التسويات الدموية، والحروب التي تبدأ لكنها لا تنتهي.
«داعش» تحشد على الحدود، الزنار السوري يشتعل، والحلول هناك لا تزال بعيدة، والداخل اللبناني صار أشبه بأنقاض.
الخشية هي من انزلاق، صوب مجهول لا تحمد عقباه، ومع ذلك يرى المحتجون أنه لم يعد لهم من خيار سوى انتزاع حقوقهم بالقوة، واسترداد كرامتهم في الشارع.
راكبو الموجة كثر، هذا ليس تثبيطا للعزائم، لكن في بلاد يدس فيها السم في العسل، يصبح الغدر سهلا والطعن محتملا من كل جهة. ما زال بمقدور حكام البلاد الذين مصوا دماء الشعب أن يقوموا بخطوة أخيرة. التسويات التي يحاولونها على طريقتهم المراوغة، ستأتي بنتائج عكسية. منطق الناس يختلف تمامًا عن أحابيل المتمرسين، في ألعاب المماحكة والغش. المحتجون في الشارع ينتظرون فعلاً صادقًا وسريعًا. و«مأساة الكاذبين ليست أن أحدًا لا يصدقهم، وإنما في أنهم لا يصدقون أحدًا». لعلهم لم يقتنعوا بعد، بالقدر الكافي، أن المظاهرات هذه المرة تختلف كثيرًا عما سبقها. الناس يريدون في العمق تغيير الطاقم الذي لا يزال يصنع حربه منذ أربعين عامًا. وهذا في لبنان مسالكه معروفة لمن يصفي النية ويصدق الطوية. ليعلن حكام البلاد اليوم قبل الغد عن قانون انتخاب نسبي، وليتركوا للناس حرية الاختيار. فعلاً: «طلعت ريحتكم»، ففي مستنقع الأكاذيب لا تسبح سوى الأسماك الميتة



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.49042
Total : 101