زعلة العصفور على البيدر

 

فوضى التصريحات و تعددها ينتشر كالنار في الهشيم بعد سماع قرار نقل دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم 22 من البصرة / العراق الى مدينة جدة السعودية ,في عام 2014م. العراق وبعد جهد كبير يكاد يتم انجاز الصرح الرياضي الكبير في بصرته الفيحاء ,صرح رياضي تفتقر اليه كثير من دول الجوار ومنها الخليجية نفسها... وبالتالي هو منجز لوزارة الرياضة والشباب ,واضح للعيان لايحتاج الى مهاترات برلمانية والحمد لله والشكر...وهذا المنجز كبناء يعود للعراق وشعبه سواء نظم العراق بطولة الخليج أو لم ينظم ,أما في كون المسألة اعتبارية وتعني ما تعني, من تصيد كثير من دول الجوار العراقي فرصها لتأذية العراق بمناسبة أو دون مناسبة, فهذا امر مسلم به ,ولاشك في ذلك
ولكن كيف كانت ردة فعل الشارع العراقي والحكومة العراقية ؟ أما الشارع العراق فله من المصائب ما ينوب عن التفكير في مثل هذا الموضوع وغيره ؛مقارنة بالويلات الامنية والخدمية ,التي ضربت المواطن في صميم عيشه وحياته اليومية ,وشاهدنا على ذلك موجات العنف والقتل اليومي والمفخخات الصباحية والمسائية....
فيما على الجانب الثاني شنّ العراقيون هجوما أعلاميا كبيرا على دول الخليج مهددين بالانسحاب من البطولة , وهنا تذكرت المثل العراقي القائل { زعلة العصفور على البيدر } , اي بيدر الحبوب من الطعام , فمهما طال الزمن سيجوع العصفور ويحط من جديد على البيدر...الامثال تضرب ولاتقاس...الامر الامني الذي أثير في اجتماع اتحادات كرة القدم الخليجية ضد العراق...هو حجة حقيقية ,لاينكرها أحد ,والموضوع بكل بساطة ,ان الملف الامني غير جيد بل سيء الى حد كبيرجدا..يستطيع اي نكرة ان يقوم بفعلة ما ,يذهب فيها من الضحايا الابرياء ما لايعد ولا يحصى ,شأننا في كل يوم ,فكيف تقنع الجمهور الخليجي بتوافر الجهد الامني ,لحمايته والعاصمة العراقية تضرب بهذه القسوة والمشهد الاجرامي الذي يعرفه القاصي والداني..أذن من سيحضر لتشجيع فريقه وكم أرهابي سيدخل بتأشيرة نظامية؟؟؟
كان من الاولى ان نتقبل الامر الذي توقعناه منذ زمن بعيد ,ونحسبها بشكل أخر ,يقوم على أساس ان مدينة البصرة الرياضية هي منجز لنا ولابنائنا أولا وأخيرا..وأننا جزء لايتجزأ من منظومة دول الخليج العربي.. ترى هل ستتوسل دول الخليج العراق لكي يعود اليها من جديد أم سننتظر أعواما طويلة اخرى ونعود كالعصفور الى البيدر من جديد ,,لايوجد مبرر لاستمرار سياسة عليهم عليهم وياهم وياهم التي تقود العراق منذ خمسين سنة أو أكثر, وربما الاخوة لايعرفون قول الشاعر
تعلم شفاء النفس قهر عدوها. .فبالغ بلطف في التحيل والمكر
المقاطعة التي نعلنها تعني العراق هو الخاسر الاكبر في هذه المنازلة ,وتعني أضافة مشكلة جديدة للرياضة العراقية ,التي تسبح في المشاكل ,وليس وقتها الصحيح..وانما الصحيح قبول الامر الواقع وانتظار ما ستؤول اليه الامور مستقبلا ولكل حادث حديث وذكراه في وقتها..