السياسة ليست الدين(1)


لا تٌدخلوا المكر السياسة وخداعها بالدين، نعم أن الدين سياسة، لكنه ليس سياستكم المبنية على الغش والخداع والتظليل، أن السياسة والسلطة لابد لها من مطية، ومطيتها الإطماع والجشع والقتل والإقصاء وغايتها لا تنال إلا بركوب هذه الصفات، لنا دننا ولكم دينكم، أيها المتدينون أعبدوا الله وأمروا الناس بالمعروف وانهوا عن المكر وقلوا لناس حسنا، وعلموهم أركان دينهم فأنتم العباد الصالحون فأن خضتموها تلوث أيديكم وتذهب بصلاحكم وينبذكم الناس وينفروا منكم فهي لنا وليست لكم.
لقد شرع من أتخذ السياسة مطية لأغراضه وحرفة له في أيهام الناس، أن السياسي هو السلطان الجائر والحاكم الظالم والقائد الضرورة. فأن هذا الميدان ليس لرجال الدين وان ولجوه كان مصيرهم الفشل، ولا يستطيعوا إن يخدموا الناس من خلال السلطة أو السياسة، فهي بحر من المكر والفجور والدهاء والنفاق وعادتاً تذهب به إلى قتل النفس المحترمة.
أما السياسة في اللغة: (هي مصدر ساس يسوس سياسة، وساس الأمر سياسة قام بة والسياسة القيام على الشئ بما يصلحه).
إن السياسة أدارة شؤون الناس وقضاء مصالحهم. وفي النصوص الإسلامية هناك الكثير من والآيات والأحاديث والروايات تدل على أن السياسة هي جزء من لا يتجزأ من الإسلام . وجاء في الحديث الشريف (الإمام عارف بالسياسة ) أمالي الصدوق ص679.
وفي حديث آخر (كان بنوا أسرئيل تسوسهم أنبيائه).
وعن الإمام الرضى علية السلام قال ما ترك .أي رسول الله صلى الله علية وآله. شيئاً يحتاج إلية الأمة الابينة، فمن زعم أن الله لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله) الكافي ج1.
وفي الكتاب الحكيم (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)الآية2 الجمعة.
هذه الآيات والأحاديث الشريفة والروايات دلالات واضح عن مفهوم السياسة الصالحه. التي أمر بها الشرع المقدس للناس وأردها منهج وأساس في جميع متطلبات حياتهم، حتى لا يزيغوا عن الحق والعدل والرحمة والفضيلة إلى الباطل. 
وفي تاريخنا الكثير من الأمثل والحوادث التي تشير إلى ركوب الباطل، من بعض الناس وتسلطوا على العباد والبلاد بألاعيب ومكر وخداع. فقد خطب معاوية بن أبي سفيان، حين وصل إلى الكوفة وأفصح عن منهجه السياسي لقيادة الأمة بعد إن صالح الإمام الحسن بن علي عليهما السلام.
عن أبي إسحاق قال: سمعت معاوية بالنخيلة يقول: ألا إن كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدميَّ هاتين لا أفي به ! قال أبو إسحاق: وكان والله غداراً.... 
عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد قال: صلى بنا معاوية بالنخيلة الجمعة في الصحن ثم خطبنا فقال: إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ! إنكم لتفعلون ذلك وإنما قاتلتكم لأتأمَّرَ عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون .
فلسياسة ليست رفع المصاحف عاى رؤوس الرماح.
هي كلمة حقق يراد بها باطل. 
وليست كما فعل عمر ابن العاص في معركة صفين حيث كشف عورته لينجوا من سيف علي بن أبي طالب عليه السلام. وهل كانت العورة دهاء سياسي عند المعركة. 
السياسة هي أدارة البلاد والعباد على أساس العدل والمساواة والإنصاف والمدارات بينهم في جميع شؤونهم الدينية والدنيوية والإحاطة بما ينفعهم ويضرهم .