فضيحة جديدة مصارف تطردنا

 

لقد كشف الشاب علي التميمي محافظ بغداد عن وجود  سرقات بعشرات المليارات في مشاريع المحافظة ، مؤكداً أن أسماء كبيرة  في المحافظة متورطة في هذا الفساد ، أنهم مسؤلين كبار وليس عمال نظافة مغلوب على آمرهم متورطين بهذه السرقات (أنهم  آهل نزاهة ) بل أسياد أماناتهم  هم السراق ، وقد بين المحافظ انه ضبط العديد من ملفات الفساد في مشاريع مدينة بغداد يصل حجم السرقات فيها إلى عشرات المليارات (عشرات المليارات !!) ولو ُذُكرت هذه الأرقام في قصص ألف ليلة وليلة لكُذبت ! ، ومبيناً  أن حجم السرقة في احد هذه المشاريع بلغ  80 مليار دينار وهو مايعادل بناء 800 وحدة سكنية في بغداد ، أليس إن هذه الوحدات قادرة على أن تنتشل 800 عائلة تسكن حالياً بيوت من الصفيح في أطراف بغداد ، وقد تطرق ايضاً  ان هناك مشروع اخرر بلغت السرقة فيه 21 مليار دينار وآخر بلغت السرقة فيه سبعة مليارات إضافة الى عقد تجهيز بلغت السرقة فيه 10 مليارات وأضاف   المحافظ الشاب  بأن المحافظة هي من اكبر الدوائر الحكومية فساداً وتعاطي للرشى  بعد اكتشاف عشرات السرقات فيها ( هذه السرقات ذكرها المحافظ في مؤتمر عقده في المحافظة قبل فترة ) وقد انتظرت قليلاً بعدم الكتابة عن هذا الموضوع منتظراً ومتأملاً  أن   تهب العواصف  وتتزلزل الأراضي التي  يتربع فوقها عروش هؤلاء السراق  وسوف تكون  هناك مزايدات تصدح  بها  أبواق الجوقات الفنية للأحزاب المتأسلمة  لتنفخ فيها ليلاً ونهاراً عبر الفضائيات والمجالس ولكن الصمت عم وكأن ستارة المسرح  لم ترفع بعد لمشاهدة هذه المسرحية  ، وليس هناك من مستمع  ولا من مجيب وكأن المحافظ  يتكلم عن أهل جزيرة واق واق  ، ولكن هناك من انتفض وأخذتهُ الحمية ليقول صراحة  بأنه لايتعامل مع مافيات العراق الجديد انه بنك ( HSBC ) البريطاني العالمي حيث رفض فتح حسابات مصرفية لعراقيين على خلفية عمليات غسيل الأموال التي يقوم بها مسؤولون حكوميون ، وقد اتُخذَ القرار من قبل مجلس أدارة البنك في العاصمة البريطانية (لندن) قراراً بمنع التعامل مع أي عراقي ، بسبب الشكوك التي تحوم حول ثروة أغلب العراقيين في السنوات الأخيرة التي شهدت صرف تخصيصات مالية انفجارية مع زيادة رؤوس أموال شخصيات عراقية بشكل مفاجئ ، وان المؤسسات الاقتصادية العالمية أصبحت تتعامل مع العراقيين على أنهم سراق المال العام  ومفسدين ، وتحوم حولهم الشكوك لتهريب الأموال للخارج وإدخالها باستثمارات عالمية  ، لذا منع التعامل مع العراقيين في البنوك الأجنبية  ، ( أي بمعنى  تم طردنا بنزاكه ، خوش سمعة دولية ) للعراق الجديد عراق المقطاطه والشفافية ،   (ومصرف بريطاني أجنبي  على قول ربعنا ملحدين هذوله ) يرفض التعامل مع اللصوص أما مصارفنا الإسلامية  والأحزاب الإسلامية والشخصيات الإسلامية والأماكن الإسلامية في العراق  تحتضن وترحب وتصفق وتهلهل لِسراقُنا الجدد ،  ياللمفارقة  ويا لسخريات القدر ، بأي حال أصبحنا والى أي مدى وصلنا ، وهل نحن شعب مخدر أو نائم ؟؟؟ فمتى تنتفض أيها الشعب  ؟؟؟ لتنعم بدولة عصرية ؟؟؟