منتحلا صفة اجتماعية لأغراض نفعية.. مقاول يقدم نفسه باسم مدير بلا علمه

 

  • انهم يقطعون سبيل المعروف

  • المعروف يتحول استغفالاً ونصباً واحتيالاً

  • يستغلون التواضع بما يبرر للمتكبرين غلق ابوابهم بوجه المراجعين

 

ثمة أناس، تجمعهم شؤون العمل، بشخصيات وجيهة، لها وقع اجتماعي مهيب، او منصب وظيفي مرموق، او حضور وجداني مهيمن على المحيط العام؛ مما يخلق كاريزما نافذة تحقق معجزات!

وكمثال.. مقاول، انجز مهمة لمؤسسة شهيرة، أطال الاحتكاك المباشر، بمديرها، فظل يسوق شؤونه، باسم المدير، عندما يراجع وزارة ما في مقاولاته الاخرى، يقدم نفسه على انه مبعوث منه، وهو لا علم له بالامر: "جئت من طرف فلان.. يسلم عليكم".

وهو لا آت من طرفه، ولا يسلم عليهم... هؤلاء الناس الذين جمعتهم مداولات العمل، بتلك الشخصيات، يفيدون منها سلبا.. مع الاسف، إذ يقدمون انفسهم، خلال مراجعاتهم لدوائر رسمية، طالبين مقابلة الوزير، بإسم هؤلاء الوجهاء، على انهم حاملو سلامٍ؛ فيحيلهم الوزير لمن يليه وظيفيا.. الوكيل او المدير العام المختص بالقضية موضع السلام الذي يحملوه.

المشكلة ليست بكل ما اسلفنا، من كلام ربما انطوى على شيء من غموض، انما تكمن في ان من تقدموا باسمه، لا يعرف عنهم شيئا، وليس مسؤولا عن الاخطاء التي تبدر منهم، في ما بعد، بشأن صفقة ما، عقدوها مع جهة رسمية او غير رسمية.

فإذا ما نكلوا مقاولة، او نكثوا عقدا، صار من تشفعوا باسمه، موضع عتب المتعاقدين، سواء واجهوه بالامر ام لم يواجهوه، بل يحتسب منهم فضل عليه، وهو غير عليم به؛ كي يشكرهم على الاقل؛ لأنهم (وجبوه) قابلين شفاعته، حتى من دعي!

"يا غافلون لكم الله".

إذن ما الحل؟ هل يغلق الوجهاء ابوابهم بوجه من تلزمهم شؤون العمل استقباله؟ كي لا يفاجأ به، راسما صورة مسرحية عن المكتب وحركات العاملين فيه، يتحدث بها، مع مسؤولي الدولة، كما لو كان هذا الوجيه وليا حميما له، وهو بريء من تلك الولاية.

انتحال صفة اجتماعية، لأغراض نفعية، يقطع سبيل المعروف، لو طلب الشخص وساطة ايجابية، لتسهيل الامور، ما تأخر الخيرون عنه، لكنه اذا استغل طيبة هؤلاء الخيرين، لتمرير صفقة لا يستحقها، هنا يتحول المعروف الى استغلال، واستغفال ونصب واحتيال.

انهم برغم كونهم مقاولين أو صناعيين أو زراعيين.. فقراء معنويا، يمررون أغراضا لمصالحهم، من دون علم من تشفعوا بإسمه، بنية مبيتة؛ لأنهم عبأوا مخيلتهم بما يستغلونه في الاحتيال على المسؤولين باسم شخصية لا ذنب له الا انها تبسطت في التعامل معهم.

يتطاولون برغماتيا (نفعيا) حين تقتضي مصالحهم ان يتظاهروا بأنهم موفدين من قبل وجهاء، لا علم لهم بالقضية، وربما ينحت ذلك بجرف من يدعون ايفادهم لصالحه.

انهم مقاولو صداقة تقطع معروف الصداقة بين الشخصيات الوجيهة، والمتعاملين معها.. يستغلون التواضع بشكل يبرر للمتكبرين غلق ابوابهم بوجه المراجعين.