نکتة الموسم

بداية أحب أن أکون صريحا لأنني من المدمنين على النکات و أتابعها بشکل مستمر لانها تضفي طابع من المرح و الحبور على الروح و النفس الانسانية التي تعاني يوميا الامرين من جراء مشاغل و مشاکل و ازمات الحياة، لکنني لم أسمع نکتة قوية و فريدة من نوعها کتلك النکتة التي تقول بأن مؤتمرا ضد الارهاب سيتم عقده في بغداد!
تصوروا، بغداد الخاضعة و المکبلة بقيود و أصفاد نفوذ النظام الايراني و التي يسر‌ح و يمرح فيها قائد قوة القدس قاسم سليماني(حاکم العراق و سوريا و لبنان المطلق)، تقوم بالاعداد لمؤتمر ضد الارهاب، بل وحتى ان حکومة دولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي قد ذهبت أکثر و أبعد من ذلك لکي تمنح بعدا و عمقا استثنائيا لهذه النکتة عندما صرحوا بأنهم يزمعون إطلاق حربا عالمية ضد الارهاب، لاأخفي عنکم لقد ضحکت من أعماقي حتى دمعت عيوني من فرط ذلك، ذلك أن حکومة متورطة من قمة رأ‌سها الى أخمص قدميها في العمليات الارهابية و قيامها بإستخدام السلطة و النفوذ من أجل شن هجمات إرهابية ضد مختلف الاطراف و حتى ضد دول مجاورة، هي آخر من يحق لها الحديث عن الارهاب، وبالطبع لانذکر النظام الايراني لأنه غني عن التعريف و الوصف بشأن علاقته الجدلية و الحميمة بالارهاب فکرة و إعدادا و تنفيذا.
هذه النکتة القوية في زمن باتت سوق النکات تشهد تراجعا و نوعا من الضعف لأن الازمات و المشاکل التي تعصف بالمنطقة بشکل عام و العراق بشکل خاص، قد أثرت على نفسية و روحية صانعي النکات، لکن حکومة نوري المالکي و في خضم المشاکل والازمات المستعصية التي قلبت حياة العراقيين المرحة المشبعة بروح النکتة جحيما لايطاق، يبدو انها قد قامت أخيرا بتقديم نکتة قوية الى الى الدرجة التي تصلح لکي تکون نکتة الموسم من دون منازع، ومن دون أدنى شك فإنه من حق الجميع أن يضحکوا ملئ أشداقهم و أن تدمع أعينهم من وراء هذه النکتة التي تقول بأن مؤتمرا للإرهاب يقام في بغداد التي صارت تنطلق منها الاعمال و النشاطات الارهابية ضد خصوم الحکومة و عرابها في طهران من العراقيين و العرب و غيرهم.
تطلب من الحافي نعال، مثل عراقي دارج يضرب في الذي يطلب حاجة من آخر يفتقد إليها تماما، کالقول المأثور(فاقد الشئ لايعطيه)، والحق أن حکومة المالکي التي تزعم من خلال هذا المؤتمر انها تريد محاربة الارهاب الذي تعاني منه، تتصور العالم عموما و العراقيين خصوصا(نايمين بالفي و رجليهم بالشمس)، في الوقت الذي نعلم جميعا بأن العراقي(مفتح حتى بالتيزاب)، وهو لاينخدع أبدا بهکذا نکتة عفوا أقصد مؤتمر!