(زينة).. زينة العقل

 

الى الذين يعادون الانوثة ويعلنون نقصانها وقصر بصرها وبصيرتها ومحدودية فكرها وقدراتها , عليهم ان يضيفوا على معلوماتهم (القاصرة) ان الانثى اليوم احرزت لقب الاولى على العراق في مجال الدراسة الاعدادية الفرع العلمي بمعدل 100% , انها الطالبة (زينة) التي دحضت بنتيجتها هذه كل المفاهيم البالية , وشعارات انصاف الذكور التي تهين المرأة وتقلل من شأن قابلياتها الابداعية الخلاقة . ان نتيجة زينة هي بمثابة رسالة متعددة المضامين وثرية المدلولات , اولها ان تعترف التيارات العقائدية الرجعية- المتسترة بجلباب الدين- ببطلان نظرياتها وفرضياتها المصطنعة والتي تجافي الدين المنطق والعقل والحقيقة لاسيما بعدما تكشف زيفها وسوء قصدها , فالنزعة الذكورية التي تسعى تلك التيارات لتكريسها داخل المجتمعات على مدى عقود لم نجن منها الا البلاء والتأخر والتخلف , فاليوم -وبشكل عام- القتل من صنع الرجال وكذا الحروب والنزاعات والصراعات والفساد والعداء , اهذا ما يريده من يتباهى بافضلية الرجال على النساء ويصور للاخرين على ان الاخيرة هي (عورة) ولا تملك ادنى مقومات النجاح والابداع , ما حثهم الى التفنن بكل اشكال الاقصاء لابعاد العنصر النسوي عن مفاصل الحياة , ومن ثم جعله فقط وسيلة من وسائل المتعة لاشباع رغباتهم ونزواتهم الجامحة سواء الدنيوية او الاخروية , بما يجيزون لانفسهم بفتاوى واحاديث ما انزل الله بها من سلطان . عندما ظهر التعليم المدرسي والجامعي حرم على النساء كما حرم عليهن العمل ومشاهدة التلفاز , وذلك من اجل احكام القبضة على عقولهن التي يصفونها (بالناقصة) وجعلهن دائمنا تحت السيطرة والخضوع خدمة لمشاريعهم المشبوهة , وبما ان العلم نور , فقد يكشف ضياء هذا النور خداع وتحايل التعصب الرجولي ويدعو الى الثورة والنهوض والتمرد , لاسترداد الحقوق الانسانية المستلبة. ان ديدن التطرف الانانية , فتراه يقتل ويقاتل كل المشتركات والمقاربات وينفر من مبادئ التعايش وقيم العدالة والمساواة خصوصا بين الجنسين اذ يعتبر هذا الامر تهديدا لوجوده وبقائه , على المتطرفين والمتعصبين ان يعوا حقيقة ان المراة اليوم تختلف عن السابق , فلم تعد مناهج التظليل والخداع مجدية , في زمن يشكل به الطيف النسوي اشعاعا منيرا من العلم والعمل والتميز والابداع , وشريكا مهما لايمكن الاستغناء عنه في صناعة الحاضر والمستقبل . وها هن ( زينة ودعاء ورندة) يتوجن بتاج العلم والتفوق .