الجيمسي و المطار

 

 

لستَ متأثرا كثيرا بفلم الراقصة والطبال , على الرغم من حلاوة نبيلة عبيد,,ودورها النبيل كراقصة... في هذا الفلم العربي القديم.....ولكني بحثت عن اسم لموضوعي هذا فلم أعثر الا على الجيمسي والمطار ..مع غياب واضح لكل تفاصيل قصة الجمال لنبيلة عبيد ومواقع الفتنة لديها..والمطار هو مطار بغداد الدولي ,حيث واجهة العراق الرئيسة والمحطة الاولى لكل عراقي عائد ,,مثل حالي ,, او زائر اجنبي أو مسؤول {طاب.. طالع }, وكذلك الامر لكل مغادر ,وفي الاخير تمثل هذه الواجهة , واجهة رسمية مهمة جدا لاعطاء انطباع عن هذا البلد أو ذاك..وبعد اتمام اجراءات السفر او اجراءات الاستعداد للمغادرة ..ترى نفسك على البوابة الخارجية للمطار منتظرا من يقلك الى ساحة عباس بن فرناس و والتي تبعد مايقترب من 7 كيلو عن بوابة المطار ....ولكن لا أحد يقلك أو يساعدك في الاياب او الذهاب الا نظام سيارات جيمسي الاميركية الصنع ذات اللون الاسود ,والتي تحمل في العادة 7 راكب...هي الوحيدة التي تعمل في هذا الخط ,ولامناص ولا مهرب الا بامتطائها اسوة بالفارس العربي...وهي على ما يبدو, هي شركة أهلية ,طبعا لاتعرف كيف صارت ومن وراءها ؟؟؟؟

عموما ,تأتي السيارة وعليك بالتدافع من أجل الحصول على مقعد أو حجزه بالقوة أو بالمروة ...بعد بكيفك ... والافضل أن تعتمد على الحماميل في حجز مقعد لك بعد أن { يجلب بالباب ويصيح محجوزة للعائلة اخواني } وهكذا تحصل على دفرة ودفعة ثم تعتلي صهوة السيارة الجيمسي لكي تنطلق بك من والى قاعة المطار ,او من والى ساحة عباس بن فرناس .... فتنظر الى نفسك وقد نلت القسط الاولة من الرزالة الناشفة ؛ بمناسبة العودة للوطن العزيز!!!! , اما ان كنت مغادرا , فبعد رحلة مضنية في سحب الحقائب على الحصى وفي عز الظهيرة لمسافة تزيد على مئة متر يتغير معها لون الحذاء الى جوزي قسرا وقهرا,,,,عليك ان تثب على الاخرين وتدفرهم دفرة تاريخية { مفعول مطلق لبيان نوع الفعل } قل نظيرها في العصر الحديث....وتحجز مكانك والا فانت من المتاخرين عن رحلتك المشؤومة ,طبعا من الصعب جدا تنظيم الامر ببطاقات ذات رقم تسلسلي لكل راكب ؛ لان الامر يتعلق بمفهوم الامن القومي للمنطقة ودول الجوار,,,,,, وبعد مسافة قصيرة جدا..يقوم الركاب { بجمع الكروة } اي اجرة النقل ..وكل مسافر يدفع 10,000 دينار عراقي ..اي الدرب الواحد للسيارة الواحدة 70,000 دينار عراقي ؟؟؟ منها 21,000 دينار عراقي للسائق والباقي للشركة !!!!

بمعنى اذا استقبل مطار بغداد رحلة في اليوم او بمعدل 300 قادم أو مغدار { في أقل تقدير ممكن ..يكون الناتج 300 * 10,000 ويساي 3 ملايين في اليوم الواحد , وفي الشهر ما يقرب 100 مليون دينار عراقي في الشهر الواحد, وبمعدل مليار و200 مليون في السنة والواحدة ,هذا كله على افتراض طائرة واحدة فقط في اليوم....وعندك الحساب أغاتي

ولكي يتجنب المواطن الكريم أولى الاهانات على أرض الوطن المتباهي بعمق حضارته.. ليس بمعجزة ان يشرع العقل العراقي في وزارة النقل بالسهر ليلا و العمل نهارا ويستشير ويستخير ويصلي ركعتين في جوف الليل؛ حتى يكتشف بأن باصات النقل الحديثة العائدة للدولة ممكن ان تنقل المواطن وبدون اجرة او باجر رمزي , من و الى ساحة عباس بن فرناس رضي الله عنه وارضاه وادخله فسيح جناته بعد ان طار وسقط من عليائه...وتحفظ للناس بدلاتهم الانيقة التي يسافرون بها وتحفظ ما تبقى من ....