لا رثاء لنيلسون مانديلا

 

 

 

 

 

 

مالذ ي يجب على المرء قوله في رثاء القائد التاريخي نيلسون مانديلا ؟ في حالة الرثاء يجب ان يستحضر الانسان لوحات الحزن وكلماته ,وكيفية استقطاب المقابل وشده للفاجعة المراد التذكير بها ,ولكن هل هذا الرثاء يليق بنيلسون مانديلا ,من الطبيعي ان تجد موضوع الفخر حلّ محل الرثاء , فبعيد الساعات الاولى من رحيل القائد والرمز نيلسون مانديلا .. الفخرهو الموضوع الذي ابتلى به الناس من كل صوب وحدب ومن مختلف الهويات العالمية ,لانّ الانسانية لاتجتمع تحت هوية معينة بل تمتد امتداد الافق بجناحيهِ.. هكذا افتخر العرب والعجم بمعاشرتهم لحياة مناضل كبير وفذ جاد به التاريخ لكي يحقق أحلام شعبه ومن ثم يكون منارا للاخرين لكي يهتدوا به أن اراد الله لهم ذلك.. في رثاء رحيل القائد التاريخي مانديلا علينا أن نفتخر بسنوات سجنه الطويله وصبره عليها ,وفي رثائه علينا ان نتذكر كيف حمل احلام شعبه المضطهد الى نهاية النفق المظلم حيث تشرق الشمس ,وفي رثائه نستذكر سنوات الحرية التي عاشها ومنطق الزهد والتواضع ,وفي رثائه نتحدث عن ترفعه عن المسؤوليات الرسميه للدولة وعدم { لطشه بالكرسي  } مدى الحياة , ونستذكر بأنه لم يك منظرا في كثير من الاحيان ولكن كان أبا قولا وفعلا للجميع ,نستذكر كيف حلّ السلام بديلا عن البندقية ,وماهي الطرق التي واجه بها عنت  مرضى العنصرية...التي أوغلت بدماء ابناء جلدته وجعلتهم مواطنين من الدرجة العاشرة.... ما هو الوصف المناسب لابتسامته حين كان يزور ملاعب الاطفال وهم يتقافزون من حوله بكامل حريتهم ونشاطهم ..كيف كان يتأمل شعبه وهو يتصدر قائمة الدول الفاعلة والمهمة في معظم المجالات ,ولاسيما الاقتصادية ..ماالذي ترك لنا من أرث نتقاتل من أجله سوى كبير في فهم فهم كيفية تحويل الغول الى منهزم وصناعة المنتصر ..ممن كان يسحل بالشوارع أمام انظار العالم بأجمعه... زعيم النضال الافريقي من أجل السلام سيوارى جثمانه الثرى وسيرتفع ذكره الى الثريا ,بوصفه رمزا كونيا ..حيث فعله من داخل السجن ,الذي تحول الى متحف لايام النضال..

هكذا  مع هذا الارث الاستثنائي الذي هزم الانظمه الاستبدادية العنصرية وبعد أطلاق سراحه هزم الحقد والكراهية.. ففي تابينه ورثائه تساوت أراء القادة في بقاع الارض ,على حد سواء من حمل الاشتراكية او الراسمالية أو الدينية أو, غيرها...تناثرت افكارها وتوحدت في ذكر مناقب هذا الرجل ,وصفاته... هذا الارث التاريخي الكبير ,كُتِبَ لنا أن نعاشر ونشهد الرمز العالمي الذي جاء بتعريف جديد للرثاء في موضوعات الادب ,ولونه بأجمل ألوان الفخر بدلا عن أوصاف الرثاء وقوانينه ..فما عاد للرثا ء أهمية في ذكر مانديلا بل الفخر والفخر والفخر...