Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هوية المدينة.. رصيف!
السبت, كانون الثاني 31, 2015
سعد تركي


الأرصفةُ هويةُ المدنِ ومقياسٌ لتحضّر أبنائها، فالرصيفُ يستفزّ الحواسَ ويثيرُ النشاطَ ويحثُّ الأقدامَ على الحركةِ ويمنحُ الناسَ فرصةً للتأملِ والتقاطِ الأنفاسِ مثلما يمنحهم الأمنَ والطمأنينةَ.. مدينةٌ تتخلى ـ طوعاً أو كرهاً ـ عن رصيفٍ تتنازلُ عن رئتها فيفسد فيها الهواء ويختنق سكناها.. مدينةٌ تلغي أرصفتها كنهرٍ أهدرَ ماءه لأنّه تنازلَ عن إحدى ضفتيه.. أيُّ مدينة يجدُ المارةُ فيها أنفسهَم ـ مطرودين ـ إلى المساحةِ المخصصةِ للسيارات، تُمسي بلا حياةٍ أو روحٍ.
لم يعُد بمقدورِ مدننا أنْ تشعرك بالأمانِ لأنّها أضحتْ من دونِ أرصفةٍ، ولو أسعدَ أحدنَا الحظُ في العثورِ على واحدٍ منها فسيكون ملغوماً بالقمامةِ أو بكتلةٍ كونكريتيةٍ أو هيكلٍ حديدي سينمو ليصبح "بسطيّة"، أو يفاجئه زعيقُ سيارة هربتْ من زحامِ الشوارعِ.. في مدننا أصبحَ لـ"الآلةِ حقوقٌ أكثر من حقوقِ الناس" كما قالت مرّةً دبلوماسيةٌ غربيّةُ. 
لا شيءَ أكثر بؤساً من مدينةٍ لا يجدُ فيها عاشقٌ مكاناً يصوّبُ منهُ نظرةً عجلى إلى خيالِ الحبيب، وتموتُ فيها ضحكاتُ الأطفال تحت العجلاتِ المسرعةِ أو ضجيجِ المنبهات.. المدنُ التي تحتفي بالشوارع فقط تُضيّع ذاكرتها، فتختفي في زحامها آهاتُ المحبين وضحكاتِ الأطفال.. ذكرياتُ العابرين لا يضمّها شارعٌ مهما اتسع كما يحتضنها صدرُ رصيفٍ. المدنُ التي تؤثثُ أرصفتِها بثراءٍ باذخٍ تحتفلُ بالإنسانِ قيمةً عليا، وتحفظُ له ذاكرته من الضياعِ وتمنحه الكرامة والأمان.
أرصفة مدننا ـ الضيقة أصلاً ـ باتت ممنوعةً على المشاة.. الباعةُ الجوالون احتلوها فضاقتْ بهم، المحالُ التجارية تمددت عليها، المساكنُ حولتها إلى حديقةٍ ملحقةٍ بالدارِ أو كراجِ سيارة أو (حَمّام) للضيوفِ، المولداتُ الكهربائيةُ بملحقاتها استأثرتْ بنصيبها.. على أرصفةِ مدننا نربّي المواشي ونذبحُها ونسلخُها ونشويها تكة وكباباً.. صارَ الرصيف كلّ شيء إلا أن يكونَ رصيفاً للمارّة!!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.53222
Total : 101