اسبوعية الاتحاد الشيوعي التروتسكي الفرنسية: "المالكي مستبد وينتهج سياسة فرق تسد"

 

ترجمة العراق تايمز

 

 كتبت اسبوعية الاتحاد الشيوعي التروسكية الفرنسية "Lutte Ouvrière" التي يوجد مقرها في باريس مقالا لاذعا يصف حكومة المالكي بالاستبداد. وشددت على ان التواجد الامريكي لازال حاضرا بقوة في العراق من خلال الهيمنة الامبريالة للشركات النفطية الضخمة، مشددة على ان الولايات المتحدة الامريكية قامت باستبدال قواتها باخرى من المرتزقة من اجل حماية مصالحها النفطية في العراق.

 

نص المقال اسفله 

 

فعلا لقد مرت سنة على نهاية الحرب الامريكية الرسمية على العراق، لكن لا احد يمكن ان ينكر ان الامبريالية الامريكية لازلت حاضرة في العراق بكل ثقلها وقوتها، بشركاتها النفطية الضخمة، والجماعات الاسترزاقية الموالية لها.

لقد شهد مستهل الشهر الحالي تظاهرات حاشدة قدرت بعشرات الآلآف من الناس، كانت قد بدأت من المحافظات العراقية  التي يطلق عليها بـ"المحافظات السنية" من اجل الاحتجاج ضد سياسية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، المتهم بنهج سياسة طائفية، تمييزية، واستقصائية، عبر استغلال قطاع  الاعمال المصرفية، والاعلام من أجل ممارسة استبداده، حيث ان عبارة "نوري المستبد" كانت جد حاضرة في شعارات المتظاهرين.

ان المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء من نفس طائفة الشيعية، مقتدى الصدر أيد مواقف المتظاهرين السنة قبل ان يلتحق بهم المئات من المساندين من جميع المحافطات الشيعية جنوب العراق، ولا يزال التوتر يطبع العلاقات بين الحكومة  العراقية  المركزية، وزعيم اقليم  كردستان المستقل بسبب قضية النفط.

هذه التسع سنوات من الحرب التي ادعت الولايات المتحدة الامريكية انها ستجلب بها الديمقراطية والحرية للشعب العراقي، لم تك سوى ان أدخلت البلد في نفق مظلم، متخبطا في ازماته السياسية وجعلته غير قابل للحكم، أكله الفساد من كل جانب و جعله ينقسم الى ثلاث مجموعات "شيعة" "سنة" و"اكراد"

الحرب الامريكية على العراق حصدت ارواح أكثر من 122.000 مدني، ومليون ونصف شخص حسب بعض الاحصائيات الاخرى، وخلفت 7 ملايين هارب ولاجئ، وجعلت العراقيون يدفعون ثمنا باهضا جراء عدم الاستقرار، وجراء  سياسة "فرق تسد"، ونتيجة للاشتبكات الدامية بين المليشيات المتنافسة ، التي افرزت مزيدا من القتل والعنف بسبب الانفجارات اليومية .

لقد قامت الولايات المتحدة الامريكية باستبدال قواتها الرسمية بجيش مهم من المرتزقة يتكون من اكثر من 35.000 فردا يوفرون الحماية لمصالحها النفطية في العراق تطبيقا لمفهوم الامبريالية.

ولعل اكبر يفسر استمرار الهيمنة الامريكية على الثروات العراقية هو سفارة الولايات المتحدة الامريكية في بغداد  التي تعد الاكبر في العالم، والتي لديها ما لا يقل عن 17.000 موظف.

الامبريالية تحمي ما جاءت تفتش عنه بعد تسع سنوات من الحرب عبر السيطرة الواسعة على انتاج البترول، وان الانقسامات التي افرزتها الحكومة الحالية داخل البلد هي التي تسمح لها بذلك.

اذن ان الجزء الاكبر من الثروات النفطية يعود للولايات المتحدة الامريكية ومسيرتها بريطانيا، والجزء المتبقي ،تتقاسمه السلطة المركزية العراقية والحكومة الجهوية لكردستان ذلك يرضي بشكل كبير الشركات النفطية وخاصة تلك الاكبر في العالم  "بريتس بتروليوم" "اكسون موبايل" و"شل ".

ويبقى نصيب الشعب الفقر والجوع والحرمان.