في ذكرى يوم الغدير

 

يدفعنا الاحساس وتجبرنا الخواطر ويحتم علينا الوفاء ان نذكر هذه الليلة المباركة بشيء من فيض المشاعر وتعابير التمسك ومفردات اللغة وجمل الكلام لذكر واحدا لم تلد مثله النساء وتحديد المكان وسرعة الفهم وقوة البيان وضعه في بيت الله الحرام وهذا شرف مابعده شرف لحامله,  رعايته في حضن نبي الانسانية ومنقذ الامة من حضيض الخلق وشفا الهاوية فكان قريبا من ترانيم النشيد الالهي في بداية نزولها واستقبال مفاهيمها وعبودية خالقها وسماع لحنها الشجي بين حضن الايمان وتقارب النسب وقوة الصلة , اول من آمن بها قبل سن التكليف , فكان السيف واللسان لتطبيق شريعة الرحمن , مدافعا صلبا زق العلم من فم اخيه وابن عمه وحامل لوائه ومستودع سره وصندوق امانه , قريبا منه كالرمش للعين والروح للجسد , ابوا هذه الامة  , منفذا امره سالكا طريقه وسيط تبليغه فكان محمدا صلى الله عليه وآله مدينة العلم وابا الحسن علي ابن ابي طالب عليه السلام بابها , منزلته كهارون من موسى , زوج ابنته , حامل سيف ذو الفقار , محاربا عنيدا لم يعص خالقه كفى به عبدا لاعظم خالقا , جلوسه في المسجد افضل له من الجنة , هادم الاصنام , ومفتت لحمة الشرك وعبدة الاوثان , ضربت سيفه تعادل عبادة الثقلين الى يوم القيامة , اينما يدور  يدور الحق معه , من ابغضه  ابغض النبي ومن ابغض النبي ابغض الله في عرشه , كلام طويل لااستطيع ايفاء حقه او الغور في اعماق ذاته ولااعرف الغوص في بحره فالمفردات تسرق والتعبير يخون والقلم يجف , انه يوم تنصيبه لولاية اقدر على ادارتها وافهم بحكم مرسلها وقادة دفتها ليوم تشخص فيه الابصار , ابخسوك حقا ونسوا لك عهدا وهدموا لك صرحا وخانوا لك ودا ودمروا لك ارثا وقتلوا لك اهلا ولكن شموخك يسمو وعلوك يبان وافعالك لايمكن طمسها بالرغم مما فعل طاغية العصر في حينها معاوية وجلاوزنه عندما يبدأوا خطبهم بشتمك وطمس معالم علمك ولكن هيهات وللظلم جولة وللحق جولات فكان انصاف عمر بن عبد العزيز ان يوقف سيل تهجمهم ومحاولة اندثار اثار فعلك , يريدون ان يطفؤا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره المشركون , سيدي هذه كلماتي وتعابير فرحي من قلب يلهج بحبك وشفاه ترتجف لتقبيل مرقدك وحنينا لملاقاة شموخك فانت انت يامن توسدت بضجيعيك ادم ونوح وجاورت انبياء الله هود وصالح , مولاي لاابكيك لانك في عليين ولكن في الجسد وهنا وفي العين قذى وفي الروح شوق وفي الاحساس شغف ان احبو لقبرك متوسلا وادعوك مناجيا واناديك صامتا وانظر بعيني خجلا , امتك تشعر بالخجل من فعل رجالها ومافعلوه بشعبهم بين ظلم لايغتفر وجرحا لايندمل ونزيف دما لايتوقف وتكالب الاعداء لايتوقف ومعاول الشر تهدم انهم يريدون ان يعيدوا التاريخ والحنين بين اضلعهم لعبدة الشيطان والركوع اللات والعزى فمتى تنهض لتهدم بقوة ايمانك اصنامهم وبضربات سيفك تقطع رؤوسهم وتهشم احلامهم , غدا سيدي ذكراك لن تنسى عندما رفع حبيبك ورفيق دربك

ومعلمك يدك في غدير خم قائلا وبصوت مسموع هذا وليكم من بعدي اللهم انصر من نصره واخذل من خذله ونهافتت عليك الامة لتبايعك وتعاهدك انك احق بها من الجميع

لانك عليم بمفاهيم الرسالة الالهية ودليل ظلمتها ونور علمها , انك للامة كلها وليس من حصة احد فأن تبعك فهو في عزة الله وان خذلك فان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب

ولاننسى نكثهم والابتعاد عن عهدهم والتآمر على سيدهم (( ان يوم الفصل كان ميقاتا))

معذرة سيدي ان اطلت وعفوا ان تجاوزت فهذا فيض انائي لشخصك قليل قليل معترفا

لكم بذلك لانك حيا ترزق (( ولاتحسبوا الذين قتلوا  في سبيل الله امواتا بل احياءا عند ربهم يرزقون ))  فرحماك ياربي عليه ليوم ولد ويوم استشد ويوم يبعث حيا .