دور الشهيد في التربية التكاملية

 

 

 

 

 

 

بقلم مؤيد عطوان

إن الإسلام بإصوله وفروعه يستهدف هداية الفرد والمجتمع والدولة الى الصراط المستقيم(إهدنا الصراط المستقيم)..

فلا بد أن تكون حركة الفرد والمجتمع والدولة نحو الهداية والنور وهي بنفس الوقت إبتعاد عن الضلال والظلام..

إن الله إستخلف الإنسان(إني جاعل في الأرض خليفة) وهذه الخلافة هي مسؤولية عظيمة أمام خالق الكون وأمانة لابد من حفظها وصونها..

إن الفرد والمجتمع والدولة يقفون أمام مفترق طريق..

فهناك طريق يؤدي الى النور والهداية والعدل وهذا هو طريق التكامل وهناك طريق آخر يؤدي الى الظلام والضلال والظلم وهذا هو طريق التسافل..

إن الله جعل للإنسان عقل وشهوة وغضب ونفس أمارة وفطرة...الخ

فهذه القوى المتباينة تمثل القوة المحركة والدافعة نحو التكامل أو التسافل على حدٍ سواء..

إن الفطرة وكما يعرّفها الشهيد محمد الصدر(قدس) في كتاب فقه الاخلاق بأنها النور الإلهي المركوز في باطن الإنسان..

وهذا النور الإلهي هو السبب في حب الإنسان للتكامل..

ولكن هذا الحب قد يقع تحت تأثير النفس الأمّارة بالسوء والأنانية والشيطان والنتيجة هي التسافل..

ولابد من الإشارة الى أن معنى التكامل عند الفلاسفة يشمل(التكامل والتسافل) وهذا المعنى يدعم ما أشرت إليه قبل قليل بأن حب التكامل المركوز في باطن الإنسان قد يكون ضحية النفس الامّارة والشيطان....

إن الله أراد للإنسان أن تكون حركته التكاملية حركة إختيارية(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)..

فالعبادة هنا(وكما يشير الشهيد محمد الصدر" قدس ") تشمل الفرد والمجتمع والدولة..

وهي تمثل حركة  الفرد والمجتمع والدولة نحو التكامل.. والمراد من التكامل المعنى الأخلاقي الذي يقابل التسافل....

إن هذه الحركة هي حركة تكاملية إختيارية للفرد والمجتمع والدولة..

وهناك حركة تكاملية أخرى وهي الحركة التكاملية التكوينية .....

إن التربية في ضوء هذا الكلام تمثل قيادة الحركة نحو التكامل..

وعلى هذا الضوء نحن أمام نوعان من التربية..

تربية تكاملية (إيجابية) وتربية تسافلية (سلبية)..

وأيضا التربية التكاملية تُقسم  الى نوعين:

1- التربية التكوينية.

2-التربية المتعمّدة.

ويؤكّد الشهيد محمد الصدر(قدس) إن التربية المتعمّدة أقصر زماناً من التربية التكوينية...

فالتربية التكوينية تتطلب ملايين السنين مع إن عمر الإنسان محدود....

وخلاصة الحديث أننا نشهد نتائج التسافل والتكامل في الماضي والحاضر آخذين بنظر الإعتبار إن الإسلام بدأ في التربية وكان الناس في ضلالة وإنحراف!!!..

 وقد نجح الرسول الأعظم(ص) في إيجاد النموذج العادل للفرد والمجتمع والدولة..

وخيرُ دليلٍ على ذلك أن ظاهرة الإنحراف حصلت بالتدريج بعد وفاة النبي(ص)!!! إن التربية التكاملية تستهدف إيجاد الوعي في نفس الفرد بأهمية العدل الى درجة التضحية بالنفس في سبيل إقامة العدل فالعدل هو سبيل الله ..

ومن هنا نشأ مفهوم الشهادة..

إن التربية التكاملية لا يمكن أن تستغني عن دور الشهادة والشهيد..

فالشهيد الذي يُقتل في سبيل الله هو حي عند الله يرزق.....

وبالتالي سوف ينتصر دمه على السيف الذي قتله........

وينبغي النظر الى دور الشهيد في التربية التكاملية بأنه دور رئيسي وشامل لتكامل الفرد والمجتمع والدولة على حد سواء......