قصيدة : الصدر يرثينا ـ للشاعر الشيخ أوس الخفاجي







الصدر يرثينا

 

ماجئتُ أرثيك لكن جئتُ أرثينا

أنت المُعزّى فخذْ فينا تعازينا

جئنا نعزيك موتى بعد يقظتنا

عُدْ يا يسوع وجدّد نفخةً فينا

أنعى إليك دياراً كنتَ مؤنسها

أضحت خراباً فما رحبت لتأوينا

أنعى إليك قلوباً كنتَ تملئها

عشقاً لخالقها واليوم تردينا

أنعى إليك عراق الدين وا أسفاً 

أمست حماةُ التقى تحمي الشياطينا

ذي جنّة الأرض حقاً كنت حارسها

وكنت عن تلكم الأشواك ناهينا

لاتقربوها تنادي فهي مظهرةٌ

عوراتكم ثمَّ لا زلتم مهانينا

لكنَّ ثعبانها الشيطان قاسمنا

إني لكم ناصحٌ بالخلد يغوينا

فاستطعمَ الناسُ ما الشيطانُ طابخهُ

راموا رضاه وكانوا عنه راضينا

عذراً أبا مصفى جئنا نتوبُ بكم

مما نسوا نصحكم أو ماتناسينا

نبكيك (كلاّ لإسرائيل) تهتفها

واليومَ عاثتْ يهودٌ في أراضينا

أنعى إليكم عراقيينَ كنتَ لهمْ

موحداً والداً أضحوا مهانينا

عراقُ مهديِّنا أعدائه دخلوا

عن فكر مهديِّنا جائت لتلهينا

وقسّمونا فرادى بعد وحدتنا

ويضعفونا أقاليماً وتوهينا

نشكو إليك (نريدُ)و(فوراً) كنت تطلقها

ضدَّ الطغاة بحزمٍ ما رأوا لينا

واليوم أبنائك الأحرار من رفضوا 

للاحتلال غدوا أسرى مساجينا

خيراتنا نُهبتْ ودورنا هُدمتْ

أطفالنا نُحرتْ صاروا قرابينا

مساجدٌ أحرقت مشائخٌ ذُبحتْ

وقبةٌ أُسقطت آهٍ لهادينا

زوّارنا مُنعتْ شبابنا هُجّرتْ

وكربلا رجعت ضدَّ الموالينا

لم يبقَ إلا حماة الدين نرمقهم

عين العتاب ويبقى الصدر حادينا