Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نجم والي ( دخان المارلبورو وكوفية عرفات وكرايسكي )
السبت, كانون الثاني 31, 2015
نعيم عبد مهلهل




فاز صديقي الروائي ( الآتي من أزقة عماريا في الجنوب القصي ــ ميزوبوتاميا ــ ) نجم والي بجائزة برنو كرايسكي للكتاب السياسي لعام 2014 عن روايته ( بغداد مارلبورو ) ، وكنت اعرف أنه يفوز في هذه الجائزة حالما اخبرني أن الرواية قد رُشحت في القائمة الطويلة والقصيرة للاعمال المرشحة.
ولأنني ارتدي قميص النبؤات بسبب عطر الاساطير والتعاويذ والطين ( الحري ) على ضاف الأنهر وضفاف الأهوار السومرية والتي تصبغ جسدي منذ مسلات والدي الذي كان يعمل عامل الطين في مسطر البنائيين في في مدينة أور ، قلت له : أن الرواية ستفوز لأني قرأت في فتنتها أسطرة ووسرد الرؤيا الهائلة لما بعد مجيء الدبابات في نزهة ساحة الفردوس ووضع الحبل الحديدي حول رقبة ( الرئيس ) وسحبها بدبابة.
الرواية في تقديري رؤيا الرواي للسياسة بشكلها الروحي في قراءة واقعية وذهنية للمتغير في صورتيه ( السعادة والفجيعة ) وهي خلق جاد لبانورما من الاحداث والتواريخ والاحاسيس وما يطلق عليها الالمان ( الانتكراسيون ) أي الاندماج بين رائيتين مختلفتين للمشهد الحضاري ، بغداد ــ تكساس ــ نادي العلوية ــ نيوأورنيلز.
لقد تحدث عنها كثيرا في كتابي الجديد الذي سيصدر في نشر مشترك بين داري نشر نينوى وميزوبوتاميا والموسوم ( نجم والي ..حرب المعدان والألمان ).
ولكني هنا سأتحدثت عن نجم والي الذي تحرر من مناخات صباحات الدهشة الفطرية في جنوب بائعات القيمر وموسيقى اعراس الكيف الذكوري ( المثيلي ) والطور المجراوي ، ليذهب الى اقصى الرؤيا ويسجل بمغامرة تشبه الى حد ما مغامرة ( آدابا ) مع الآلهة وينتج لنا كما مدهشا من حكايات يقصها شهريار على شهرزاد جرمانية يتخيلها الجرمانية الجميلة ( آنستاسيا كانيسكي ) أو الأسبانية الجميلة ماريا دون كيشوت أو أخرى اندلسية سرقها من حانات غرناطة وذهب بها الى فنادق طنجة يمارس معها فحولة غرام المعدان بعون من آلهة سومرية جلست تحت خصلات شعره المجعد تثير فيه حافز الحكي والتدوين وأرشفة تأريخ غريب من مقابر الحروب وموسيقى الغجر في حي الطرب وملاهي الشارع الوطني في عشار البصرة ومقاهي ليل هامبورغ وفيينا وكاتلونيا والشوارع الخلفية في هارلم وكازبلانكا وكميت وقضاء المجر الكبير.
فاز نجم والي بما يستحقه منذ زمن بعيد ـ وأعتقد أن رُفات المستشار النمساوي برنو كرايسكي بخواطرها الاشتراكية وتعاطفه مع خطابات عرفات وامنيات عراب ( فتح ) سيسره كثيرا فوز نجم والي لأن الرجل بروايته الجريئة والتي اثارة الاعجاب لدى البعض والكره لدى البعض الاخر كما فعلت روايته المثيرة للجدل ( ملائكة الجنوب ) سيسجل تأريخا ازرقا لحزن صباحات بلدته الجنوبية في سماء العاصمة النمساوية وهي تعلن فوزه بالجائزة.
صورة الرواية هي التوثيق الشجاع لتواريخنا الروحية عبر قدرية البؤس والحرب التي ظلت تلاحق مدينة الاطياف الشهرزادية ( بغداد ) وعبر مشفرات الخلق الروائي لدى نجم والي وهو يتحدث الى ايتاليو كافينو ليرثي معه متغيرات المدينة وتحولاتها بين ازمنة ( سلمان راضي ) الى زمن الكومييسارة فيرينا ورجل المارينيز السابق دانييل بروكس .
هذه المسافة بجغرافيتها هي أسطرة الواقع الذي ابدع فيه نجم ليؤرشف حقيقة ما جرى وكأنه يسجل بهذه المسلة الممتلئة غراما وشعرا ودبابات نبؤة ما ابتدأها هولاكو وانتهى مع خطوات رفاق السيد دونالد رامسفيلد.
الرجل ( نجم والي ) صانع ماهر لسيرة المكان ولكن بخصوصية نادرة من السرد حين يتعقب بالتفاصيل اليوم العراقي وكوالسيه في ظل متغير هز اركان الخبر الصحفي في كل جرائد العالم حين سقطت العاصمة العراقية بأربعة ايام تحت سنابك خيول المدرعات وبساطيل الجند ، وخلف اجفان هؤلاء الجدد يسجل ( نجم والي) مراثيه ورؤاه وارشفته وتسجيله لوقائع الخفي والمعلن في حياة هذه الحرب وهذا الاحتلال عبر ذكرياته وخيال موهبته الروائية وصنعتها المتميزة.
نجم والي يسجل نبؤة لقاء كان مقدرا له أن يكون بين الراوي ( نجم ) وجندي المارنيز (بروكس )، ومن خلال تلك القدرية المصنوعة بهاجس غيبي يسجل الراوي كل التفاصيل الخفية والعلنية لاناس صادفهم في ذكرى سابقة أو لم يصادفهم ، أصدقاء وغرباء سجلوا تواريخ المكان في متغيراته أبعد من مدافع عبادان والبطاقة التموينية الى اليوم الذي تم فيه نهب موجودات المتحف الوطني.
وربما صداقته مع سلمان راضي ، افتراضية كانت أم حقيقية هي من جعلت الرواية تشتغل على باطن المكان وسريته التي رافقت الحدث في ما وراء القصد الذي تم فيه دكْ اسوار بغداد حين تجاوز الروائي هذا وابتعد عن الصورة بسطحيتها ليذهب الى عمق الشخصية ويجعل القارئ مهيئا ليفهم كواليس وخلفية كل ماجرى ولكن بفنتازيا شعرية ومثيرة وساحرة.
انتقال ارواح الشخوص بين نيوأورلينز ونيويورك وبغداد وخطوط الوثوب على الحدود السعودية والكويتية وحارات بغداد الاثرية والعتيقة وأنديتها الأجتماعية صنعت جغرافيا عولمة المكان وروحه عبر فوضى الحرب وهدوء قصيدة نسجها نجم بين طيات روايته عبر دخان المارلبورو وحصان رجل الكابوي الذي كان يظهر في اعلانات السجائر والذي مات قبل ايام عن عمر ناهز 85.
تذكرت وجه رجل اعلان سجائر مارلبورو وقارنته بوجه نجم في تخيلي لمدى ما تحمله من ليالٍ وقوارير الجعة وفناجين القهوة وهو يحاول أن يسجل الوقائع السرية لنبؤات الآلهة وهي تسجل انهيار المكان وقصوره الرئاسية.
وبين وجه رجل الكابوي والقادم من دشاديش ازقة مدينة العمارة ( 1958 ) تتشكل في ذاكرتي طقوس كتابة الرواية ، وفي زاوية بغرفة الكتابة في شقته انتخب لي مكانا تلامسه ألوان الأضوية الهادئة التي يختارها نجم حين يهم في كتابة التفاصيل المدهشة لروايته ( بغداد مارلبورو) ويشاركني عرفات وكرايسكي تأمل نجم لحظة كتابة ( المارلبورو ) وكأنهما ينتظران اتمامها ليعلنا فوزه بالجائزة.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47692
Total : 101