Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
علاء الأسواني ومرحلة المرآة
السبت, كانون الثاني 31, 2015
افنان القاسم


في قصة "أوراق عصام عبد العاطي" لعلاء الأسواني نقرأ:

"أكدتُ لها أن مصر بلد ميت وأن الحضارات كائن كأي كائن يمر بمرحلة الطفولة والصبا والشباب ثم يشيخ ويموت وقد ماتت حضارتنا من مئات السنين فلا أمل يُرجي في بعثها، قلتُ لها إن المصريين لهم نفسية الخدم والعبيد ولا يفهمون إلا لغة العصا".

في العبارة صورة مرآوية لعصام عبد العاطي، الشخصية الأساسية في القصة، فمصر البلد الميت هي صورته البصرية وكذلك المصريون الخدم والعبيد في نفسيتهم الذين لا يفهمون سوى لغة العصا. نقول صورته، لأنه هو من يؤكدها ومن يقولها (أكدت لها قلت لها)، ولأن صورته هذه صورة من بين صور ليست بالضرورة ذاتها عن مصر والمصريين. هو كمصري شيء، وكصورة للمصري شيء آخر عندما يقول:

"لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا".

كمصري، حقيقته في الواقع تعارض صورته في المرآة، وهو يشعر بها شعور من لا خيار له على الرغم من موقفه منها:

"اخترت هذه العبارة الشهيرة لمصطفى كامل لأبدأ بها أوراقي لأنها في رأيي أسخف ما سمعت في حياتي أو هي تمثل، إن كان صاحبها صادقًا، نوعًا من التعصب القبلي الغبي الذي ما أن أفكر فيه حتى يتملكني الغيظ".

لولا تأكيد صورته في المرآة (مصر بلد ميت المصريون لهم نفسية الخدم والعبيد لا يفهمون إلا لغة العصا) لما أبدى موقفه من نفسه، فهي أوراقه، مذكراته، وكل هذا –بفضل صورته المرآوية- هو كما يجدر الإشارة إلى نفسه، كيف يراها على حقيقتها: سخيف، متعصب، غبي، خصائص لم يعرفها فيه أو عرف بعضها كأنصاف خصائص أو أجزاء منها لا تدفع إلى اتخاذ موقف من نفسه، وهو بفضل صورته في المرآة، أصبح يبين لنفسه (حتى يتملكني الغيظ)، وأصبح يبين لغيره (إن كان صاحبها صادقًا) كما يقول ميرلو بونتي اعتمادًا منه على جاك لاكان، وذلك عند المرور من الأنا الاستباهي الباطني (صفة الحساسيات التي تتلقى تنبيهاتها من الجسم حيث تحدث) إلى الأنا المرآوية، وهو المرور من حالة للشخصية إلى أخرى، كما يضيف ميرلو بونتي، من حالة للذات إلى أخرى، والذات هي كل الغرائز مجتمعة، ولولا الصورة المرآوية (مصر بلد ميت المصريون لهم نفسية الخدم والعبيد لا يفهمون إلا لغة العصا) لما كان تأمل الذات:

"هل يتميز المصريون مثلا بالجدية وحب العمل كالألمان أو اليابانيين؟! هل يعشقون المغامرة والتغيير كالأمريكان؟! هل يقدرون التاريخ والفنون كالفرنسيين والإيطاليين؟! ليسوا علي أي شيء من ذلك... بماذا يتميز المصريون إذن؟ أين فضائلهم؟ إنني أتحدي أي شخص أن يذكر لي فضيلة مصرية واحدة؟! الجبن والنفاق، الخبث واللؤم، الكسل والحقد، تلك صفاتنا المصرية، ولأننا ندرك حقيقة أنفسنا، فنحن نداريها بالصياح والأكاذيب... شعارات رنانة جوفاء". 

إنه تأمل الأنا المثالي للمصريين بالمعنى السياقي، أي تأمل أنا لا مثالي: عدم الجدية وحب العمل، مقت المغامرة والتغيير، عدم تقدير التاريخ والفنون، الجبن والنفاق، الخبث واللؤم، الكسل والحقد، الصياح والأكاذيب... أنا لا مثالي نقيض الأنا المثالي، ذلك الجانب الخاص للشخصية الناتج عن عقدة أوديب ينبوع كل العمليات الثقافية العليا الفنية والأدبية والأخلاقية... إلى آخره. لهذا لم تكن أهمية الصورة المرآوية في اكتساب مضمون جديد –حسب ميرلو بونتي- وإنما في وظيفة جديدة، الوظيفة النرجسية. هذه الصورة البشعة للأنا في الحالة المصرية هي الصورة الجميلة لها، الصورة النرجسية لعصام عبد العاطي التي أبصرها ليعرف نفسه وليعيش اغترابه تحت استعارة "سلسلة متصلة من الهزائم":

"إن التاريخ المصري ليس في الواقع سوى سلسلة متصلة من الهزائم منينا بها أمام كل الأجناس بدءًا من الرومان إلى اليهود".

لم يعد الشخص الذي كانه، إنه صورته في المرآة، فأنتج نفسه –كما يقول لاكان- تحايلت أناه على صورته المكانية –كما يضيف لاكان-، فغادر عصام عبد العاطي واقع أناه إلى هذه الأنا اللا مثالية أنا الصورة المرآوية، وبالتالي إلى اغتراب آخر يأتي من ناحية الآخرين:

"ننظم أكاذيبنا عن أنفسنا في أغنيات وأناشيد، هل سمعتم عن أي شعب في العالم يفعل ذلك؟ هل يردد الإنجليز مثلا «آه يا إنجلترا يا بلدنا أرضك مرمر وترابك مسك وعنبر»!! هذا الابتذال من خصائصنا الأصيلة!".

إنها صورة الأكاذيب عن النفس في أغنيات وأناشيد يراها "الآخر" فينا (الإنجليز) كابتذال للأصيل من خصائص لنا، صورة للصورة التي في المرآة عنا، والتي لا يرى الآخر غيرها، وبالتالي يكون انتزاع الشخص من نفسه بعين الآخر بعدما كان انتزاعه بعين المرآة، فالصورة المرآوية –حسب لاكان والحالة الطفولية- هي الرحم الرمزي الذي يلقي الأنا بنفسه فيه تحت شكل أولي جوهري أساسي قبل أن يُسقط نفسه في جدل التماثل والتطابق مع الآخر –وحسبنا والحالة المصرية- هي الرحم الرمزي الذي يلقي الأنا بنفسه فيه تحت شكل مشوه ممسوخ دميم قبل أن يُسقط نفسه في جدل اللا تماثل واللا تطابق مع الآخر



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48205
Total : 101